شريف رياض علي خلاف كل التوقعات وبعيدا ًبمسافة كبيرة عن أي ترشيحات سابقة جاء تكليف د. هشام قنديل بتشكيل الوزارة الجديدة مفاجأة لكل الأوساط السياسية والشعبية.. ولا أعتقد أن رئيسا لوزراء مصر - علي مدي تاريخها- حظي اختياره بهذا القدر من اللغط وتباين الآراء مثلما حدث بمجرد اعلان هذا الخبر. انتقادات عديدة وجهت لاختياره خاصة ممن انتظروا أن يفي د. محمد مرسي رئيس الجمهورية بوعده ويختار لرئاسة الحكومة شخصية وطنية مستقلة تمني الكثيرون أن يكون ذا خبرة اقتصادية تؤهله للخروج بمصر من أزماتها.. وكان د. محمود أبوالعيون محافظ البنك المركزي الأسبق هو الأقرب لهذا المنصب بعدما استقبله د. مرسي ودعاه لتشكيل الوزارة لكنه طلب منه أن يستخير الله ويستشير أسرته علي حد قول د. أبوالعيون في حديثه ل»الأخبار« المنشور أمس.. وفجأة تحول د. مرسي 081 درجة واختار د. هشام قنديل وزير الري في حكومة د. الجنزوري وهو شخصية محسوبة علي الإخوان حتي وإن لم يكن عضوا بالجماعة أو حزبها »الحرية والعدالة« مما اعتبره كثيرون تدخلا من الجماعة في شئون الرئاسة وحلقة جديدة في سلسلة حلقات تراجع الإخوان عن وعودهم. وانطلقت التعليقات ما بين التأكيد علي أنه ليس سياسيا وأن أداءه كوزير للري متواضع واختياره يؤكد رغبة الإخوان في الاستحواذ حتي وصل الأمر إلي اعلان رفضه من بعض التيارات الثورية والتي دعت لمليونية غداً لانقاذ مصر ! في المقابل رحب حزب »الحرية والعدالة« باختيار د. هشام قنديل لتشكيل الوزارة الجديدة مؤكداً أن مهمتها الأساسية هي مواجهة الثورة المضادة.. وراحت مؤسسة الرئاسة تشدد علي أنه لا ينتمي لأي حزب سياسي قبل الثورة أو بعدها. لست مع أو ضد اختيار د. هشام قنديل لهذا المنصب لأنني لم أتعود أن اتخذ مواقف مسبقة في الحكم علي الأشخاص وقدراتهم.. »ومين يعرف يمكن ربنا يوضع سره في أضعف خلقه« ونري من هذا الشاب الذي لم يبلغ الخمسين والذي تبدو علي ملامحه الطيبة الشديدة مالا نتوقعه من كفاءة إدارية تعرف كيف توظف العلم والخبرات الفنية لتحقيق أفضل النتائج لمصلحة مصر.. فلننتظر ولا نتسرع في الحكم عليه.