أول أمس اتصلت بي صديقة عزيزة وزميلة كريمة ترأس تحرير مجلة مرموقة شهرية، لامعة ولها وزن، رئيسة التحرير علي درجة عالية من الثقافة، وشخصية محترمة، معروفة جدا علي المستوي العربي والأجنبي، كان صوتها حزينا، قالت انها لا تصدق ما آلت إليه الأمور، هل بعد الرحلة الطويلة التي قطعتها يجب أن تتقدم بملف يحوي تعريفا كذلك الذي يتقدم به طالب الوظيفة في بداية سعيه، قالت انها تشعر بإهانة عميقة، وانها تفكر جديا في عدم التقدم احتراما لنفسها واعتزال المهنة. بعد انتهاء المكالمة شعرت بأسي وتمنيت لو أن رؤساء التحرير جميعا اجتمعوا واتخذوا قرارا بعدم التقدم امتثالا للشروط التي أقرها مجلس الشوري بعد حملة ضارية قادها زعيم الأغلبية المزعومة الذي ظهر في مساء نفس اليوم في قناة »الحياة« وكذب علي الهواء مباشرة عندما أدعي ان أعضاء مجلس النقابة السبعة منهم خمسة مسافرون خارج مصر مما دعا الزميل المخضرم كارم محمود إلي الاتصال وتصحيح الكذب الصريح الذي حاول زعيم الأغلبية أرجو الانتباه إلي لقب الزعيم ترويجه، في المقابل طرح الأستاذ صلاح عيسي جوهر الموضوع وهو ما أركز عليه باستمرار، ضرورة فصل الصحافة القومية عن مجلس الشوري لأنه وضع شاذ قصد به تبرير السيطرة علي الصحافة، والآن يحاول الإخوان استغلال هذا الوضع باقصاء المسئولين الحاليين واحلال من ينتمون عقائديا إليهم، لاحظت ان زعيم الأغلبية المزعومة يتحدث عن الصحافة بصيغة الملكية وكأنه أحد الملاك، ومرة أخري شعرت بالإهانة، هل من المنطقي أن يؤول هذا التراث كله إلي أشخاص مغمورين لا صلة لهم بمهنة عريقة ومؤسسات من تراث مصر الحضاري، يتحدث سيادته عن الهدايا والملايين وكأن الأوضاع القديمة ماتزال سائدة، هذه مغالطة فادحة، فالقيادات الحالية للمؤسسات الصحفية حساسة إلي درجة كبيرة ولا أريد أن أذكر تفاصيل فهم أقدر علي الدفاع عن أنفسهم وعليهم ألا يلوذوا بالصمت. وأن يبذلوا الجهد لتحقيق الهدف الذي سينقذ المهنة من اتجاه سياسي يريد إعادة صياغة عقل الأمة، وأشخاص مجهولين لا ثقافة لديهم وجدوا أنفسهم فجأة مسئولين عن الصحافة، ونقيب لا تاريخ مهنيا حقيقيا لديه فلم يكن إلا محررا مغمورا في الاقتصاد، ليس له تمكن أحمد النجار أو أسامة غيث وغيرهما من المخضرمين، ومن حقه أن يتطلع إلي المناصب فهذا شأن إنساني ولكن ليس من خلال صياغة شروط الشوري التي شارك فيها وبعضها كأنه يختص بحالته، وأيضا ليس بولائه للمرشد، هذا ما يجب أن تقاومه الجماعة الصحفية بأسرها دفاعا عن النقابة وعن المهنة.