إذا كنا في دولة اختلط فيها العاطل بالباطل ويقف فيها شاب لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره أمام كاميرا احدي الفضائيات ليصف حكما للمحكمة الدستورية أن به "كثير من العوار!"..عندها ورغم ثقل الكلمة علي لساني " فليسقط الأزهر"..عندما يحاول البعض عن قصد أو بدونه دفع شيخ الأزهر خارج مقدمة الصفوف ولا يتوجه بعدها وفد رفيع من المسئولين عن هذا الخطأ الي الشيخ الجليل للاعتذار فماذا ننتظر. هل يعقل هذا الهجوم الغريب والمريب علي قلعة أهل السنة في العالم.. الأزهر الذي طالما ظل حاميا للإسلام الوسطي ورمزا لسماحة وتسامح ديننا الحنيف.. الأزهر الذي ضم بين جنباته وأعمدته لعقود كبار العلماء والتف حولهم المريدون من كل بقاع العالم..منهم العلامة د.عبد الحليم محمود والشيخ المراغي والفقيه د.جاد الحق وخالد الذكر والعلم الشيخ الشعراوي وصولا للشيخ القرضاوي والإمام الأكبر د.أحمد الطيب وهيئة علمائه الأجلاء .. الأزهر الذي يعامل شيخه في كل الدول الإسلامية معاملة رؤساء الدول..وأحد أهم القوي الناعمة لمصر بمحيطها العربي والإسلامي..كل هذا ونحن ندفعه خارج السياق الجديد للدولة .. والأدهي والمحزن تلك الأصوات الجهولة التي تطالب بألا يكون الأزهر هو المرجعية الدينية في الدستور الجديد وتوصم مشايخه وعلماءه الأجلاء بكلمات يندي لها الجبين أن ما يحاوله البعض من تهميش للأزهر هو هدم لأحد أركان الدولة المصرية..كما أن موقف بعض القوي الإسلامية الجديدة علي الساحة السياسية يثير الشكوك حول نوايا تلك القوي ليس تجاه الأزهر الشريف فقط أنما تجاه كل المصريين..إذا لم يكن الأزهر بعلمه وعلمائه..بقيمته وقامته هو المرجعية فمن يريدونه مرجعيتنا الدينية بمصر لا أقول الجديدة إنما المجهولة..وماذا يدبرون لنا من وراء تهميش الأزهر..هل ستكون المرجعية لعلمائهم الذين يطالبون بهدم الأهرامات والأضرحة وتغطية التماثيل المارقة الداعرة العارية.. وعدم تهنئة الأقباط بأعيادهم..ماذا يريدون بمصر ؟! سوف أقتبس دعواتهم المأثورة وأتوجه الي الله "اللهم احم أزهرك الشريف من الجهلاء ورد كيدهم في نحورهم واجعل تدبيرهم تدميرهم..ورد الدائرة عليهم..اللهم آمين"