سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال لقائه بالجالية المصرية بالسعودية مرسي يدعو المصريين بالخارج للادخار والاستثمار في مصر
الرئيس: مستشار رئاسي لشئون المغتربين قريباً.. ودراسة وجود حصة لهم بالبرلمان
الملك عبدالله والرئيس مرسى فى مطار جدة أمام لوحة لتطوير الحرم المكى أكد الرئيس محمد مرسي أن الدول التي تستطيع أن تنهض باستثماراتها الذاتية لابد أن يكون لديها فائض من المدخرات، ولو علم الغرب أن أبناء مصر ليسوا حريصين علي الاستثمار والادخار في بلدهم الأم فلن يستثمروا فيها. وأعرب مرسي عن إدراكه وفهمه للمخاوف التي كانت لدي الجالية في السابق من قلق تجاه الاستثمار في الداخل، ومؤكدا أن الوضع في مصر اختلف وقاطرة التنمية تنطلق بسرعة كبيرة فلابد أن نساهم فيها ونزودها بالوقود.. حتي يتحول شعار "ارفع راسك فوق انت مصري" إلي فعل وليس عاطفة. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس محمد مرسي كأول رئيس مصري يلتقي بأعضاء الجاليات المصرية في السعودية وذلك بمقر القنصلية المصرية بجدة وحضره 260 عضوا من أبناء الجالية المصرية بالسعودية. وخلال اللقاء طالب مرسي أبناء الجالية المصرية بالإدخار والاستثمار في وطنهم، مؤكدا أن أبواب الاستثمار في مصر مفتوحة وآمنة، ولا داعي للخوف. وخاطب مرسي أعضاء الجالية : "أنتم تعلمون عدد المشاكل في مصر وحجم الموارد الضخم ومساحات الأراضي الزراعية الجاهزة للزراعة، وعدد العاطلين عن العمل، وتعلمون أن دولا كثيرا تتمني لو أتيحت لها فرصة لتنفذ إلي مصر من أجل الاستثمار"، مؤكدا علي ضرورة حسن إدارة الموارد. وأضاف الرئيس إن هذا لا يعني أن تتركوا عملكم بل أن تجعلوا مصر في قلوبكم وعقولكم"، موضحا أن هناك من 8 إلي 10 ملايين مصري في الخارج، أصحاب الأعمال فيهم يصلون إلي 3 ملايين، ولو ادخر كل واحد منهم في مصر ألف دولار شهريا، لوصل حجم المدخرات إلي 18 مليار دولار في العام، فضلا عن جهود الاستثمار. وقال مرسي ان هذا اللقاء يضم ممثلين عن 13 رابطة للمصريين في السعودية تشمل أساتذة الجامعات ورجال الأعمال والأطباء والصيادلة والتجاريين والمعلمين والحرفيين وغيرهم جميعا مصر في حاجة إليهم وأكد أن مصر لديها مساحات من الأراضي الجاهزة للاستصلاح، وخزان مياه جوفية في الدلتا كبير ومتجدد وليس بالهين، مشيرا إلي أنه "سيذهب إلي أديس أبابا لحضور القمة الأفريقية يوم الأحد المقبل لتعود مصر إلي حضن أفريقيا وتحتضن دول حوض النيل وأفريقيا كما كانت دائما." وقال مرسي إن ثورة مصر سلمية وبيضاء وقوية الإرادة، وسنمضي في تبني أهدافها"، موجها الشكر لله عز وجل ثم للشعب المصري كله لأنه عاني كثيرا وصبر طويلا لكنه انتفض ونهض ولن يعود مرة اخري إلي ما كان عليه، بعد أن تحرك في اتجاه تحقيق أهداف كبري، مشددا علي أن الغد أفضل. وأعرب الرئيس عن شكره للسعودية قيادة وشعبا، وقال :"كانت مصر في أعينهم وإن اعترت المسيرة بعض السحب لكنها انقشعت سريعا، ولابد من الوفاء لمن كانوا أوفياء وهؤلاء كانوا كذلك، ولذلك حرصت علي أن تكون أول دولة أزورها". وأشار مرسي الي أن السعودية تحتاج إلي مصر الشقيقة الكبري شعبا وأرضا ورجالا وتاريخا وعقيدة وحضارة وموارد وإمكانيات وموقع وقيمة في العالم كله، وتحتاج مصر الدولة والشعب إلي السعودية حاضنة الحرمين الشريفين. وأكد مرسي إذا كانت السعودية هي الراعية لمشروع أهل السنة والجماعة، ذلك المشروع السني الوسطي المعتدل فإن مصر حامية لهذا المشروع وما بين الراعي والحامي نسب وصهر وقال : تعلمون أن الإسلام والمسلمين يحتاجون إلي الوحدة وإلي النموذج والقدوة ولم الشمل دون أن تتدخل دولة في الشئون الداخلية للدول الأخري"، مؤكدا علي ضرورة أن تقدم مصر والسعودية نموذجا للتآخي والتعاون والانصهار لأن الأهداف واحدة وإن اختلفت الأماكن. وأعرب الرئيس عن شكره لمساهمة الجالية الإيجابية في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، معتبراً ذلك علامة صحة علي وعي وإدراك وفهم لما يجري في وطنهم، وأنهم لم ينشغلوا بأنفسهم عن وطنهم، وقال مخاطبا الجالية المصرية إنكم تقدمون نموذجا للمصريين في الخارج وتفتحون آفاقا مع الدول التي تعيشون فيها ونحن في احتياج لزيادة مثل هذه القنوات". وأضاف: "كنتم تتمنون أن