تحية مستحقة من جموع الشعب المصري كله لأرواح شهدائنا من ابناء القوات المسلحة الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة، وهم يؤدون واجبهم في حماية حدود مصر الشرقية، بعد ان اغتالتهم يد الغدر والخيانة والإرهاب، في جريمة جبانة، وهم يتأهبون للإفطار لحظة أذان المغرب بعد صوم شاق عند نقطة رفح الحدودية جنوبسيناء. ونحن لا نودع شهداءنا بالحزن والألم وإنفطار القلب فقط، بل نودعهم بعهد ووعد،..، بعهد لهم بأن جريمة الغدر والخيانة لن تمر دون عقاب رادع، وجزاء حاسم وسريع،..، ووعد منا بأننا لن يهدأ لنا بال ولن يغمض لنا جفن قبل ان نأخذ بثأر مصر لأبنائها الشهداء من الإرهابيين الجبناء مهما كانوا واينما كانوا. وهذا العهد وذلك الوعد يتطلب منا العمل الجاد والمدروس والدقيق، بعيدا عن عواصف الانفعال العارمة، وموجات الغضب الجارفة، التي يحتاجنا من جراء ما تعرض له ابناؤنا من غدر وخسة، حتي يكون الفعل مؤثرا، ومؤديا لما نسعي اليه من قضاء مبرم وشامل علي كل المتورطين في هذه الجريمة الجبانة. وفي هذا الإطار، لابد ان يكون هناك هدف واضح ومحدد من التحرك المصري الجاري الآن للرد علي الجريمة النكراء، وإنزل العقاب العاجل والرادع بالمجرمين، وأن يكون هذا الهدف هو وضع نهاية لحالة الإنفلات، وغيبة القانون، وغياب السيطرة علي أماكن عديدة في سيناء، وذلك بالقضاء التام والشامل علي جميع العوامل والأسباب التي أدت الي ذلك، ووصلت بنا الي الحالة التي نعاني منها الآن. وعلينا ان ندرك بكل الوعي ان ذلك لن يتحقق إلا بخطة منظمة وفاعلة تضمن التنظيف الشامل لجميع البؤر الإرهابية، والتجمعات المتطرفة والتكفيرية التي انتشرت في سيناء خلال العامين الماضيين مستغلة الظروف الخاصة التي تمر بها مصر في اعقاب الثورة، وإنشغال الجميع بالشأن الداخلي. وعلينا ان نعمل ليس من أجل الثأر فقط لأرواح الشهداء الذين فقدناهم في الجريمة الإرهابية الجبانة، ولكن لابد من العمل علي استئصال شأفة الإرهاب من سيناء، والقضاء المبرم علي جميع البؤر والجماعات الارهابية في سيناء كلها سواء في جبل الحلال أو غيره من الأماكن. ونحن في ذلك لا يجب ان نضيع الوقت، فتلك رفاهية لا نملكها ولا نقدر عليها، في ظل مطالب الشعب المشروعة والعادلة بالثأر لأرواح شهدائنا الابرار، وذلك ثمن باهظ لا نستطيع تحمله في ظل الدلالات الخطيرة للجريمة الجبانة وما تشير اليه من تهديدات، وما تحمله من رسائل تحذير لا يمكن اغفالها أو غض الطرف عنها، أو تجاهلها. ونحن في سعينا لاستئصال بؤر الارهاب في سيناء، وفي طلبنا للثأر للشهداء والقصاص العاجل من القتلة، لا يجب ان نستثني احدا، أو جهة من المسئولية طالما توفر دليل علي ذلك،...، بل يجب ان يكون كل من هو كاره لمصر واستقرارها وأمنها وأمانها موضعا للشبهة ومحلا للاشتباه حتي لو ادعي غير ذلك. ونواصل غدا ان شاء الله«.