جلال عارف الحمد لله.. ستدخل نقابتنا »نقابة الصحفيين« الي لجنة الدستور ضمن »الكوتة الاسلامية«!! هكذا اصبح الامر في ظل ما تقرر من ان هوية »النقابة« ترتبط بهوية من يمثلها، وبأن مؤسسات الدولة يمكن تقسيمها الي »اسلامية« او »مدنية وليبرالية«.. والعياذ بالله!! اي دستور يمكن ان تضعه لجنة مقسمة علي هذا الاساس؟ واي مصير ينتظر ثورة قامت لتوحد الوطن طلبا للحرية وكرامة الانسان، فاذا بها الآن امام هذا التقسيم الذي يشق قلب الوطن، ثم يقدم لنا علي انه الحل المعجزة؟! المفارقة في الامر، ان ذلك يحدث في الوقت الذي يتعرض فيه الصحفيون لموجة من الهجوم الذي وصل لحد التخوين والتكفير، والذي يطلق الاتهامات علي المشاع بدءا من العداء للدين او الانحياز لليبرالية واليسار والعلمانية، وحتي الفساد في الارض والعمالة للخارج وقبض الملايين و.. »صور الشيكات موجودة!!«. الصحفيون تعودوا علي سماع ذلك عبر العهود المختلفة، وكلما كانت هناك ازمة يمر بها المجتمع. لكن الموقف يزداد تعقيدا مع القرارات الاخيرة لمجلس الشوري بشأن المعايير والشروط لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية. مجلس الشوري يمثل ملكية الدولة للصحف القومية منذ ثلاثين سنة، مجلس الشوري لم يفعل شيئا طوال هذه السنوات لاداء مهمته، الجماعة الصحفية هي التي قامت بالمهمة.. هي التي قاتلت من اجل الحريات في اصعب الظروف ودفعت الثمن، هي التي كشفت الفساد وقدمت الادلة عليه، هي التي قادت معركة اصلاح المؤسسات الصحفية وتغيير القيادات، هي التي بدأت معركة التغيير في الوطن كله حين انتصرت في معركتها. بعد الثورة.. انفتحت الابواب لتحرير الصحافة القومية وتمكينها من اداء رسالتها، النجاح الذي حققته الصحف القومية الكبري اثبت قدرتها علي استعادة المكانة الرائدة للصحافة المصرية، كان الطريق واضحا والاتفاق كاملا علي ضرورة تعديل القوانين والبدء فورا في انشاء »مؤسسة وطنية للصحافة« تتولي ادارة الصحافة القومية علي اسس مهنية وباستقلال كامل عن كل مؤسسات الدولة. بدلا من ذلك يأتي مجلس الشوري ليسير عكس التيار، يخلط بين الملكية والادارة، يتصرف كأنه يريد ابقاء الهيمنة علي المؤسسات القومية في يد حزب الاغلبية وكأننا نكرر تجربة الحزب الوطني المنحل، يتصور البعض ان هناك صحفيا يحترم نفسه سيقف علي باب المجلس ينتظر قرار اكثرية تمنحه رئاسة التحرير، ثم تأتي اكثرية اخري تطيح به من مكانه!! ويتصور البعض ان ادارة مؤسسة صحفية كبري لا تختلف عن ادارة كشك سجاير او مستوصف خيري!! لماذا اللف والدوران والطريق واضح.. تحرير كامل للصحافة القومية لتؤدي دورها باستقلال كامل عن كل المؤسسات، تنظيم جديد يقوم علي انشاء مؤسسة وطنية للصحافة تتولي المسئولية كاملة علي اسس مهنية وبعيدا عن الانحيازات الحزبية، الابقاء علي الوضع السابق مستحيل، ومحاولات الترقيع لا يقال لها الا: فضوها سيرة!!