شعبة الدواجن تتوقع ارتفاع الأسعار بسبب تخارج صغار المنتجين    إدانة عربية واسلامية لمصادقة الكنيست الإسرائيلي على ضم الضفة والأغوار في فلسطين    وزير الخارجية يتوجه إلى السنغال في المحطة الخامسة والأخيرة من جولته في غرب إفريقيا    تقرير: بايرن يقدم عرضه الجديد ل ليفربول من أجل لويس دياز    خبر في الجول - الزمالك ينتظر قرار فيريرا لضم مدافع حسنية أغادير    إبراهيم عادل: أبو تريكة قدوتي.. وهدفي في باراجواي اللحظة الأسعد بمسيرتي    وولفرهامبتون يضم أرياس من فلومينينسي    جامعة الإسكندرية تبحث التعاون مع التأمين الصحي الشامل لتقديم خدمات طبية متكاملة    مصر تستهجن الدعاية المغرضة لتشويه دورها الداعم لقضية فلسطين    إعلام فلسطيني: 89 شهيدًا و453 مصابا بنيران جيش الاحتلال خلال 24 ساعة    "الشعب الجمهوري" يشيد بجهود مصر في دعم غزة وإدخال المساعدات الإنسانية    رسميا.. الأهلي يعير كباكا إلى زد لمدة موسم واحد    قرار رادع .. لسكة الحديد تنهى خدمة مشرف قطار بسبب تأخير الركاب نصف ساعة بمحطة تلا    غسلوا 75 مليون جنيه من تجارة المخدرات.. الداخلية تضبط 3 متهمين    ضبط سائق يقوم بحركات استعراضية خطرة خلال حفل زفاف بالإسكندرية    تحرير 93 مخالفة تموينية بالمنيا    البنك المركزى الأوروبى يبقى معدلات الفائدة دون تغيير    الصحة تشارك في المؤتمر الدولي السابع عشر لمناظير المخ والعمود الفقري    ماكرون وزوجته يرفعان دعوى تشهير ضد المؤثرة الأمريكية كانديس أوينز    الداخلية تضبط طرفي مشاجرة بالأسلحة البيضاء بين سائقي توك توك في العمرانية    بسبب السرعة الزائدة.. مصرع عامل ديلفري إثر انقلاب دراجته النارية بالتجمع الخامس    اليوم.. عروض لفرق الشرقية والموسيقى العربية بالعلمين ضمن صيف بلدنا    إيهاب توفيق والموسيقى العربية في افتتاح صيف الأوبرا 2025 باستاد الإسكندرية    إقبال جماهيري على فعاليات "المواطنة" بالمنيا.. "الثقافة" تُضيء القرى برسائل الوعي والانتماء    طور سيناء تطلق سوق اليوم الواحد بتخفيضات تصل 25% لتخفيف العبء عن المواطنين    المشاط تدعو الشركات السويسرية للاستفادة من آلية ضمانات الاستثمار الأوروبية لزيادة استثماراتها في مصر    الشباب والرياضة تتلقى الاستقالة المسببة من نائب رئيس وأمين صندوق اتحاد تنس الطاولة    «جمال الدين» يستعرض إمكانات «اقتصادية قناة السويس» أمام مجتمع الأعمال بمقاطعة تشجيانغ    لطلاب الثانوية العامة والأزهرية.. شروط قبول بالأكاديمية العسكرية المصرية (إنفوجراف)    المجلس الأعلى للإعلام يوافق على 21 ترخيصًا جديدًا لمواقع إلكترونية    عمرو الورداني: نحن لا نسابق أحدًا في الحياة ونسير في طريق الله    بدء التشغيل الكلي لمجمع المواقف الجديد في بني سويف    قبل 150 يومًا من انطلاق "كان 2025".. الفراعنة ملوك الأرقام القياسية    بقيمة 227 مليون جنيه.. «صحة المنوفية» تكشف حصاد العلاج على نفقة الدولة خلال 6 أشهر    سيدة على مشارف ال80 عاما تغادر محطة