كرامة المنافق«المفقودة»!

لا يمكن أبدًا أن يبكي منافق علي فقد كرامته، فالمنافق، يترك كرامته وإرادته الحرة علي باب المسئول الذي ينافقه!! هذه هي أهم شروط النفاق، حيث لا كرامة لمنافق!! فالمنافق حينما يشدو بقصيدة مديح لرئيسه أو للمسئول عنه والراغب في اقتناص شيء منه لا يحق له !! فهو يعلم تمامًا أن المشاهدين للموقف!! عالمون تمامًا أن القصيدة نفاق!! وأن الطلب بغير ذي حق!! وأن المسئول الطيب حينما يصمد أمام أول قصيدة نفاق، فليس من المفترض أن يصمد أمام الثانية والثالثة فهناك مثل شعبي مصري يقول «الزن علي الودان أمرْ من السحر»! والمنافق لا يعير شيئًا اهتمامًا قدر اهتمامه بتحقيق مأربه، وبالتالي الكرامة لا مكان لها ولا حساب ولا قيمة لدي المنافق!!
هذا المقال شدني إليه ما دار في برنامج مهم بالنسبة لي، أهتم وأحافظ علي مشاهدته يوميًا فيما عدا السبت والأحد، وهو امتناع البرنامج عن الظهور، ويتعرض البرنامج لقراءة الصحف اليومية ويأخذ باقي الوقت في الحديث عن خبر مع صاحبه وكان يوم الاثنين الماضي، لقاء مع منافق، أخذ يردد كلمات ومقاطع لمواقف مثيرة، مخجلة، بل إن المثير أكثر للخجل، أن مقدم البرنامج نفسه لم يستطع أن يجامل الضيف المنافق، فأخذ موضع السائل من المشاهدين، كيف ولماذا، وأين وتطرق المضيف إلي أن يسأل الضيف الذي تجرأ قائلاً بأنه في انتظار رئيس الجمهورية من عودته من رحلته العلاجية لكي يقابله، ويشكو له ذله، وحزنه، وخيبة أمله، وكأن الناس أصابهم (البله) و(الهبل)!!
شيء غير معقول شيء من الخيال، أن يصدق المنافق نفسه، بل إن التناقض في حديثه علي الهواء مباشرة، مرة يسب المسئول ومرة يرفع من قيمته، ومرات يدعو لمحاسبته علي إهداره للمال العام.
ومرة أخري يعود، مطالبًا بالمصالحة، وأنه (هيمشي علي العجين مش هيلخبطه) أي أنه مستعد أن يكون (قردًا) أو (نسناسًا) في حديقة حيوان المسئول عنه!! ومع ذلك، لا يري هذا المنافق بأن عشرات الآلاف من المشاهدين! يرصدونه وهو يقوم بدور البهلوان ولكن لا فائدة!!
إن النفاق في العمل العام، يتطلب في بعض الأحيان استخدام مثل شعبي يقول (إذا بليتم فاستتروا) إلا أن صاحبنا المطرود المصدوم، لا يجد غضاضة أبدًا في عدم التستر علي فضيحته وعلي غبائه، بل أخذ يستعرض في الغباء وكأنها رحلة أوركسترالية في النفاق علي الهواء مباشرة، لقد طلبت المسئول، لكي أنبهه لمشاهدة هذا الفصل من النفاق ونقيضه، إلا أن المسئول كان خارج نطاق دائرة المشاهدة، ولكنه وعدني باستجلاب الشريط، وإرسال عميق شكره لمقدم البرنامج.
صباح الخير يا دكتور هاني هلال!!