مع بداية شهر يونيو من كل عام تنتابني حالة من الحزن تصل الي الاكتئاب احيانا، اما شهر يونيو الحالي فان حالة الاكتئاب زادت بشكل يفوق كل عام، فالحزن فوق الاحتمال الانساني، ففي هذا الشهر استشهد شقيقي الاكبر الشهيد رؤوف الشماع عام 7691 علي ارض سيناء الطاهرة، اتذكر تلك الايام السوداء وبعد مرور كل هذه السنوات وعلي الرغم من انني شخصيا استراح قلبي وهدأت نفسي بعد ان حققنا القصاص لارواح كل شهدائنا يوم 6 اكتوبر 37. لكن ما زاد ألمي شخصيا شعوري بما يعانيه امهات واسر شهداء 52 يناير بعد صدمة الحكم بالادانة وعدم امكانية تحقيق القصاص وحق الدم علي الرغم من الاختلاف الكبير في الاستشهاد، فشقيقي وزملاؤه استشهدوا في سبيل الدفاع عن ارض الوطن ضد العدو الصهيوني، اما شهداء ثورة 52 يناير فكانوا يطالبون بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية من نظام فاسد وظالم عشنا تحت وطأته سنوات سوداء سوداء سوداء وكان افراد هذا النظام للاسف مصريون بالبطاقة فقط، قتلوا ابناءنا واشقاءنا بهدف حرمان هذا الشعب من حياة ادمية كريمة، وتركوا امهات ثكالي واطفالا ايتام وارامل في زهرة الشباب ينتظرون مستقبلا مجهولا. يونيو شهر زلزال النكسة الجرح لاتزال تداعياته مستمرة، وفي هذه الايام من كل عام نعيش ونتنسم الذكري العطرة للشهداء الابرار طوال الشهر لانه اذا انتصرت مصر ينتصر الجميع، واذا انهزمت تصل الهزيمة الي ابعد بقعة في الوطن العربي.. الهزيمة الجماعية شيء والهزيمة الخاصة في البيوت التي فقدت ابناءها شيء اخر حيث الهزيمة مضاعفة والجراح اكثر ايلاما واشد نزفا. واسرتي من تلك الاسر التي اصبحت علاقتها مع هذا الشهر الحزين علاقة ألم لازلت اتذكر تلك الايام السوداء الثقيلة علي القلب والوجدان وانا اتامل ما حدث، اذكر ذلك اليوم جيدا وكنت علي وشك الانتهاء من امتحانات نهاية العام في المرحلة الاعدادية وقد ودعنا شقيقي الاكبر رؤوف لاخر مرة يوم الاول من يونيو 7691. كان متوجها الي سيناء ضمن رجال قوات الصاعقة استيقظنا معه في ذلك الصباح الباكر، قبلنا جميعا وحاولت امي رحمها الله منعه من ايقاظ شقيقتي الطفلة الصغيرة عند الفجر لكنه اصر علي توديعها! وكأنه كان يعرف انه لن يراها مرة اخري. خرج شقيقي دون ان ينظر خلفه ووقفت امي رحمها الله عند الباب تدعو له بالسلامة، ولم يمض سوي اربعة ايام حتي انطلقت الحرب وقبل الظهر بدأت انباء المعارك تتوالي والبيانات العسكرية الشهيرة باسقاط طائرات العدو وتقدم قواتنا باتجاه تل ابيب!. التففنا حول الراديو مثل كل الاسر المصرية واخذتنا فرحة الانتصار من مشاعر الخوف علي الشقيق الموجود علي خط النار وكنت اجلس مع زملائي علي الرصيف نحصي اعداد طائرات العدو التي اسقطها المذيع احمد سعيد في الاذاعة بصوته المجلجل، ولم ينته اليوم حتي بدأت لهجة البيانات العسكرية تتغير وبدأ الخوف والقلق يغزو القلوب والنفوس. توقفت الامتحانات واضطربت الحياة.. ولم نعد نعرف الحقيقة فيما يجري، حتي