قبل يومين كنت في بيروت، البهجة، والجمال، والحرية، شعب قادر علي الحياة، وابتكار ما يجعلة قادرا علي احتمالها واستحقاقها.. في نفس اليوم ،كان احتفال جامعة (سيدة اللويزة) بمئوية الشاعر الكبير سعيد عقل، وهو قيد الحياة ، ظاهرة اسثنائية أن يحتفل شاعر هو واصدقاءة باطفاء 100 شمعة، وأن يكون هذا الشاعربقامة سعيد عقل.. صحيح نحن في مصر، لا نعرف سعيد عقل تماما ، لا نعرف من اشعاره الا ما غنته فيروز، ربما، وهو أحد الاعمدة الأساسية للظاهرة الفيروزية، صاحب (زهرة المدائن )، (ردني الي بلادي)، (مر بي)، (غنيت مكة )، (شآم ما المجد ) ،(يارا).. استعصت قصيدة سعيد عقل علي المصريين ،لم يتفاعلوا معها ، ولم يعرفوها، ربما السبب، نزعته اللبنانية المتطرفة وعداوته لكل ما هو عربي.. عادي العروبة، وفلسطين، وأعتبر لبنان أسطورة لا نظير لها، تتفوق فكريا علي كل الفكر العربي ، وعادي الحرف العربي (رغم أنه يكتب به) ودعا الي أستبداله بالحرف اللاتيني.. لكن هذة المواقف الأنعزالية، وتلك الشطحات الغريبة، لم تنتقص من قيمته الشعرية، وتفرد قصيدته وخصوصيتها، ظلت شطحاته الفكرية، مجرد حكي فارغ، لا يلتفت اليها أحد، وظل هو رائدا للشعر الرمزي اللبناني، شاعر الغزل والحب والجمال، وأعتبره اللبنانيون المعاصرون (ابو الحداثة الشعرية اللبنانية).. ومع الاحتفال بمئويته، صدر كتاب (سعيد عقل أن حكي ) وهو سيرة، ورصد لمشوار حياته ،علي امتداد 100 عام ،مواقفه، وأفكاره، ورؤيته للشعر، والمرأة، ولبنان الذي صاغ اسطورته ،سيرة شاعر استثنائي، مثيرة للجدل كصاحبها..