محمد بركات أعتقد ان مساء اليوم لن ينقضي قبل ان يترامي الي أسماعنا مؤشرات قوية عن اسم الرئيس القادم لمصر، الذي شاء له القدر وإرادة الناخبين، أن يحوز شرف تولي هذه المسئولية الجسيمة، في هذه الفترة بالغة الحساسية والدقة من مسيرة الوطن، وذلك في ضوء النتائج الأولية التي ستظهر من مالت إليه كفة الميزان، وأصوات الناخبين، من خلال عمليات الفرز لبطاقات الاقتراع، التي بدأت فور انتهاء مجريات الانتخابات مساء أمس. ولا أعتقد أن أحدا منا يمكن أن يدعي الآن علمه بمن سيكون الرئيس القادم، من بين الاثنين المرشحين، الدكتور مرسي، والفريق شفيق، وإلا كان ذلك رجما بالغيب، وافتئاتا علي الحقيقة، ولكن المؤكد أن الفوز سيكون من نصيب أحدهما، وأن الآخر سينال شرف المحاولة، ..، وفي كل الأحوال علينا قبول النتيجة أيا ما كانت، باعتبارها إرادة الشعب، ورأي الغالبية الذي يجب احترامه،..، وتلك هي أصول ومبادئ الديمقراطية التي ارتضيناها وسيلة لبناء الدولة الحديثة . وفي هذا الإطار، وبعد غلق صناديق الاقتراع، وقبل ظهور المؤشرات حول الرئيس الجديد، هناك عدد من الملاحظات المرتبطة بالانتخابات الرئاسية، حان وقت الحديث عنها، وتسجيلها لعلها تضيء بعض معالم الطريق، وتجيب علي بعض الأسئلة العالقة في أجواء الساحة السياسية حول أكثر القضايا محلا للاهتمام وجذبا للانتباه وهي الدعوة للمقاطعة التي تحمس لها البعض . وفي ذلك نقول، انه كان واضحا أن الدعوة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية في جولة الإعادة، سوف تحقق نجاحا نسبيا، ولكنها لن تحقق قدر النجاح الذي تمناه الداعون لها، رغم بذلهم غاية الجهد لحث المواطنين علي عدم المشاركة والامتناع عن التوجه للمقار المحددة للإدلاء بأصواتهم، واختيار الرئيس القادم . ويمكننا القول بأن هذه الدعوة قد حققت بالفعل بعض النجاح، وساهم في ذلك بالقطع التأثير السلبي لارتفاع درجة الحرارة، ولكن في المقابل كان هناك علي الجانب الآخر، إصرار واضح لدي عدد غير قليل من المواطنين للإدلاء بأصواتهم، والحرص علي المشاركة، رغم قسوة الطقس،..، واللافت أن الأكثر إصرارا وحرصا هم في غالبيتهم من شريحة متوسطي العمر وكبار السن، والسيدات . وبغض النظر عن الأهداف التي سعي اليها الداعون للمقاطعة، فقد كان تقديري، ولا يزال، ان هذه الدعوة ستصب نتائجها، إذا ما تحقق لها نسبة مؤكدة وملموسة من النجاح، في صالح الدكتور محمد مرسي، مرشح حزب الحرية والعدالة، ولن تكون في صالح الفريق أحمد شفيق . ويرجع ذلك الي الحقيقة الواضحة التي تؤكد قدرة ماكينة الحشد لدي جماعة الإخوان المسلمين، علي العمل بكامل طاقتها لاستنفار وحضور كافة أعضاء الجماعة والموالين لهم، للمشاركة والإدلاء بأصواتهم لصالح مرشحهم، ومعهم أيضا جماعة السلفيين . وغني عن البيان أن هؤلاء جميعهم قد التزموا بتعليمات الجماعة وأدلوا بأصواتهم لنصرة الدكتور محمد مرسي، ولم يتغيب منهم أحد، ولم يستجب أحد منهم لدعوات المقاطعة،..، وإذا ما وضعنا في مقابل ذلك عدم وجود آلية، أو ماكينة مشابهة للحشد تعمل لصالح المرشح المستقل الفريق شفيق، لأدركنا الأسباب التي دعت للتوقع بأن الدكتور مرسي سيكون هو المستفيد من دعوة المقاطعة . والسؤال الآن، الي مدي نجحت الدعوة للمقاطعة ؟! .. وبأي قدر استفاد منها الدكتور مرسي ؟! هذا ما سنعرفه من خلال النتائج التي ستظهر مؤشراتها اليوم . ونواصل غداً إن شاء الله.