الأمية في قطار التضامن «لا أمية مع تكافل»    نتيجة الثانوية الأزهرية بمحافظة كفر الشيخ.. رابط مباشر    انفجار لغم يشعل صراعا بين كمبوديا وتايلاند.. اشتباكات حدودية وغارات جوية    وزير الري يتابع جاهزية المنظومة المائية خلال موسم أقصى الاحتياجات    بنسخ خارجية لمختلف المواد.. ضبط مكتبة بدون ترخيص في الظاهر    تحليل رقمي.. كيف زاد عدد متابعي وسام أبو علي مليونا رغم حملة إلغاء متابعته؟    جامعة قناة السويس تُعلن نتائج الفصل الدراسي الثاني وتُقرّ دعمًا للطلاب    «خدمة المجتمع» بجامعة القاهرة يناقش التكامل بين الدور الأكاديمى والمجتمعى والبيئي    شهدت التحول من الوثنية إلى المسيحية.. الكشف عن بقايا المدينة السكنية الرئيسية بالخارجة    3 أفلام ل محمد حفظي ضمن الاختيارات الرسمية للدورة ال 82 لمهرجان فينيسيا (تفاصيل)    نقابة المهن السينمائية تشيد بمسلسل "فات الميعاد"    معسكر كشفي ناجح لطلاب "الإسماعيلية الأهلية" بجامعة قناة السويس    عمرو الورداني: النجاح ليس ورقة نتيجة بل رحلة ممتدة نحو الفلاح الحقيقي    لو لقيت حاجة اقعدها وقت قد ايه لحين التصرف لنفسي فيها؟.. أمين الفتوى يجيب    علي جمعة يوضح معنى قوله تعالى {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ}    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال النصف الأول من 2025    "مدبولي" يؤكد أهمية بناء الوعي في تشييد حائط صد ضد نمو الشائعات    "الجبهة الوطنية" يعقد أول لقاء جماهيري بالإسماعيلية لدعم مرشحته داليا سعد في انتخابات الشيوخ    713 ألف خدمة طبية قدمتها مبادرة «100 يوم صحة» خلال أسبوعها الأول في القليوبية    تفاصيل عملية دهس قرب بيت ليد.. تسعة مصابين واستنفار إسرائيلي واسع    الإسكندرية تحتفل بتاريخها.. في "يوم وداع الملك"    «كتالوج»... الأبوة والأمومة    مدنية الأحكام وتفاعلها مجتمعيًّا وسياسيًّا    أعراض برد الصيف وأسبابه ومخاطره وطرق الوقاية منه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الآخبار
الغزو الإخواني لمصر يبدأ من الصحافة
نشر في الأخبار يوم 12 - 06 - 2012

من أشد مراحل التاريخ المصري اظلاما الممتد الغزو العثماني عام 229 هجرية، 7151 ميلادية. بهزيمة السلطان الغوري في مرج دابق بدأ زحف همجي ليدمر حضارة كاملة، دخل السفاح سليم العثماني الي القاهرة. ليعلق السلطان المصري الشجاع طومانباي علي باب زويلة، ومن طرائف المحروسة أنه يوجد في القاهرة شارعان متوازيان، الاول سليم الاول والموازي له طومانباي فما أغرب وأعجب. لا يشبه الغزو العثماني الهمجي الا الغزو الفارسي في نهاية الحضارة المصرية القديمة، وخلاله هدمت معابد الديانة المصرية وأزيلت رموزها بوحشية مما دعا كبار الكهنة الي جمع الرموز والآثار الثمينة ودفنها تحت الارض في الاقصر، وظلت الخبيئة مطمورة ما يقرب من ثلاثة آلاف عام حتي كشفت عنها البعثة الفرنسية عام 3091، سليم الأول أنهي حضارة كاملة، فكك ثلاثا وخمسين حرفة بطلت كلها من