يقول الله في المنافقين الذين يخادعون الله ورسوله بادعاء الايمان ويخفون في صدورهم عكس ذلك »وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون«.. الآيتان 9، 01 من سورة البقرة. هذا هو القناع الذي يرتديه مروجو الفتنة في الجانبين المسيحي والاسلامي بادعائهم ان الفوضي التي يثيرونها غيرة علي الدين والحقيقة. وما هم إلا لعبة في ايد خفية لا يعلمها من يشاركون في مظاهرات المساجد والكنائس ردا علي موقف أو تصرف يمس احد الجانبين، مثل اسلام هذه أو تنصر ذاك. أو بسبب تصريحات من أشخاص، أو أي فعل ورد فعل أكثر تشنجا أو تطرفا. الحديث في هذه القضية أصبح مملا وسخيفا عن حالة الاحتقان التي تطفو فجأة علي السطح كرد علي أي قول أو سلوك، في موقف غريب علي مصر التي عاشت هكذا لأكثر من ألف واربعمائة عام. وهذا ما يؤكد الاصابع الخفية داخلية أو خارجية في تزكية اشعال النار بين ابناء الوطن الواحد. بتحريك مجموعات في مظاهرات من هذا الجانب أو ذاك. وما ينتاب هذه المظاهرات من افعال أو اقوال تزيد من نزعة التطرف الطائفي وتهديد الوطن. وتتلقف هذه الحالة وسائل اعلام عربية أو أجنبية تعزف عليها سيمفونية من الحقد الخفي علي مصر الآمنة وابنائها. ما يؤكد ان ما يحدث امور مفتعلة وبعيدة عن روح الشعب المصري مسلميه واقباطه. ان الجميع يعلم ان حرية العقيدة حق لكل مواطن مكفولة بالقانون والدستور، بل وجميع المواثيق الدولية. وان المواطنة مبدأ أساسي في الدستور وواقع الحياة، فالوطن للجميع والدين لله. ولو سألت احدا من المشاركين في مثل هذه التجمعات أو المظاهرات لاكتشفت انه لا يعلم شيئا عما حدث ولكنه يتحرك غيرة علي دينه أو رفضا لما حدث الذي لا يعلم عنه شيئا. تماما مثلما يحدث في بعض برامج التليفزيون الكوميدية التي تعتمد علي منطق الفتوي في أي شيء خجلا من قول لا أعلم. أو انطلاقا من مفهوم تحرك القطيع! ما حدث من معالجة الكنيسة والأزهر بحكمة وتنوير الناس بالنسبة لاختلاف وجهات النظر ما بين المسلمين والاقباط في الأزمة الاخيرة يعد نموذجا طيبا يجب الاستناد إليه في اي موقف مشابه اذا ما تكرر ذلك لا قدر الله. وذلك من حوار البابا شنودة مع التليفزيون المصري، وبيان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذي اهاب فيه بالمصريين جميعا أن يرتفعوا فوق كل ما يثير سوء الفهم وان يؤكدوا الاخوة الوطنية التي تجمع الشعب الواحد. ومثلما يحدث في دعوي الفتنة بين نسيج المجتمع الواحد من مسلمين واقباط يتكرر للاسف في ظاهرة جديدة علي الوطن بنعرات الطائفية، التي يزكيها البعض بجهل أو سوء نية باسم الاصلاح أو الحفاظ علي الحقوق أو الحرية. ومن النماذج السيئة لهذا اذكاء نعرة ابناء النوبة أو بدو سيناء وكأنهم ليسوا جزءا من الشعب المصري أو من المهمشين في المجتمع. أو ان الدولة تتعمد عدم الاهتمام بهم سواء من حقوق أو توفير خدمات وهي دعوات باطلة تحركها عقول مريضة في بعض وسائل الاعلام الاجنبية والمؤسف له ان يبتلع بعض ابناء أو رموز أهل النوبة وسيناء الطعم، ويرددون اقوالا مجافية للحقيقة وتجد بعض الصحف والفضائيات في مثل هذه القضايا مرتعا للفوضي غير المسئولة.. وايضا تحت اسم الحرية وحق المواطن في المعرفة.. ولكن هذه قضية اخري للمفسدين باسم الاصلاح.