مصطفى بلال مع مجزرة رفح في الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان المعظم.. انتعشت ذاكرتي الممتلئة بالعشق لأرض الفيروز، أرض الخير، ومهد الرسالات السماوية. .. ومع حالة الغليان والدعوة للانتقام، والثأر للشهداء المصريين سعدنا جميعا ببدء القوات المسلحة بعملية تطهير سيناء من البؤر الاجرامية، ومع مرور الساعات أصبحنا نلحظ ان اتجاه الريح يهدف للدفع بالمزيد من تشكيلات الجيش للمشاركة في حرب الصحراء.. ولكني أخشي ما أخشاه أن يتم استنزاف قوات الجيش المصري في حرب ضد جرذان وأشباح أو ضد الكثبان الرملية!. وحتي لا يلدغ مؤمن من جُحر مرتين.. أتذكر في عام 4002 وعقب تفجيرات طابا حيث شنت أجهزة وزارة الداخلية بقيادة الجنرال حبيب العادلي حملات امنية، وقمعية غير مسبوقة وغير آدمية.. حيث اعتقلت قوات الشرطة اكثر من 5 الاف مواطن سيناوي.. وحدث الخلل، وبدأ الشرخ في العلاقة ما بين جهاز الشرطة والمواطن السيناوي.. الحل الامني أحدث جُرحا غائرا، ومازال الجُرح ينزف حتي اليوم. وما أخشاه ان نختصر اليوم ايضا وبعد ثورة يناير ملف سيناء في التعامل الأمني والذي أثبتت الأيام فشله وأظن انه ليس من المنطقي ان نكرر عام 2102 نفس الجريمة والخطأ الذي ارتكبناه عام 4002 حقيقة.. أخشي تكرار نفس السيناريو.. لكن مع اختلاف جوهري.. اليوم الجيش وبالأمس كانت الشرطة.. وهذا هو الأخطر.. أتمني ألا نقع في المصيدة!! ان الجريمة التي ارتكبها النظام السابق لا تقل عن المجزرة التي ارتكبها المجرمون الإرهابيون في رفح.. تعمد هذا النظام تهميش سيناء واختصار التعامل مع أرض الفيروز وسلة الخير لمصر علي أنها ملف أمني فقط.. هذا التقصير أدي الي صعود قيادات متطرفة، ومع بداية الثمانينات ظهر الفكر التكفيري، وآخر نكتة اطلقها اصحاب هذا الفكر التخريبي ان جيش مصر هو جيش فرعون لذلك يجب قتل أفراده!!. اتفق مع الرأي القائل بأن هناك جماعات إرهابية، ولا أتفق علي اطلاق مسميات جماعات اسلامية.. فما هي علاقة الاسلام بالرايات السوداء، والرايات الحمراء، والجهادية، والخلايا النائمة، والخلايا اليقظة!!! إنهم مجرمون إرهابيون يرتدون عباءة الدين.. الذي هو منهم براء. براءة الذئب من دم ابن يعقوب. أري ان الحل مع استمرار حملات الشرطة بدعم من الجيش لقطع دابر هذه الجماعات علي أرض الفيروز. ان نفتح ملف سيناء.. أري أن يجتمع الرئيس مع كل شيوخ وعواقل القبائل السيناوية والبدو في جلسة مصالحة وطنية.. والسؤال ما هي مطالبكم؟ ما هي اقتراحاتكم وهذا حقهم وليس منحة أو منة من أحد. ويتعهد الرئيس بتنفيذ مطالب اهلنا في سيناء.. وهي كما قلت حقوق مشروعة باعتبارهم ابناء مصر أولا ثم رجالاتها في الدفاع عن حدودها مع رجالات القوات المسلحة. وليتفق الجميع في ختام جلسة الرئيس.. وداعا لتهميش سيناء، وداعا لحرمان أرض الفيروز من مشروع قومي للتنمية والتعمير.. نعم لإلحاق ابناء سيناء بالكليات العسكرية والشرطية.. ونعم لتولي ابناء سيناء الوظائف جميعها بلا استثناء.. الحل اجتثات جذور مشكلة سيناء وأهلها من الجذور ثم بدء تنفيذ المشروع القومي للتعمير والتنمية وتوطين ملايين المصريين في سيناء.