مصر، لم يكتف بخلع الرخام ولوحات الخط والزخارف الخشبية والمشكاوات النادرة. إنما استولي علي المعدات وعلي البشر أي الفنانين المصريين ونقلهم الي استانبول. وعلي اكتافهم قامت الاثار المعمارية العظمي في استانبول والمدن التركية. أي أن لمصر حقوقاً في تلك الاثار التي يؤمها ملايين السياح من العالم. اذكر انني كنت أزور مسجداً في مدينة بيتش المجرية، رأيت آية قرآنية جميلة الخط في نهايتها كتبها اسماعيل المصري في تاريخ.....« وقفت متأثراً في المسجد الهاديء، المهجور. ورحت أفكر في ذلك الفنان الذي جاء قسرا إلي هذا المكان النائي، البعيد عن موطنه الدافيء فأصر علي أن يبرز صفته كمصري، فما تزال حروف الآية الكريمة تطل من ذاكرتي رغم مرور ما يقرب من اربعين عاماً علي وقفتي تلك. أعود الي الغزو العثماني، خلال قرنين من الزمان وقعت مصر تحت سنابك العثمانيين، ونقص عدد السكان من ثمانية ملايين الي مليونين ونصف طبقاً لتعداد الحملة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر، تدهورت الدولة المصرية، خاصة منشآت الري، وترتب علي ذلك سلسلة من المجاعات والأوبئة، وانتفي الامن في الطرق. واصبح الباشا العثماني الذي يتولي مصر مشغولاً بجمع الثروة في قضاء مدته، طالت معاناة مصر حوالي قرنين ونصف من الزمان الي أن حدثت الصدمة بقدوم الحملة الفرنسية. وبدأت النهضة مع تولي محمد علي باشا الالباني الاصل الذي أدرك عبقرية المصريين، واسس بهم دولة عظمي. لقد شغلت بالغزو العثماني منذ عام 7691، ولفتت نظري المقدمات التي سبقت الهزيمتين في مرج دابق خلال القرن السادس عشر، وفي سيناء خلال يونيو 7691. لكن لفت نظري ايضا ارادة الحياة عند المصريين، تلك الارادة التي كانت تنقذ مصر من الدمار النهائي والخروج من التاريخ، لذلك أقول دائماً ان تاريخ مصر يشبه الأهرام، يصعد احياناً مثل الأكبر، وينزل أحياناً حتي يري بصعوبة عن قرب، يتضاءل الهرم لكن البناء لا يتوقف، اذن، تمرض مصر ولا تموت، وأخشي الآن ان تكون لأول مرة في الطريق الي مرحلة وعرة لا يعلم الا الله ما سوف تنتهي اليه. لأول مرة خلال التاريخ الطويل الممتد أشعر أن مصر تواجه خطر التفكك، وأن تعود إلي ما قبل الاسرات، أي إلي ما قبل مرحلة توحيد القطرين علي يدي مينا. كانت مصر من قسمين. البحري والقبلي، الان مصر مهددة بالتجزؤ اللانهائي، لأن الدولة تترنح. والقوة التي بدأت تسيطرعلي مؤسساتها لا تؤمن بفكرة الوطن أصلاً، إنما تؤمن بالامة. والأمة فكرة وليست واقعاً جغرافياً وسياسيا له حدود وتاريخ ومعالم نلمسها بالحواس، الإخوان لا يعترفون بحضارة مصر القائمة علي الاستمرارية والتنوع، ولذلك سيصبح اقباط مصر اقلية لا حقوق لها، مواطنين من الدرجة الثانية، المشكلة ان العالم لن يسمح بذلك وهذا يفتح باب التدخل الأجنبي. يبدو أن هذا مدبر مرسوم من قبل قوي كبري. مخطط يفتت الدولة المتماسكة، ويدمر مؤسساتها. جري ذلك في العراق والسودان واليمن وليبيا، والآن يجري هذا لمصر، وما يتردد في الدوائر السياسية الخارجية