استكمالا لرسالة الزميل الاعلامي جمال امام حول مقالي »الخلط بين حرية التعبير والفوضي«.. يقول: ان التوليفة التي يقدمها، مثلا خالد يوسف، ويخلط فيها بين الفقر والفساد والعنف والتطرف، وكذلك الموقف من التطبيع في إطار، مفهومه عن السينما الواقعية، ليس بالضرورة، أن تعبر عنها شخصيات عفنة أو ساقطة من قاع المجتمع، أو أن هذه البيئات، تفرز لنا مثل هذه النماذج .. فالفقر ليس عيبا كما أن الأحياء الشعبية، مليئة بنماذج مشرفة، ولكنها لا تحظي للأسف الشديد بمساحة في أفلامه، فهو يصر علي الجانب المظلم، في الواقع الذي يحاكيه متناسيا قيم الحارة الأصيلة والمحترمة التي أهدرها في (حين ميسرة) بالبحث فقط عن النماذج المنحرفة، ليؤكد أنها موجودة، وهو لم يأت بجديد في ذلك .. فهل هذه هي حرية التعبير التي يتبناها ويدافع عنها .. كما أنه لم يرفع من شأن العمل الشريف، وقيمته في حياة الإنسان، كما في (الريس عمر حرب)، الذي كان فيه أبعد عن قضايا مهمة، تقترب من واقع المجتمع الحقيقي الذي من المفترض أن يقيس نبضه، بقضايا حقيقية بعيدة عن (عالم القمار) وما يدور فيه والذي نعرف حساسية المجتمع حياله ورفضه له (لا أعرف موقفه من القمار) حتي في (كلمني شكرا)، كان متسقا تماما مع هدفه، في الترويج لسينما واقعية موغلة، في مخاطبة الغرائز، أكثر من إعمال الفكر والعقل، في التعامل مع أدوات الاتصال المعاصرة (أحد القضايا التي اهتم بها الفيلم) .. فلم يهتم بقيمتها ودورها في تطوير المجتمع ونهضته، بقدر اهتمامه بتوظيفها في نقل مشاهد مخلة، وهذا هو الفرق بين مجتمع، يهتم بثورة الاتصالات ويشارك فيها، (الهند وإسرائيل) ومشاهد تسٌوق للرذيلة مقابل كروت شحن .. !! إن النماذج التي حرصت هذه الأفلام، للأسف علي تقديمها، علي أنها من قاع المجتمع أو من الفئات المهمشة، تظلم بشدة السواد الأعظم من هذه الفئات، التي تكافح لكسب قوت يومها بالحلال .. ثم إنه يضع جمهوره (من المراهقين والشباب) في اختبار صعب، لا يمكن أن يصمد فيه أمام هذا الكم من العري .. دوللي شاهين في ويجا، وهيفاء وهبي في دكان شحاتة، وغادة عبد الرازق، وسمية الخشاب، في حين ميسرة، القاسم المشترك في أفلامه، يقدمن مشاهد مليئة بالإثارة، وبمعايير لم تعرفها السينما المصرية خلال مائة سنة .. لم تكن علي مدي تاريخها، في حاجة إلي كل هذه المشاهد القبيحة، من العري والإيحاءات، والإفيهات والحوار الرخيص، للتأكيد علي العلاقات الحميمة، (دائما ما تكون خارج إطارها الشرعي في أفلامه) .. إذاً هو يقدم، أعمالا تصنف علي أنها فن ( الفن السابع ) في إطار حرية التعبير، ومن حقنا أيضا بنفس المنطق، أن نرفضها، ونعتبرها ضد القيم الدينية والاجتماعية .. وأيضا ضد الآمان الاجتماعي، حتي باتت هذه الموجة من الأفلام الخليعة, مسئولة عن ظاهرة التحرش في الشارع، بسبب نماذج تقدمها هذه السينما، تحت غطاء حرية التعبير.. ففي فيلم قبلات مسروقة تجاوز المخرج خالد الحجر، (بالمناسبة الفيلم حائز علي جائزة مهرجان الإسكندرية السينمائي قبل سنوات) سقف الإباحية..عندما اعترض علي الرقابة علي المصنفات التي اختصرت عدد القبلات في فيلمه إلي مائة وخمسة فقط .. !! منتهي الإسفاف، عندما يتحول الفن الراقي إلي شيء آخر.. لا يمكن وصفه.. لذلك أتصور أن قبلات مسروقة، وكل الأفلام التي علي شاكلته، مسئولة عن حالة السعار والتحرش الذي يجتاح الشارع الآن .. !! انتهت رسالة القارئ الغاضب من الخلط بين حرية التعبير والفوضي.