جمال الغيطانى قدم الدكتور صابر عرب اعتذاره عن الاستمرار في وزارة الثقافة وقبل في نفس اليوم، وتصادف ذلك مع ارسالي خطابا إليه أطلب منه اعفائي من رئاسة مجلس ادارة مكتبة القاهرة الذي تطوعت لتوليه تلبية لطلب من الدكتور عماد أبوغازي الوزير الأسبق، أسباب استقالتي من رئاسة المكتبة التي أسهمت في تأسيسها مع استاذنا الكبير كامل زهيري ربما أعود إليها فيما بعد، لكن التوقف أمام قرار الدكتور صابر عرب واجب، علي الأقل لإبداء الشكر لواحد من أنزه وأرفع المثقفين شأنا. ورغم ان بقاءه في الوزارة لم يستغرق إلا أياما معدودات إلا انه مارس عمله وكأنه مستمر ابدا وقد أسس لأوضاع أتمني أن يستمر بها خلفه، إلي جانب مؤلفاته القيمة في تاريخ مصر، فقد انجز الرجل عملا كبيرا في مجال الوثائق المصرية منذ توليه دار الوثائق في القلعة ثم رئاسته لدار الكتب وتطويره العمل بها مما جعلها مكتبة وطنية بحق. بالنسبة للوثائق يمكن القول انه أنقذ ما يمكن انقاذه، اذ كانت الوثائق تعامل كأنها قمامة، ولم يلحقها التطوير والنظم الحديثة إلا مع بداية تولي الدكتور صابر عرب المسئولية الآن أصبحت الوثائق محفوظة الكترونيا وعلي الشبكة العنكبوتية انترنت ومازال العمل مستمرا. أخبرني الدكتور خالد فهمي الذي يتعامل مع الدار منذ ربع قرن ان ما جري من تطوير للوثائق في مجال الفهرسة والصيانة والبرمجة، يعتبر انجازا عظيما لم تعرفه مصر من قبل، ويضاهي اكبر دور الوثائق في العالم، كان للدكتور صابر عرب خطط عديدة بعد توليه الوزارة، أهمها النهوض بالثقافة الجماهيرية التي شهدت انهيارا غير مسبوق خلال الفترة الأخيرة، لا يعرف أحد الآن ماذا سيكون عليه وضع وزارة الثقافة مع حكم الاخوان، ولكن ما ادركه، تحية واجبة لهذا المثقف النبيل، النزيه الذي كنا في أمس الحاجة إليه، ليس بوسعي إلا القول: شكراً دكتور صابر عرب.