مفزع، انظمة تستخدم الدين في أطر تعتمد التقسيم، لكي تشكل حزاماً يحيط بإيران التي سوف يتم تحجيمها. مصر هي الهدف الأكبر، خاصة أن الدولة فيها ما تزال قائمة، وجيشها مازال متماسكا، من تناقضات التاريخ، ان مجريات ثورة عظيمة مثل ثورة يناير تنتهي الي تفكيك الدولة، وتسيد تيار فاشي تخلف ولم يتطورمع العصر، يزحف الان لتفكيك الدولة. وذلك بالتهام مؤسساتها. تم بالفعل السيطرة علي مجلس الشعب الذي يرأسه استاذ تخصص في الحشرات والشوري الذي يرأسه صيدلي مسئول عن الصحافة القومية وتلك هي الوظيفة الوحيدة التي يمارسها، بعض مؤسسات الدولة تم اختراقها بنسب متفاوتة وثمة مؤسسات اخري يجري التربص بها مثل الداخلية التي سيتم تصفيتها وتغييرها تماماً في حالة الاستيلاء علي مؤسسة الرئاسة، ولا يتبقي إلا الجيش الذي تعد ميليشيات الاخوان الان لمواجهته ، المعركة الآن حول الصحافة، يقودها رئيس مجلس الشوري الاخواني وصهر المرشح الرئاسي محمد مرسي، ونقيب الصحفيين ممدوح الولي الإخواني والذي يستخدم موقعه لخدمة حزب الحرية والعدالة، المعركة جزء هام من محاولة تغيير هوية الدولة المصرية وتبديلها، لذلك أقول إننا في مرحلة اخطر من تلك التي سبقت معركة مرج دابق وتقدم السلطان سليم الأول الي القاهرة لينشر الخراب والدمار ويخرب حضارة كاملة، ليس في ذلك أدني مبالغة.
ظهر الأحد
خرجت من مبني وزارة الثقافة بعد لقاء ثري امتد حوالي الساعة والنصف مع الدكتور صابر عرب جري فيه حوار اصغيت خلاله إلي رؤية الرجل الذي يتمتع بصفتين هامتين، الثقافة الرفيعة والنزاهة المطلقة، يتجسد مشوار طويل من الانجاز الحقيقي الملموس في دار الوثائق ودار الكتب المصرية، كنت اتمني الاسترسال في ذكر ما تحدثنا فيه لولا معركة خطيرة تجري الآن محورها الصحافة. علي باب الوزارة ضغطت زر الهاتف المحمول لتشغيله، فلا افضل رنينه عند لقاء من نحترم. لانني اعتبر ذلك من النقائص.. ما إن ظهرت العلامة حتي رن الجرس، كان أحد الصحفيين الزملاء يخبرني بعدوان علي شخصي من جانب عضو من مجلس الشوري لا أذكر اسمه ولا أعرف له دوراً من قبل. فيما بعد علمت أنه زعيم الاغلبية، وقد حرت، فالمجلس كله كيان هش، هزيل، لا حضور له في الحياة السياسية، مهمته تعيين رؤساء التحرير، وهذا وضع ورثته الصحافة عن النظام القديم، وكان وضعاً غريباً فجا فالمجالس النيابية ليس من مهامها التملك والتعيين، لكنها تخريجة لجأ إليها النظام السابق لتبرير سيطرته علي الصحف القومية المؤثرة في الرأي العام، وهذا هو جوهر الموضوع وأساس موقفي الذي عبرت عنه عندما مثلت في المجلس الاعلي للصحافة، ووجدت أهم عقول مصر وأكبر الصحفيين فيها يجلسون تحت رئاسة شخص لم نسمع به قط، وقد خاطبته مباشرة معبراً عن احترامي لشخصه الذي أجهله، ومقدراً لتخصصه كصيدلي يدرس المهنة في جامعة اقليمية، وربما يكون عبقرياً في تخصصه لكن المؤكد أنه لا يفهم شيئاً في الصحافة كما لا يفهم أي من الصحفيين الكبار الموجودين في الاجتماع في الحديد والزرنيخ وأصناف الدواء وأسعارها.
