هي أحدث شكاوي المواطنين علي أبواب ديوان المظالم بقصر عابدين وفي الوقت انخفض فيه اعداد المتقدمين بمظالمهم بعد ان شهد الأسبوع الماضي إقبالا شديدا لتقديم الشكاوي , كما اعلن القائمون علي استلام الشكاوي للمواطنين المتقدمين بقصر عابدين ان أول رد علي بحث الشكاوي بعد 10 أيام من الان علي ان يتم الانتهاء من بحث كل المتقدمين خلال اقل من شهر , و الافت للانتباه ظهور أوراق مطبوع أعلاها شعار رئاسة الجمهورية قام بعملها " العرضالحية" كوسيلة جذب المواطنين لشرائها وكتابه شكواهم عليها بمبلغ 3 جنيهات للطلب . ومن جانبها فوجئت قوات تأمين قصر عابدين بسائحين يقفون بطابور شكاوي المواطنين مما اثار تساؤلات عن شكواهم التي يريدون ارسالها للرئيس المصري وبعد وصولهم للموظف المسئول عن استقبال الشكاوي طالبه السائحون بقطع تذكرتين للدخول لترتسم علامات الدهشة علي وجه الموظف ليكرروا طلبهم بالحصول علي تذكرتين لدخول متحف قصر عابدين لتتعالي اصوات الضحك بالمكان واخبروهم ان هذا الباب مخصص لشكاوي المواطنين التي توجه لرئيس الجمهورية .. لينصرف السائحون بصحبة ابتسامة نالوها من طابور شكاوي المصريين . وعلي دراجته المتهالكة جلس حسن محمد عبد الرازق 34 سنة " عامل بناء "لا يطلب بعمل في الحكومة مثل كثيرين ولكن شكواه هي توفير سكن بدلا من عيشة المقابر التي لم يعد يتحملها حيث يسكن في مقابر زينهم منذ ان تفتحت عيناه علي الدنيا وتزوج واستمر في الاقامة بها ولايريد لابنائه ان يتربوا فيها وتضيع طفولتهم وشبابهم دون ان ينعموا بأدني درجات الادمية فتقدم بشكواه لديوان المظالم يطلب من رئيس الجمهورية وحدة سكنية تحمي اسرته من الانحراف ومعيشة اطفال الشوارع إلا ان المفاجأة ان حسن عبد الرازق ساكن المقابر ليس وحده من يقف علي ابواب ديوان المظالم بقصر عابدين ليجد بجواره من يكتب عشرات الشكاوي من سكان المقابر بزينهم و السيدة عائشة والبساتين وآمالهم هي وحدة سكنية ترحمهم وأسرهم من حياة الشارع وتمنحهم ادني درجات الكرامة الانسانية. وامام باب قصر عابدين جاء رجب محمد سالم من مدينة ملاوي بالمنيا ليقدم شكواه بطلب الحصول علي وظيفة بعد ان سحب ورق ترشيحه للرئاسة من لجنة الانتخابات الرئاسية لعدم امتلاكه اي اموال ينفقها علي حملته الانتخابية واضاف انه يحمل شهادة بكالوريوس فنون جميلة بتقدير جيد جدا منذ عام 1995 ولم يجد عملا بمؤهله حتي الآن لانه " ليس لديه واسطه " حسب قوله . وفي طابور المظالم وتقديم الشكاوي وقفت سعاد محمد عبد الهادي و الحزن يكسو وجهها تبحث عن حل لمشكلتها فبعد وفاة زوجها واعتماد الاسرة علي الابن الاكبر الذي يعمل في ورشة تصليح السيارات ليوفر نفقاتهم الاساسية ليأتي حادث سيارة أليم للابن الاكبر ليقضي علي عائلهم الوحيد في توفير متطلبات الحياة لامه و أخواته الأربعة لتقف الام امام ديوان المظالم بشكوي تعرض مشكلاتها وترفع صوتها " أريد حلا " كما ناشدت فاطمة احمد مصطفي الافراج عن زوجها و ابنها المحبوسين علي ذمة قضية مشاجرة لمدة عامين ظلما علي حد تعبيرها مطالبة بأعادة المحاكمة .. اما ألطاف المتولي جاءت من شمال سيناء الي ديوان مظالم قصر عابدين تبحث عن عمل بعد ان اغلقت في وجهها كل ابواب المصانع والشركات و الهيئات الحكومية ولم يستجيبوا لعشرات الطلبات التي قدمتها للحصول علي وظيفة لإعالة أولادها الاربعة وزوجها المريض. ويقول طريف عبد الحميد انه تطوع بمساعدة المواطنين المتوافدين علي ديوان الشكاوي ليستمع لشكواهم ويكتبها لهم نظرا لوجود بعض المواطنين الذين لم يتمكنوا من القراءة و الكتابة , واضاف انه سعيد بقرار الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بفتح ديوان مظالم لاستقبال شكاوي المواطنين ليساعد في رفع المعاناة عنهم , واشار الي ان المسألة ليست في تقديم الشكوي ولا في فتح الباب امام الطلبات ولكن المهم هو قيام الجهات التنفيذية بحل تلك الشكاوي . فيما تجمع العشرات من العمال المفصولين من شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالدقهلية ورفعوا لافتات كتب عليها " لا للظلم , لا للمحسوبية , نعم عيش حرية عدالة اجتماعية " وطالبوا بالعودة الي العمل و البحث في قضيتهم بعد ان تم فصلهم تعسفيا.