مرة اخري مازلنا في انتظار الرئيس . لقد آمن الناس بالديموقراطية وشرعية الصندوق الانتخابي للاختيار الحر لمن ينوب عنهم . وقفوا في صفوف طويلة وتغاضوا عن بعض تجاوزات المرشحين حتي جولة الاعادة او نهاية السباق، ولكننا فوجئنا بعقبة الطعون ومليون صوت يقال انها مزورة بتسويد البطاقات لمرشحين . والسؤال من المسئول عن التزوير ولماذا السكوت عنه اذا كان صحيحا، واذا لم يكن صحيحا فهل هو ذريعة للتفاوض حول صفقة سياسية. ليس كافيا ان تفوز ولكن لابد ان تتوصل لاتفاق مع القوي السياسية الفاعلة في البلاد . المشكلة ان جماعة الاخوان المسلمين التي دفعت بمرشحها رغم إعلانها المبكر عدم خوض انتخابات الرئاسة لم تقم بأي اجراءات او سلوك فعلي يطمئن المصريين علي اختلاف معتقداتهم السياسية والدينية بايمانها الفعلي بالدولة المدنية وليس بالدولة الدينية التي يسيطر فيها رجال الدين ومدعو التدين علي امور الحياة والسلطة والثروة وايضا رقاب العباد ولا تقل ليس هناك مبرر للخوف. لابد ان يؤكد جميع المتصارعين علي السلطة، علي مدنية الدولة والمواطنة وانهم لن يكونوا نسخة مكررة من الحزب الوطني المنحل وانهم سيعملون علي تحقيق العدالة الاجتماعية للجميع . مصر الان في مأزق مفتوح علي سيناريوهات مخيفة والخروج لن يأتي إلا باتفاق المتصارعين وتنازل كل طرف عن بعض مطالبه لإنقاذ مستقبل البلاد والعباد.