جاءت اجابته تقليدية، قانونية، إنه موجود بالقانون لأنه رئيس مجلس الشوري والمجلس هو الذي يمتلك الصحافة.
هنا لب المشكلة التي جعلتني أتخذ موقفاً من المشروع الاخيرالخاص بمعايير اختيار رؤساء التحرير، إنه نفس الوضع الذي كان سائداً قبل الخامس والعشرين من يناير، فقط تبدل الحزب المهيمن من الحزب الوطني الي الحرية والعدالة. أي الإخوان المسلمين، وإذا كان الحزب الوطني يسعي لحماية الفساد وتمرير التوريث، فإن فساد الجماعة أخطر لأنه يتقنع باسم الدين، وقد تابعت بدقة أحاديث المرشح الرئاسي محمد مرسي، ولاحظت أنه يكثر من عبارة (إحنا بتوع ربنا)، إذن.. كيف سيناقش المصريون رئيساً ينسب نفسه الي العناية الالهية، ومن أغرب ما قرأت أنه أقام الأذان يوم الاحد الماضي في الاسكندرية، أي أنه لو نجح سيصبح لدينا أول رئيس مؤذن، فهل الأذان من مهام الرئيس؟ لقد عرفنا الرئيس المؤمن، والملهم، والقائد، والزعيم، والان يهل علينا مشروع الرئيس المؤذن. ولنتخيله يقطع خطابا في محفل دولي ليرفع الأذان. أي مستقبل ينتظرنا«. الدكتور محمد مرسي بهيئته وبأبوته لابنين يحملان الجنسية الامريكية يحتاج الي حديث أطول. وهو مغر بالتعليق فما نراه منه يذكرني بمسرح العبث الذي اشتهر في الستينات، لقد كنا وقتئذ نتفرج علي اللا معقول فوق الخشبة والان نعيشه في وقعنا السياسي والاجتماعي.
أخبرني الزميل الصحفي أن زعيم الاغلبية المجهول هذا شن هجوماً علي شخصي وتجاوز الي السب. وكان ذلك في معرض تعليقه علي مقال نشرته في الأخبار من خلال زاوية »عبور« اعلق فيه علي الاجراءات الخاصة بالمعايير الواجبة لاختيار رؤساء التحرير لقد استفز اسلوبه الرخيص زملائي المحترمين، الغيورين علي المهنة.. باستثناء النقيب الحالي الطارئ علي المهنة وأهلها ربيب الجماعة والمنفذ لاهدافها - وتصدوا لزعيم الاغلبية الذي، لا نعرف له تاريخاً، ويذكرني لقب زعيم الاغلبية باولئك الشحاذين الهائمين علي وجوههم حول ضريح سيدنا وإمامنا الحسين، هذا يتوهم أنه جنرال، وذاك يتصور أنه قائد طابية، وأشهرهم علي الاطلاق فخامة الرئيس المارشال علي الذي يعرفه كل احباب مولانا من جيلي، إن وضع هؤلاء منطقي حول الضريح الشريف ولكن ان ينتقل أحدهم الي مجلس الشوري فهذا من لا معقولية العصر، قام زملائي الافاضل برد غيبتي ومواجهة هجوم الزعيم المهيب الرهيب لاغلبية الشوري في المحروسة وضواحيها، شكراً للاساتذة خالد ميري، وجمال فهمي. والزملاء الشرفاء الاخرين .
