القرار الذي أصدرته وزارة الداخلية بعدم إقامة مسابقة الدوري العام وكأس مصر في الموسم الجديد، قرار صائب وله وجاهته خاصة بعد اقتحام التراس الأهلي لملعب فريقه أثناء التدريبات، وهو ما يؤكد أنهم لم يتعظوا من كارثة استاد بورسعيد ولن يتعلموا مستقبلا كيف يشجعون، إذا افترضنا أن ما كانوا يقومون به تشجيعا وحبا لناديهم، فلم تعد كرة القدم تمثل لغة المتعة عند المشجعين بل تحولت إلي هوس وجنون فافتقدت ملاعبنا الروح الرياضية، وساهمت استوديوهات التحليل للمباريات في تعزيز التطرف وما زالت فشحنت المشجعين وأثارت الضغائن وتحولت البرامج إلي معارك لا أخلاقية، وفاقت كل حدود الأدب بين الجماهير في المدرجات، التي تستمتع بالهتافات الخارجة والتجاوز في حق الجميع فانعدمت الأخلاق واختلط الحابل بالنابل، فلا قوانين تردع ولا ضوابط تشفع، حتي تحولت جماهير الألتراس إلي دولة داخل الدولة تفعل ما تريد وسط انهيار أخلاقي نعاني منه منذ قيام الثورة حتي الآن، لذلك كان لقرار وزارة الداخلية مبرراته التي تكفي لإلغاء النشاط الرياضي، خاصة مع هذا العداء غير المفهوم بين الجماهير والشرطة منذ عام ونصف وحتي الآن! الاشتراطات التي وضعتها النيابة العامة لإقامة المباريات ولم تستجب لها الأندية، كانت تستوجب وضع أسلاك شائكة حول وبين المدرجات وكأننا نخوض معركة حربية وليست مباراة كرة، وهي أكبر إساءة للجماهير التي تحتاج إلي دروس في الأخلاق والروح الرياضية، ورغم أننا تابعنا مباريات كأس الأمم الأوروبية وشاهدنا التزام الجميع من أجهزة فنية ولاعبين وجماهير، فلم نر تجاوزا ولم يخرج أحد عن النص مهما كانت النتيجة، رغم أنهم يلعبون كرة قدم حقيقية وليس العك الذي نشاهده في ملاعبنا، فكان طبيعيا أن نستمتع بالكرة في الملعب والأخلاق في المدرجات.