ظهر الرئيس جمال عبدالناصر في يوم التاسع من يونيو يعلن الهزيمة ويعلن أنه يتحمل نتائجها وقرر التنحي، ونزلت جموع المواطنين الي الشارع تطالبه بالعدول عن الاستقالة!. وكان قرار التنحي بالنسبة للجميع تأكيداً للهزيمة وترك احساسا عميقا كأننا اصبحنا بلا اب فلم يكن احد يتصور اننا يمكن ان نعيش بدون عبدالناصر!. كانت المظاهرات حقيقية وليست مدبرة، كما حاول البعض ان يقول فلم يكن هناك اي تنظيم وراء نزول المصريين الي الشارع رجالا ونساء واطفالا انطلق الجميع بدافع الخوف وليس بأي دافع اخر، وقد سرت في هذه المظاهرات من حي شبرا حتي كوبري القبة كانت اول مرة اغادر فيها حي شبرا الحي الذي ولدت فيه سيرا علي الاقدام ولم اكن اعرف الي اين اسير، فقط امشي واهتف وسط الزحام. وقد عاد الرئيس الي موقعه نزولا علي رغبة الجماهير وبدأ سريعا في جهود اعادة بناء الجيش وبدأت حرب الاستنزاف التي حقق فيها ابطال مصر ضربات قوية ضد العدو أعادت الثقة للمصريين في امكانية النصر الذي اكتمل بالعبور في اكتوبر 3791 رغم تعزيزات اسرائيل واخطرها كان خط بارليف الجبل الذي اقامته اسرائيل علي الضفة الشرقيةللقناة بامكانات دفاعية رهيبة جعلت خبراء العسكرية في العالم يعتقدون استحالة عبوره لكننا حققنا المستحيل وعبرناه!. كان هذا هو جرح الوطن الذي استطعنا بالاصرار والعرق مداواته ولكن الجراح الخاصة بالاسر التي فقدت ابناءها لم تندمل ولم تعد الحياة في بيوت الشهداء كما كانت ابدا. اتذكر بعد ان اعلنت النكسة ولم يعد شقيقي، كانت المرة الاولي التي اري فيها والدي يبكي، وهو الرجل القوي الذي يحمل داخله كبرياء وكرامة وعزة نفس رأيته رغم حرصه الشديد.. فقد كان يغلق حجرته علي نفسه بالساعات ولكنه عندما يخرج اري اثر الدموع في عينيه، كانت المرة الاولي في حياتي التي اعرف فيها ان الرجال يمكن ان يبكوا.. كانت الدموع تهزم ابي القوي، بينما يحاول ان يتماسك ليهديء والدتي التي اصيبت بالشلل ظللت تعالج منه لسنوات طويلة ولم يعش ابي سوي عام واحد بعد اختفاء ابنه الاكبر الذي كان يبدو شقيقا له. قضي ابي عامه الحزين بين فراش المرض وبين التردد علي اقسام الشرطة ومؤسسات الدولة واجهزتها لمعرفة مصير الابن المفقود وبعد ان اعياه البحث استقر علي فراش المرض.. وبدأت رحلة التردد علي العرافين استجابة لنصائح الاقارب والاصدقاء والجيران وفي كل مرة يعودون الينا بنبوءة مختلفة وفي كل مرة يحيا الامل للحظات ثم يعود اليأس ليسيطر من جديد، مرة يقال لنا ان شقيقي حي ويعيش بين ابناء سيناء، ومرة يقال انه سار الي الاردن، ومرة يصل الينا زميل له عاد من الجبهة ليؤكد ان رؤوف شوهد حيا عندما تفرقوا في جبال سيناء. وكان جرس باب الشقة مصدر امل وخوف بل ورعب دائم، مازلت اذكر اللهفة التي كانت تنظر امي بها الي الباب كلما سمعت الجرس او اي طرقات!. لم تكتف النكسة بأخذ شقيقي الاكبر بل امتد تأثيرها الي شقيقي الثاني! فقد كان يشغل وظيفة مهمة وقت الحرب وفجأة امتنع عن