غير أن الامر لا يتعلق بشخصي، ولا بشخص زعيم الاغلبية التي لا نعرفها، ولا بشخص رئيس مجلس الشوري، الدكتور الصيدلي احمد فهمي، وعندما أركز علي صيدليته فإنما اقصد فضح التناقض بين تخصصه وبين مهمته، كما قلت فإنه قد يكون عبقريا في مهمته لكن. ماذا يعرف عن الصحافة؟ فماذا يعرف عن خلفيات الصحف التي يقرأها، ما نشر علي لسانه معيب فهو يتحدث عن الشوري باعتباره مالكا للصحف وللعقول التي تعمل بها، ويقول نحن. هذا معيب له ومهين لنا فليكف عن هذا، ان الوضع الطبيعي الذي اطالب به ويجب أن يسعي اليه جميع الصحفيين، هو إنهاء العلاقة بين مجلس الشوري. وبين المؤسسات القومية، وبالتالي لا يصبح هذا المجلس غير مكتمل النمو مسئولا عن الصحافة طبقاً للحزب الاكثر اصواتا، مرة الوطني، ومرة الإخوان، ولا نعرف ماذا سيكون الحال عليه في المستقبل، وبذلك ستصبح الصحافة ورؤساء التحرير رهناً لجهلاء بالمهنة، وصلوا الي مقاعدهم بترتيبات قانونية قديمة يجب ان تتغير وتتبدل، المشهد الذي جري يوم الاحد يعبر عن حالة فاشية ديكتاتورية لم تحدث في أحط فترات النظام السابق، صحفي يكتب مقالاً لم يتجاوز فيه، يحتج علي وضع، يعبر عن موقف، وإذا بهذا المجهول الذي دفعت به الظروف الي الزعامة الوهمية لاغلبية لا وجود لها الا علي الورق، إذا به يشن هجوماً ويتلفظ بما يعاقب عليه القانون، الاغلبية بجلالة قدرها يهاجم زعيمها مقالاً لكاتب ويتعرض لشخصه، الا يدخل ذلك في نطاق الارهاب بكافة أشكاله؟ لنا أن نتخيل الوضع البائس للصحافة في ظل هذا المجلس. اما النقابة التي أنحدر بها النقيب الحالي إلي درك مهين لا ينقذها منه الا وقفة اعضاء المجلس الشجعان المخلصين للمهنة فيجب مواجهته بسحب الثقة منه فوراً وإنهاء وضعه الذي يسخره لخدمة الجماعة.
أنني أدعو زملائي الصحفيين إلي حركة واسعة لرفض هيمنة الشوري علي المؤسسات القومية، وأن تتدرج من جمع التوقيعات، الي المظاهرات، الي العصيان بالاضراب عن إصدار الصحف لفترات محددة، إلي مخاطبة الرأي العام العالمي، وعلي الجمعيات المتخصصة في حقوق الانسان ، علي كل الشخصيات المهتمة بحرية الرأي التضامن مع الصحفيين فهذه معركة فاصلة قبل سقوط الوطن كله في قبضة الجماعة، ان الصحفيين الذين اسقطوا القانون رقم 93، في ذروة سطوة النظام السابق، ومازلت أذكر وقفة النقابي العظيم جلال عيسي في مواجهة مبارك وكنا في مسرح يوسف السباعي الملاصق للكلية الحربية، اعترض جلال عيسي ورد عليه مبارك متهكماً قائلاً »القانون خلص واحنا مش بنبيع ترمس«، بدا هذا الامر مستحيلاً في ذلك الحين، لكن النقابة الشامخة وقتئذ بدأت جهداً ودأباً قادة ابراهيم نافع، وعدد من شيوخ المهنة، أدي ذلك إلي اجهاض المشروع المناوئ للحريات. ان الصحفيين الذين اجهضوا هذا القانون وشاركوا في ثورة يناير بفاعلية لقادرون علي اسقاط المعايير المهنية للتحكم في الصحافة والصحفيين، آن الاوان لكي يتولي الصحفيون امورهم بانفسهم وليس بوصاية الوطن او الجماعة، اما نقدي للمعايير ولما يقوم به النقيب الاخواني من تخريب للمهنة فسوف أواصله في زاويتي اليومية »عبور«، أقدم علي هذا وأعرف ما أواجهه، لكن يشجعني ويشفع لي أنني لا ابتغي الا الحفاظ علي القيم النبيلة لحرية الرأي وللأجيال القادمة التي ستعمل في المهنة الجليلة التي نشرف بالخدمة فيها، أقول هذا وأنا علي شفا، ليس لي من الامر شييء، مستقبلي ورائي كما يقول استاذنا هيكل، لا أطمح الي منصب، ولا موقع ما، وثقتي بالشرفاء من الصحفيين لاحد لها.
