جلال دويدار وسط حمي المنافسة للاستحواذ علي أصوات الناخبين في جولة الإعادة في انتخابات رئاسة الجمهورية بين الفريق أحمد شفيق المرشح المستقل والدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين.. يسعي كل طرف إلي استقطاب المؤيدين. وصولا إلي هذا الهدف اختلف أداء كل من منظمي حملتي المتنافسين في استخدام الوسائل التي تحقق الفوز. ونتيجة للفرق الشاسع بين توجهات كلا المرشحين حيث يمثل أحدهما التيار الإسلامي الذي جيش قواه وتنظيماته لاستكمال سلسلة السيطرة والهيمنة علي كل السلطات في مصر لأول مرة في تاريخه.. بينما يمثل الآخر التيار المستقل الداعي للدولة المدنية القائمة علي سيادة القانون. انه يستند الي خلفيته العسكرية المليئة بالأداء المشرف في خدمة مصر اضافة إلي إنجازات بارزة في العمل المدني من خلال توليه لمسئولية وزارة الطيران المدني لعشر سنوات. بعد ثورة 52 يناير تم تكليفه لرئاسة الوزراء للقيام بعملية إنقاذ للاوضاع خاصة في اعقاب تنحي الرئيس السابق وبالتالي سقوط نظام حكمه. جاء هذا الاختيار علي أساس انه كان مرشحا شعبيا لهذا المنصب قبل الثورة بسنوات ولكن بعض القوي المؤثرة في النظام السابق كانت ترفضه بسبب آرائه وقوة شخصيته وصعوبة السيطرة علي توجهاته. وهكذا شاءت الأقدار أن يكون ماضي شفيق تهمة تلاحقه مثل الملايين من المصريين.. من جانب الرافضين للنظام السابق رغم ماضيه الوطني المشرف ورغم عدم ادانته قضائيا بأي عمل ضد الصالح الوطني. في هذا الاطار تحاول جماعة الإخوان المسلمين استغلال هذا العامل لصالح مرشحها لمنصب الرئاسة مرددة انها جزء من ثورة 52 يناير رغم ان الكثير من الثوار يقولون ان تنظيماتها لم تنزل إلي ميدان التحرير إلا يوم 82 يناير بعد أربعة أيام من اندلاع هذه الثورة وبعد التأكد من نجاحها. من ناحية أخري وعلي أساس انحسار الإعادة بين مرسي وشفيق فإن قطاعات كبيرة من الشعب الذي وقف بجانب الثورة والذي ينادي بأن تكون مصر دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية توافقا مع المادة الثانية من دستور 1791. انهم يجدون أنفسهم في موقف صعب. انهم أمام خيار انتخاب مرشح الإخوان بأيدلوجيته المعروفة والمرفوضة من جانب نسبة كبيرة سواء من الثوار أو القطاعات الشعبية.. في نفس الوقت يواجه المرشح المنافس المستقل نفس الموقف نتيجة ماضيه في الخدمة العامة إبان النظام السابق باعتباره محسوبا عليه. وسط هذه الحيرة التي لابد من حسمها حتي الآن والتي قد لا يكون المعبرين عنها عنصر مؤثر علي اتجاه الأصوات.. تأتي أهمية الأغلبية الصامتة التي تمثل أكثر من 05٪ من عدد الناخبين علي أساس ان الذين أدلوا بأصواتهم في الجولة الأولي أقل من 05٪. الشيء المؤكد ان هذه النسبة الهائلة من الناخبين التي يسمونها بحزب الكنبة يتركز اهتمامات اغلبيتهم علي تحقيق الاستقرار وعودة الأمن وتيسير حياتهم المعيشية. انهم وفي أحاديثهم الخاصة والعامة لا يخفون قلقهم ورفضهم لأن يكونوا حقلا لتجارب جديدة. ان معظمهم مع الدولة المدنية التي تفتح الطريق امام الامن والاستقرار والازدهار الاقتصادي. انهم غير راضين عما وصلت إليه أوضاع الوطن. من المؤكد ان مشاركة هذه الأعداد الغفيرة بإيجابية في الانتخابات سوف تكون عاملا أساسيا في حسم بوصلة جولة الإعادة. انطلاقا من هذه الحقيقة التي تناولها الكثيرون من المراقبين والمحللين لمجريات أول انتخابات حقيقية لانتخاب رئيس مصر فإن نجاح أي من المرشحين في استقطاب هذه الأصوات سوف يمثل اضافة مؤثرة لصالحه في هذه المعركة الحاسمة.