الذهاب الي عمله وهو علي قناعة بعدم جدوي اي عمل.. كان ينام طوال النهار ويسهر طوال الليل ويرفض توسلات والدتي لكي يذهب الي عمله.. واستمر الحال هكذا حتي عام 47 بعد نصر اكتوبر حيث سافر للخارج وعاد بعد فترة التحق بعدها بوظيفة وصل فيها الي درجة المدير العام الي ان توفاه الله. ولم اسلم انا الاخر من تداعيات النكسة ايضا فقد كنت خلال هذه الفترة قد تحملت مسئولية اسرتي بالكامل والدتي وشقيقتي مما اثر علي دراستي وتأخر التحاقي بالجامعة!. هذه التفاصيل الحزينة عشناها وعاشتها كل اسر الشهداء باختلاف طفيف في التفاصيل، وربما يكون ما عايشناه اخف كثيرا من مئات بل الالاف من اسر الشهدء.. في بيتنا وفي كل بيوت الشهداء التي فقدت ابناءها في هذا الكابوس.. كان المعني الحقيقي للحرب التي يتحدث عنها الخبراء كأنها مباراة خسرناها، ولا يعني هذا ان الذين لم يستشهد لهم عزيز في الحرب لا يعرفون حجم الخسارة التي تكبدناها في تلك الحرب ولكن ان يعرف الانسان شيء وان يحس ويعيش الالم لحظة بلحظة شيء اخر. ذلك ما قصدته من اعادة ذكر ما تعانيه اسر الشهداء من معاناة وألم صعب نسيانه مهما طال الزمن، ولكن شهداءنا في الحروب اخذنا بثأرهم وحققنا القصاص من اعدائنا بانتصارنا عليهم.. اما شهداء ثورة 52 يناير فقد حققوا لنا الحرية والكرامة.. لشعب مصر ولكن لم يتحقق لهم القصاص من القتلة حتي تستريح قلوبهم وتستقر وتهدأ نفوسهم وصدموا بما صدر من احكام علي من اتهموا بقتل ابناءهم!.. اما من يتاجرون بدماء الشهداء ويزايدون عليهم من القوي السياسية والمؤسسات بهدف كسب شعبية لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية خلال هذه الفترة اقول لهم ارفعوا ايديكم عن الشهداء الابرار الاطهار وكفاكم مزايدة بهم وبالثورة واعملوا خيرا او اصمتوا اعتقد ان الوضع الحالي اسوأ من وضعنا عليه عام 76 الذي وحدنا جميعا ضد العدو الاسرائيلي وحققنا القصاص بعد 6 سنوات فقط، اما ما نحن فيه فهو شيء محزن بسبب تطاحن القوي السياسية والتيارات والمرشحين الثوار الذين بممارساتهم بعد الثورة ابعدونا عن تحقيق اهداف الثورة!. عن نفسي لا احب ان اتذكر هذه الايام واظن ان كل من فقد عزيزا في الحرب لديه نفس الشعور، ولكننا يجب ان نتذكرها رغما عنا نتذكرها بغضب لا لكي نبكي دائما بل لكي نتخذ من هذه الذكري دافعا للحفاظ علي ما حققه لنا شهداء ثورة 52 يناير. السعادة للجميع وسط الاحداث والتظاهرات والازمات السياسية التي تعيشها مصر في هذه المرحلة والبرامج السياسية والمؤتمرات والشد والجذب في برامج الاذاعة والتليفزيون والفضائيات وصدي الاحكام القضائية علي قتلة المتظاهرين، اذا باعلان في الاذاعة بصوت قوي ومميز وكأنك تسمع بيانا سياسيا مهما جدا تكرر عدة مرات وجاء فيه: قررت شركة فايزر للادوية انها تعلن تخفيض سعر قرص الفياجرا من 72 جنيها الي عشرة جنيهات فقط تنفيذا لقرارات وزارة الصحة وحذر الاعلان من اي عمليات غش مؤكدا علي ضرورة وجود العلامة المائية