إبراهيم سعده تحدثنا الموسوعة الحرة "ويكيبيديا" عن الحزب الشيوعي المصري الذي اضطر إلي العمل السري، منذ نشأته عام 1922 وحتي بداية عام2011 حيث أصبح بعد ثورة25يناير حزباً علنياً، لديه المتحدث باسمه الأستاذ صلاح عدلي ويصدر صحيفة غير دورية اسمها" الانتصار" تنشر عن نشاطه، وأفكاره، ومقالات كتابه، وإصدار مؤلفات كوادره الحاليين وإعادة نشر كتب الراحلين. تصفحت أمس العدد الأخير من صحيفة "الانتصار"، وتوقفت أمام مقال كتبه المناضل القديم الأستاذ عريان نصيف خصصه للإشادة بثورة 25 يناير التي لولاها " لما استرد الحزب الشيوعي شرعيته المستمدة من الأرواح الخالدة لشهدائه خلال ما يقرب من قرن". وأضاف المناضل معبراً عن سعادته بتحقيق حلمه الشخصي أن يمتد العمر به حتي يري الوجود العلني والمشروع والضروري لهذه الكتيبة الشريفة". ورغم العمل السري الذي أجبر الحزب الشيوعي عليه طوال 90عاماً إلاّ أنه نجح في "الإبقاء علي تواجد أعضائه وكوادره في العديد من المواقع المنتشرة في كل أرجاء مصر، خاصة في أوساط العمال والفلاحين والفئات المهمشة اجتماعيا، بالإضافة إلي أن للحزب أعضاء حاليين وراحلين أسهموا بشكل واضح في الإرث الثقافي والأدبي والإبداعي في مصر طوال القرن الماضي". كما لا يخفي أثر الحزب في إثراء الحركة السياسية المعارضة النشطة في مصر خلال بدايات القرن الحالي منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وقيادة التحركات المطالبة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، والنضالات العمالية والمهنية في مصر خلال السنوات الماضية". ومنذ أيام قليلة أصدر الحزب الشيوعي المصري بياناً قوياً وبناءً حول نتائج الإنتخابات الرئاسية، بدأه قائلاً: "بعد اسبوع من حالة الترويع والشحن والتخويف والاستقطاب، وعلي خلفية مجموعة من الأحداث المتسارعة والمتصادمة التي تمثلت في حل مجلس الشعب، وإصدار الاعلان الدستوري المكمل، وتشكيل مجلس الدفاع الوطني، وصدور قرار من وزير العدل بمنح الضبطية القضائية لرجال الشرطة العسكرية ورجال المخابرات الحربية، اعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية فوز الدكتور محمد مرسي كأول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير لتحسم جولة من جولات الصراع علي السلطة بين الاخوان المسلمين والمجلس العسكري (..). ذلك الصراع الذي ليس له أي علاقة بالثورة أو بتحقيق اهدافها ، بل هو صراع علي اقتطاف ثمار الثورة بين من يحاول الاجهاز عليها ويقود الثورة المضادة محاولا إعادة انتاج النظام القديم بشتي الوسائل والسبل من ناحية ، ومن تخلي عن الثورة وقايض عليها وحاول تحقيق مصالح جماعته وحزبه ورؤيته الايديولوجية الضيقة علي حساب نجاح الثورة واستكمال أهدافها من ناحية اخري (..). وينتقل بيان الحزب الشيوعي المصري مؤكداً أن "حصر الخيارات السياسية في هذين الطرفين علي وجه التحديد، انما يعيد الصراع السياسي في مصر الي نقطة الصفر، ومن هنا فاننا نري ان التناقض الرئيسي انما يكمن بينهما من ناحية، وبين القوي الشعبية الجماهيرية الثائرة من اجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.. من ناحية اخري. ولهذا يدعو حزبنا الي ضرورة إعادة النظر في مكونات قوي الثورة، وبناء تحالفاتها وجبهاتها السياسية". وحرص بيان الشيوعيين المصريين علي الإشادة بموقفهم الواضح في رفضهم الوقوف الي جانب اي من المرشحين المتنافسين في جولة الاعادة ، وسوف يتضح مدي صحة هذا الموقف بعد ان ينقشع غبار التهليل الاعلامي وصخب الحشود العاطفي ويفيق الجميع علي حقيقة المواقف العملية والمناورات والمساومات وستتكشف بوضوح حقيقة الانحيازات الطبقية والثقافية للرئيس الجديد وجماعته". لم يكتف بيان الحزب الشيوعي المصري بما قاله، وإنما أضاف إليه ثلاثة أسئلة وجهت إلي الرئيس محمد مرسي، باعتبارها أسئلة حيوية تتطلب منه سرعة الإجابة عليها. .. وللحديث بقية.