الضحية
الثلاثاء
توقفت امام الصورة التي نشرتها الصحف لوالد الفتاة التي ضبطت في وضع مخل مع الشيخ السلفي ونيس. رجل مهدم، يجلس علي حافة الرصيف صريعاً بين فقر مدقع طاحن، وبين فضيحة مدوية لابنته التي اجتهد حتي اوصلها الي معهد عال. اي المستوي الجامعي من التعليم. الصحف نشرت - للاسف - اسمها كاملاً، والاوصاف التي وجدت عليها أثناء الواقعة. الكل ينهش في عرضها. اما الشيخ ضخم الجرم كث اللحية، بادي الصحة والشهوة فله حزب هائل يدافع عنه ويبرر فعلته الي درجة ان أحد المنتمين اليه اعتبر التعرض له تشويها للازهر، وفي جريدة اليوم السابع اول امس - الاثنين - صورة لفضيلة الشيخ ونيس وهو يحضر اجتماعا للجنة دينية، الفتاة سيرتها مستباحة، والدها محطم، منهار، فضيحة مدوية، والكل ينهش في سيرتها، اما فضيلة السلفي فطليق، حر، صوره في كل مكان، وفي مجلس الشعب يحيط به اصحاب اللحي مهنئين . ويقدم البرامج التليفزيونية، هذا هو وضع الانثي في مجتمع يتحكم فيه مثل هذا الشيخ، مجرد جسد لارضاء الشهوة وإطفاء الرغبة. والمقابل بضعة ملابس رخيصة كانت في حقيبة تقدم اليها كمقابل. وقروش قليلة. واضح إنه الفقر. الاب الذي يعمل ترزياً لا يمكنه ان يفي بالحد المعقول من التكاليف. والبنت في حاجة إلي ملابس، الي مصروف يومي. انه وضع منتشر في العشوائيات والريف البعيد عن الكاميرات والإعلام والدولة ايضا، في لحظة معينة تلتقي بشبيه راسبوتين هذا ليطفيء بها رغباته وإذا ضبط تصبح هي الجانية، هي المجرمة. هي التي أغوت الشيخ الذي يدافع عنه شاب بدأ يظهر أخيراً له لحية هائلة وملامح تفيض بالكراهية وقدر هائل من الغباء، يركز هجومه علي الشرطة التي كادت للشيخ كيداً لانها ضد حزب النور، انه ارهاب للشرطة التي قامت بواجبها يتحدث هذا الشاب عن الثورة، اصبحت الثورة حجة حتي لمبرري الفسق والرذيلة، لحزب النور متحدث آخر ذكي اسمه نادر بكار وحتي الان لم اره متحدثا في هذه الواقعة، اما هذا الشاب الذي يحمل اسم مدينة اسيوية لا أذكرها الان فيبدو ناضحاً بالكراهية، يستخدم المقدمات ليصل الي نتائج خاطئة، مدلس في براهينه. لا أدري متي تعلم وفي أي زمن شب ونما، يوظف مواهبه المتواضعة للدفاع عن راسبوتين وإدانة الفتاة، اللوم هنا يجب ان يوجه الي من سمح له بالظهور، اما الفتاة فليس وضعها الا نموذجا للانثي المصرية في الزمن السلفي الوهابي الذي بدأ بالفعل، وفيه يتراجع وضع المرأة المصرية لتصبح ضحية للفقر والتدليس.. والنفاق.
من ديوان الشعر العربي
قال فؤاد حداد في »الحضرة الزكية«
بيني وبينك يا زمن حواديت
فكرني أول خطوتي لو نسيت
أول قصيدة قلتها وقالت
أول دموع من مقلتي سالت
أول دعائي للعليم السميع
أول فرح في قلبي لما طرح
تحت الندي والطل زهرة ربيع
أيام يحاول قلبي حب الجميع
لوحدي، لا أقدر ولا استطيع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.