يكون هناك حرية وديمقراطية في مصر ومبادئ أساسية لتداول السلطة ودستور يعبر عن الشعب المصري دون حكم الفرد وديكتاتورية الشخص، هانحن نعيش المرحلة فادلوا بدلوكم بكل ما تستطيعون مصر قد نهضت وقطار نهضتها انطلق بأقصي سرعة ويجب ألا يفوت أحد منكم هذا القطار ، مؤكدا أن الفرص إن لم تستغل لا تتكرر سريعا. وقال مرسي إن الثورة المصرية ستحقق أهدافها حتي وإن اعتراها بعض الاضطراب، الذي اعتبره أمرا إيجابيا يتعلم فيه المصريون كيف يختلفون بعد سنوات من الديكتاتورية، ومؤكدا أن مصر تحتاج الآن إلي كل الجهود، داعيا المصريين في الخارج إلي المساهمة في منظومة تنمية مصر، باعتبارهم سفراء مصر في الخارج." ووعد الرئيس بدراسة جميع مطالب الجالية، معلنا موافقته علي فتح حساب لتبرعات المصريين في الخارج، وقال سيصدر قريبا قرارا بتعيين مستشار للرئيس لشؤون المصريين في الخارج. وقال مرسي ان وجود حصة للمغتربين في البرلمان أمر يحتاج إلي أن ينص عليه في الدستور الجديد، لكن من حيث المبدأ هذا أمر مهم وسيتم دراسته في المرحلة المقبلة. وكان الحضور قد استقبلوا الرئيس محمد مرسي بعاصفة من التصفيق والهتاف "بنحبك يا مرسي"، رئيسنا مرسي أهلا بيه.. شعب جدة بيحييك"، "ثوار أحرار هنكمل المشوار"، الجالية قالتها في السعودية.. مرسي أخذ 90٪" مرسي رئيسنا أهلا بيه.. كل الجالية بتحييه"، "مصر.. سعودية.. إيد واحدة قوية". ثم بعد ذلك بدأ اللقاء، بالسلام الجمهوري وتلاوة آيات من القرآن الكريم. وفي بداية اللقاء تلا السفير محمود عوف، سفير مصر لدي السعودية كلمة أكد فيها أن هذه هي المرة الأولي التي يحرص فيها رئيس مصري علي الالتقاء بجاليته في الخارج، وهو فضل من الرئيس مرسي يشكر عليه، معربا عن أمله في أن تستمر هذه اللقاءات مع المصريين في الخارج، ووجه السفير الشكر إلي الجالية المصرية في السعودية التي صوت 90٪ منهم للرئيس مرسي في الانتخابات الرئاسية. وأعرب عوف عن شكره للسعودية لأنها تدعم مصر في الداخل والخارج، كما وجه الشكر للمجلس الأعلي للقوات المسلحة التي أجرت أول انتخابات حرة نزيهة في تاريخ مصر، ووعدت بتسليم السلطة وأوفت بالوعد، ولرجال القضاء الذي أشرفوا علي الانتخابات. وقال عوف ان الكلمات تعجز في وصف هذه اللحظة التاريخية للمصريين وسوف تذكر الجالية المصرية هذا اللقاء دائما وتمني عوف ان يكون اللقاء سنة حميدة للقاءات أخري في المستقبل . وقال ان السعودية قدمت للمصريين علي أراضيها الكثير خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وعقب كلمة السفير قام عدد من أعضاء الجالية المصرية بإستعراض مطالبهم علي الرئيس محمد مرسي والتي تتضمن تفعيل قنوات الاتصال بين الرئاسة ورجال الأعمال في الخارج، مشيرين إلي وجود 1500 مستثمر مصري ورجل اعمال في السعودية، كما طالبوا بلقاء الرئيس لعرض مجموعة من المقترحات والمشروعات لتنفيذ مشروع النهضة، وتوفير المساعدة القانونية للمصريين في الخارج الذين يتعرضون إلي بعض المشاكل، مشيرين إلي انهم طالبوا منذ ما يزيد علي عشر سنوات بإصدار قانون لتشكيل هيئة لرعاية المصريين في الخارج تتبع الخارجية أو القوي العاملة، ومراجعة قوانين الهجرة والسلك الدبلوماسي بما يتوافق مع كرامة المصريين، وتوفير إعفاءات جمركية حقيقية للمصريين العاملين في السعودية أسوة بالدول الأخري، ودعم السفارات المصرية في الخارج بمحامين يحملون صفة دبلوماسية، وإلغاء التمييز بين أبناء الجالية المصرية في الداخل والخارج بالنسبة للطلبة العائدين لاستكمال دراستهم في مصر، وتنظيم برنامج للدراسات العليا. وغادر الرئيس محمد مرسي عقب اللقاء الي المدينةالمنورة قبل عودته للقاهرة بعد زيارة قصيرة للسعودية، حيث وصل الرئيس والوفد المرافق له والذي يضم كلا من محمد كامل عمرو، وزير الخارجية، واللواء مراد موافي، رئيس المخابرات العامة، مساء الاربعاء وكان في استقباله الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، وعدد من الأمراء والوزراء بالقاعة الملكية بالمطار، وعقد الرئيس فور وصوله لقاء وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بقصر السلام بجدة ، علي مأدبة عشاء نظمها له العاهل السعودي، ثم توجه الرئيس إلي مكةالمكرمة لأداء مناسك العمرة، وصلاة الفجر في المسجد الحرام.