تترقب الأوساط السياسية في ليبيا والعالم - الإعلان عن المؤشرات الأولية الرسمية لنتائج الاقتراع الذي جري السبت الماضي في ليبيا لانتخاب برلمان مؤقت، وأشارت قوي سياسية الي تقدم "الليبراليين". وقبل ساعات من إعلان الأرقام دعا "زعيم تحالف القوي الوطنية" اليبرالي (الذي يضم 65 حزبا صغيرا) "محمود جبريل" - نحو 150 حزبا سياسيا في البلاد الي دعم تشكيل حكومة ائتلافية واسعة، قائلا "نوجه نداء صادقا من اجل حوار وطني بهدف ان نتوحد جميعا تحت مظلة واحدة للتوصل الي تسوية وتفاهم يمكن علي اساسه صياغة الدستور وتشكيل حكومة جديدة". وأكد بعد ساعات من إعلان تحالفه انه يتقدم "في غالبية الدوائر" علي الجماعات الاسلامية بما في ذلك الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين الليبية - انه "لم يكن هناك خاسر ولا رابح لكن ليبيا هي الرابح الفعلي الوحيد في هذه الانتخابات". وتتعلق هذه الأرقام الاولية بالمقاعد المخصصة للوائح الحزبية التي تتنافس علي 80 مقعدا من اصل 200 سيتألف منها "المؤتمر الوطني العام". ورفض جبريل وصف تحالف القوي الوطنية الذي يتزعمه بانه تحالف علماني وليبرالي قائلا ان الالتزام بمباديء الشريعة الاسلامية احد مبادئه الرئيسية وهو تصريح يمكن ان يسهل جهود اقامة علاقات مع الاحزاب الاسلامية. وفيما يتعلق بشرق ليبيا قال جبريل انه لابد من اجراء حوار جاد مع الشرق، معتبرا انه مع وجود رغبة صادقة لدي الجانبين فإنه يمكن التوصل لحل وسط. ويشعر كثيرون من سكان المنطقة الشرقية بإهمال طرابلس لهم عموما والذي انعكس في تخصيص 60 مقعدا فقط للشرق في المؤتمر الوطني مقابل 102 مقعد للمنطقة الغربية، ودعوا في المقابل لمقاطعة الانتخابات. وردا علي دعوة جبريل بتشكيل حكومة ائتلافية قالت جماعة الاصالة الاسلامية (السلفية) ان اي اتفاق سيكون غير ممكن بدون معرفة ما هو مطروح علي الطاولة مؤكده انها "لا تساوم علي مبادئها". كما قالت جماعة "الوطن" الاسلامية التي يتزعمها القائد السابق لمقاتلي المعارضة "عبد الحكيم بلحاج" انها تبحث الدعوة. ومن المقرر ان يقوم "المؤتمر الوطني العام" بتشكيل حكومة جديدة خلال 30 يوما، وادارة البلاد في مرحلة انتقالية حتي وضع دستور جديد وإجراء انتخابات تشريعية جديدة العام القادم. ويفترض ان يتم حل "المجلس الوطني الانتقالي" خلال الاجتماع الأول للمؤتمر الوطني. ورغم اعمال عنف وتخريب ارتكبها ناشطون من دعاة الفيدرالية في شرق البلاد، تخطي الليبيون بنجاح اول انتخابات حرة في اجواء احتفالية بعد عقود من دكتاتورية نظام معمر القذافي. وأدلي نحو 1.8 مليون ناخب من بين 2.8 مليون ناخب مسجل بأصواتهم في نسبة اقبال بلغت نحو 65٪. ومن جانبه أشاد السكرتير العام للأمم المتحدة "بان كي مون" بما وصفه ب"بالروح السلمية والديمقراطية" للانتخابات. من جهته أكد الرئيس التونسي "منصف المرزوقي" لرئيس المجلس الانتقالي الليبي "مصطفي عبد الجليل" استعداد بلاده لمساعدة ليبيا في "إعادة بناء المؤسسات الدستورية بالسرعة والنجاح المطلوبين في ليبيا انطلاقا من تجربتها التأسيسية".