جلال عارف حرب استعادة السيطرة علي سيناء ليست نزهة. إنها حرب حقيقية تخوضها قواتنا المسلحة، وأول الأسلحة المطلوبة.. أن يكون وراء الجيش جبهة داخلية موحدة ومستقرة. احترسوا أيها السادة من تصدير حكاية التفوق الإسرائيلي.. نعم كان هناك تقصير من جانبنا في كارثة رفح، ولكن ذلك لا يمحو صفحات من التفوق علي العدو الإسرائيلي حققناها ونحن لا نملك الإمكانيات التي يملكها ولا الدعم الخارجي الذي يسانده. ما حدث في مدينة الانتاج الإعلامي أول أمس أمر خطير. أن يتم حصار المدينة، وأن يمنع دخول أو خروج المذيعين ومقدمي البرامج والعاملين هناك، وان يتم الاعتداء علي الزميل خالد صلاح وتحطيم سيارته، وان يستغثيث المذيعون علي الهواء لحمايتهم فينصحوا بالحوار مع الذين يحاصرونهم!! هل ستكون هذه هي لغة الحوار بيننا؟! الأخطر والأسوأ كان الجنازة الرسمية لشهدائنا الأبرار. والمحاولة الآثمة للاعتداء علي رئيس وزراء مصر الدكتور هشام قنديل. هذه بلطجة لا يمكن السماح بها أو التهاون معها لأن الاستمرار فيها ثمنه فادح وسندفعه جميعا. ان الخلاف في الرأي أمر مشروع، وحرية التعبير أمر مقدس، لكنها ستكون كارثة حقيقية لوسمحنا بصراع الميليشيات!! حتي دماء الشهداء لم تستطع ان تغير خريطة البرامج في معظم القنوات التليفزيونية. أثبتت امبراطورية الإعلان إنها الأقوي، واستمرت المسلسلات وبرامج التسلية كما هي، واكتفي الكثيرون بإعلان تضامنهم مع الشعب المصري »الشقيق«!! بعد انتشار الشتائم والحوار الهابط في المسلسلات، لجأت بعض القنوات إلي تحذير المشاهدين مسبقا من »أخطار المشاهدة«!! نرجو ان ينتقل ذلك التقليد بعد العيد إلي برامج الحوار، وان يشمل التحذير الألفاظ الخارجة وأيضا.. الأفكار الهابطة!! الانجاز الباهر للمصارع كرم جابر يستحق بلا شك كل التكريم، وكذلك لاعب الشيش أبوالقاسم. ولكن أيضا علينا ان نكرم بعض اللاعبين الذين أنجزوا، حتي ولو لم يحققوا ميداليات مثل كرم وأبوالقاسم. ان المركز الرابع في الاثقال، أو تحطيم الرقم المصري في أي لعبة هو انجاز في الظروف التي نمر بها. يا ألطاف الله.. أين كان يختبئ كل هؤلاء المحللين الاستراتيجيين الذين انطلقوا طوال الأسبوع يملأون شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد بالحديث عن مجزرة رفح.. لتكون النتيجة المزيد من الحيرة والمزيد من الاسئلة التي تظل بلا إجابة!!