خالد جبر انتهي شهر رمضان.. ربما اليوم أو غدا علي أقصي تقدير. دائما نشعر بأن رمضان هو أقصر شهور السنة حتي ولو كان ثلاثين يوما، لأنه الشهر الوحيد الذي نودعه ونحن نتمني أن يمتد ولو بضعة أيام اخر.. فلا حرمنا الله منك ياشهر الكرم والرحمة والعتق من النار. اللهم تقبل منا صيامنا وصلاتنا ودعوانا واغفر لنا ذنوبنا واخرجنا من هذا الشهر كما ولدتنا امهاتنا. كنت أتمني أن نتخلص من بعض عيوبنا في هذا الشهر الكريم ولا أقول كلها. وأهم تلك العيوب وأخطرها هو النفاق، فالنفاق أخطر الشرور علي المجتمع والمنافقون هم السوس الذي ينخر فيه وسلاح النفاق هو الكلمة. وما أخطر الكلمة ان خرجت من منافق وما أخطر المنافق لو كان محترفا مدمنا للنفاق، ويمارسه كما يتنفس ويتوحد معه ضميره وقلبه وعقله ولسانه.. وقلمه. وانا لا اعرف ما هو سر اصرار بعض الكتاب علي نفاق الرئيس.. أي رئيس أيا كان أسمه.. وأيا ماكان لقبه التالي.. رئيس جمهورية.. رئيس وزراء.. رئيس شركة أو مصلحة أو هيئة.. أو رئيس تحرير.لا أعرف لماذا يبقي النفاق نشاطا مهما في حياة الناس.. أقصد بعض الناس الذين لا يستطيعون العيش بدونه.. ولا البعد عنه.. الذين احترفوه وأتقنوه وتربحوا بسببه وفازوا بالمناصب ببركاته وامتازوا عن غيرهم بفضله هل يتصور هؤلاء أن الناس عبيطة أو ساذجة أو نساية الي هذه الدرجة. لن أذهب بكم بعيدا أو ألف وأدور .. فالذي أتحدث عنه هو كاتب مشهور.. يعرفه كل من تابع الصحف قبل ثورة الاطاحة بالنظام السابق.. النظام الذي لم يفرز الا أمثاله من محترفي النفاق.. وهو صحفي موهوب لم يترك شخصا الا وأخذ منه وهبة ولم يترك رجل اعمال الا وأخذ منه نفحة ولم يدع لنفسه فرصة الا واخذ من مؤسسته هبشة أو هبرة. تصور الناس أن هذه النوعية من الكتاب وهم كثيرون قد ولوا دون رجعة وأن زمانهم قد انتهي دون أثر، ولكن بعضهم قد عاد الينا مرة أخري، ويطل علينا من بوابة يومية، يمارس فيها هوايته، ويلعب فيها لعبته، ويكتب نفس ما كان يكتبه من قبل. نفس المديح في رئيس الدولة ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان ورئيس الديوان ورئيس مجلس الشوري وانتهاء برئيس جهاز التنظيم والادارة. كنت أتمني أن نتخلص من هذه الصفة المذمومة ونتخلص من أصحابها ولكن يبدو أنه "لسه بدري علينا".. فهؤلاء اساتذة في اقتناص أنصاف الفرص.. ولا بيبو في زمانه داخل منطقة الجزاء.. ولكن الناس لم تعد بنفس القدر السابق من السذاجة. فهم يعرفون من يكتب ماذا.. وما الذي يقصده من وراء كلامه.. وهم يتتبعون ونحن معهم التغييرات الحادة في البوصلة .. نفس المؤشر الذي كان يتجه نحو الشمال، أصبح يتجه بيسر وسهولة وحرفنة الي الجنوب دون أن تهتز شعرة في جفن هؤلاء الذين نتحدث عنهم. رمضان كريم. كريم جدا.. مش بس مع المشروب اياه، لكنه كريم جدا مع كل الناس ولكل الناس. واتمني أن يكون كريما مع هؤلاء الذين لا يقدرون أي اعتبار لما يكتبون ولا أي اعتبار لمن يقرأ.