يقدر البعض ترسانة الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في سوريا بمئات الأطنان من "غاز الخردل" ، و "غاز الأعصاب" التي يمكن إطلاق هذه الغازات القاتلة بواسطة صواريخ "سكود" قذفاً مدفعياً أو جوّياً، لكن "تشارلز بلير" خبير الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في اتحاد العلماء الأمريكيين يشكك في هذا التقييم ويراه مبالغاً في ضخامته، رغم ما قاله رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال ديمبيسي أمام الكونجرس في مارس الماضي من أن سوريا تملك أسلحة كيماوية تزيد 100 مرة علي ما كان لدي ليبيا/ القذافي منها. ويبرر "تشارلز بلير" ضآلة المخزون الليبي بأن القذافي اضطر، بعد أن أعلن انضمام بلاده عام 2004 إلي اتفاقية حظر أسلحة الدمار الشامل، إلي تدمير كميات هائلة من تلك الأسلحة وإن أبقي علي كمية محدودة منها هي التي أشار إليها رئيس أركان الجيش الأمريكي بعد سقوط القذافي ونظامه. وعلي فرض امتلاك الجيش السوري هذا المخزون الضخم من الأسلحة المحرمة دولياً، فإن الخبير الأمريكي "بلير" أكد لصحيفة "فورين بوليسي" أنه من غير المحتمل أن يأمر بشار الأسد باستخدام هذا السلاح المروع ضد شعبه. ليس حباً فيه.. وإنما فقط لأن قتل عشرات أو مئات الآلاف من المدنيين سيكون مبرراً قوياً وملزماً لتدخل عسكري دولي صاعق ضد سوريا وهو ما لن تستطيع روسيا والصين منعه. لم يكتف "بلير" الخبير الأمريكي في الأسلحة الكيماوية والبيولوجية باستبعاد إقدام بشار الأسد علي هذه المذبحة المروعة، وإنما أضاف مبرراً ما يتردد حالياً عن نقل مخزون الأسلحة من مكانها وتوزيعها علي أماكن متعددة أخري، قائلاً: "أعتقد أن قرار نقل الأسلحة الكيماوية يرجع إلي حمايتها من هجمات متوقعة من جانب إسرائيل، أو ربما لخوف النظام السوري من الكشف عن مكان تلك الأسلحة البالغ السرية بعد انشقاق العديد من كبار قيادات الجيش السوري ومعظمهم علي دراية بحجم هذه الأسلحة وعلي علم بمخابئها. المبرر الأخير الذي طرحه "بلير" أراه في تصوري الأكثر إقناعاً، خاصة بعد أن قرأت أمس تصريحات اللواء السوري المنشق "مصطفي الشيخ" لمندوب رويترز في تركيا أكد فيها أن قوات الرئيس بشار الاسد تنقل أسلحة كيماوية في أنحاء البلاد لاحتمال استخدامها في رد عسكري علي قتل أربعة من كبار مسئولي الامن يوم الأربعاء الماضي". وأضاف اللواء المنشق الذي ترك منصبه في القيادة الشمالية بجيش الأسد خلال شهر يناير الماضي قائلاً: "إن الايام القادمة ستشهد تصعيدا في قصف معاقل السنة في دمشق وحلب".. متنبئاً بأن: "قيام الجيش بشن هجوم أوسع نطاقا وأكثر دموية سيثير ردا شديدا من جانب المعارضين ومعظمهم من السنة. وبالتالي فإن المرحلة القادمة ستشهد إراقة دماء بمستوي لم يسبق له مثيل، وسيلجأ النظام الي استخدام أسلحة غير تقليدية (..) وأن كل فعل سيثير رد فعل أقوي. وأضاف ان الاسد يريد إحراق البلاد وان هذا النظام الديكتاتوري والطائفي لن يسقط دون إراقة بحر من الدماء". .. وللحديث بقية.