حمدى الكنىسى لم أكن أنتوي الكتابة فورا عن رئيس الوزراء هشام قنديل، حيث أنني فضلت الانتظار حتي يقوم بتشكيل حكومته، لأن ذلك سيكشف رؤيته وتوجهاته وقدراته في اختيار الافضل من بين التكنوقواط والسياسيين لكن ما دفعني للكتابة عنه الآن هو ما أحاط بالرجل من آراء ومواقف متباينة واحيانا صارخة!! فهو لدي البعض »إخواني متخفي« وهو لدي البعض مجرد متعاطف ومتبني عن بعد لفكر الإخوان، وهو لدي البعض ينتمي للتيار الاسلامي المتشدد، وبالنسبة لآخرين هو رجل بلا خبرة أو تاريخ سياسي، وبلا تجربة إدارية كبيرة، ثم انه لا يمثل الثوار لأنه لم يظهر معهم في ميدان التحرير أو حتي تواصل معهم بعد ذلك وهذا رأي آخر يقول إن حكومة قنديل ستكون حكومة موظفين تعمل وفق مبدأ السمع والطاعه!!.. ولم يقتصر الأمر عن حد اطلاق التصريحات والانتقادات الساخنة، إذ تعدي ذلك الي تهديد »الأغلبية الصامته« بالدعوة الي »مليونية« رافضة للرجل! هكذا كان الاستقبال الصاخب لاختيار الدكتور هشام قنديل رئيسا للوزراء، ولأنني بطبيعتي أوثر عدم التعجل في اطلاق الاحكام سارعت الي الاتصال بصديق يعرف الكثير جدا عن الرجل، وهو »المهندس خالد السرت« الذي جمعته بقنديل زمالة الدراسة التي تحولت الي صداقة وطيدة لم تمنع من اختلاف الآراء بينهما، وبمجرد ان تحدثت معه قال لي إنه يجزم تماما بأن هشام قنديل لا ينتمي الي الإخوان (تنظيما أو فكرا) وانه له ملاحظات كثيرة حول المتأسلمين السياسيين، وهو فقط متدين مثل الكثيرين من المصريين الذين يؤمنون بوسطية وسماحة الاسلام، ثم هو وطني حتي النخاع ويكفي انه رفض اغراءات شديدة للاستقرار في الخارج بعد ان لفت البحث الذي قدمه والذي صار يحمل اسمه دوليا حول امكانية تحقيق أقصي عائد من نوعية المياه المستخدمة لأعلي انتاجية زراعية انظار المؤسسات الدولية وقد أهله ذلك البحث مع دراسته الاكاديمية التي حمل بها درجة الاستاذية في الجامعة لأن يشغل موقع كبير الخبراء في بنك التنمية الافريقي، وهو ايضا كان من اشد المتحمسين للثورة حتي انه اثناء وجوده في تونس ظل يتصل بأصدقائه الذين انضموا للثورة من أول يوم مثل خالد، وطالبهم بالاستمرار في ميدان التحرير والاصرار علي اسقاط النظام البائد، مؤكدا ان معايشته لثورة تونس لوجوده بها وقتها يبشر بنجاح الثورة المصرية. هكذا جاءت المعلومات الدقيقة المؤكدة لترد علي الكثير من الاراء والافكار التي صاحبت اختيار »قنديل« لرئاسة الوزارة، وهكذا وجدتني أكتب عنه الآن، لأقول: إنه وقد رحب بتولي المسئولية الجسيمة مطالب بان يثبت جدارته ابتداء من تشكيل الحكومة التي يجب ان تضم وزراء وسياسيين الي جانب الوزراء التكنوقراط، كم تضم ممثلين لشباب الثورة، ولا يخضع في اختياراته للضغوط التي يتعرض لها الرئيس مرسي (الذي لن يكون بعيدا عن قرار التشكيل). والسؤال الآن: هل يتم تشكيل الحكومة في أقرب وقت حتي تضطلع بمسئولياتها التي تتصدرها قضايا الأمن والاقتصاد واسترداد الاموال المنهوبة ومشاكل الطاقة، وتراجع الاستثمار؟ والسؤال الموجه لنا جميعا: هل نتيح الفرصة للرجل لينهض بمسئولياته الضخمة لعله يعوض ما نتج عن تعثر مسيرة الثورة المجيدة طوال المرحلة الانتقالية بسبب اندفاع كل الاطراف نحو اقتناص أكبر قدر من كعكة الثورة؟! »شكرا دكتور جنزوري« آن الأوان لنقول للدكتور كمال الجنزوري »شكرا كل الشكر« لما تحملته من مسئولية هائلة عندما توليت رئاسة الوزارة في وقت بالغ الصعوبة والتعقيد، وضربت المثل بالتنازل عن حقوقك المادية، تم ضربت المثل الاكبر بالعمل المتواصل ليل نهار لتحقيق ما يمكن تحقيقه في مجال الأمن والاستقرار والاقتصاد، بل وضعت ايام الرئيس تخطيطا دقيقا لما يمكن عمله سواء خلال برنامج »المائة يوم« أو ما بعد ذلك!