المتابع لمحاولات الغش الجماعي بامتحانات الثانوية العامة لا يندهش حينما يري خريجين كثيرين من جامعاتنا الموقرة في أمس الحاجة لمحو أميتهم الهجائية والثقافية، لذلك اعتقد ان ملف انهيار التعليم هو الأخطر والأولي باهتمام الرئيس الجديد للجمهورية. الذي يقضي أكثر من ثمانية عشر عاما في مؤسسات تعليمية دون ان يجيد القراءة والكتابة هو ضحية منظومة فاسدة تزداد عفنا عاما بعد آخر. يتحول التعليم بها من استثمار بشري إلي عملية عقيمة لاصابة كثيرين من أبنائنا بالتبلد العقلي والبدني. الدول التي تمتلك نظما تعليمية تربوية سليمة لا ينشغل الرأي العام فيها باختبارات آخر العام الدراسي، ولا تدخل لوزير التربية والتعليم في كل صغيرة وكبيرة بعملية التقويم التربوي لدغدعة عواطف أولياء الأمور، ولا يحرص معالي الوزير هناك علي التصوير مع الأوائل وفتح ماسورة من التصريحات الوردية، وضخها للرأي العام ليل نهار في مهرجان الثانوية العامة للجميع. لا نهضة حقيقية لمصر دون نظام تعليمي ينمي الملكات ويحتضن المواهب، ويطلق سراح العقول نحو التفكير والابداع.