علي علبة الفياجرا الاصلية!!. وتكرر هذا الاعلان عدة مرات وسط موجة البرامج ونشرات الاخبار ويبدو ان ذلك قد تم بجهود من وزارة الصحة دعما للجهود المبذولة لرأب الصدع والتوافق العاطفي بين عنصري المجتمع. وقد قطع المعلن بث موجات الاذاعة المصرية ليزف الي شعبنا الوفي الآبي الخالد هذه البشري التي من شأنها ان ترفع رؤوسا وان تحافظ علي شوارب، وان تنقذ كرامة بعض الطوائف التي جاء هذا الاكتشاف الدوائي لكي يبعث فيها روح الامل.. وبهذه البشري تكتمل بعض جوانب المشهد العبثي، ولعل التخفيض الذي اصاب الفياجرا هو حيلة مبتكرة من وزارة الصحة لكي تعيد الرجال الي بيوتهم موفوري العافية، فلا سبيل الي اغرائهم بالعودة غير هذا الضمان وهو ان تظل الكرامة محفوظة والشوارب مشرعة وذلك مع احترامنا لكل الاطياف التي هجرت المنازل، لكن يبقي في النفس سؤال وهو: ما موقف التيار المتشدد بعد استخدام هذه الحبوب، التي وظيفتها الاصلية هي التشدد وعدم الارتخاء، وعدم قبول الحلول الوسط، وانما السير في الطريق الي نهايته!. تلك والله بعض من طرافة المشهد المصري الذي لم يفقد حسه الفكاهي طوال الفترة الماضية.. علي سبيل المثال ورغم الازمة السياسية الخانقة التي اصابت وجدان كل مصري الا ان احد الشباب كتب علي الفيس بوك.. لماذا انتخب الاخوان فأجلب النكد الي نفسي والي اهلي.. سوف انتخب شفيق فأجلب النكد الي نفسي والي اهلي والي الاخوان!. مع كامل اعتذارنا واحترامنا لكل الاراء المتصارعة والمتشددة.. فما اردنا الا ان نهون علي انفسنا بهذا الحديث بعضا من متاعب الازمة السياسية التي تأخذ بخناقنا. حفظ الله الوطن وحفظ وزارة صحة الوطن التي تنظر بعين العطف والرعاية للباحثين عن السعادة، ونتمني ان تبذل نفس المجهود لخفض اسعار ادوية علاج امراض السرطان وفيروس سي والفشل الكلوي والضغط والسكر لان اغلب المرضي لا يجدون ما يشترون به هذه الادوية التي ارتفعت اسعارها بصورة غير محتملة وقانا الله شر المرض وان يدخل الرحمة في قلوب مسئولي وزارة الصحة. فرح أسطوري في ظل حالة الغضب السائدة في الشارع السكندري وسوء الأحوال الاقتصادية والمطالبة برفع الحد الأدني للأجور شهدت الاسكندرية حفل زفاف »اسطوري« يوم السبت الماضي لم تشهده من قبل، كان الحفل لابنة سحر طلعت مصطفي وتدعي »مولي« علي أحد الفرنسيين غير المعروفين للمجتمع السكندري والذي تعرفت عليه الفتاة في الخارج.. وبالرغم من ان خال العروس أحد أقطاب الحزب الوطني المنحل المهندس طارق طلعت مصطفي عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب لم يشارك في الحفل لسفره للخارج بينما يقضي خال العروس الثاني هشام طلعت مصطفي عقوبة السجن في قضية المطربة سوزان تميم إلا أن أسرة العروس أصرت علي الزفاف ليكون حديث الاسكندرية بتكاليفه التي اقتربت من 05 مليون جنيه. حفل زفاف »مولي 12 سنة« وهي نجلة سحر طلعت مصطفي عضو المجلس المحلي السابق عن الحزب الوطني المنحل من زوجها الأول الذي توفي في حادث.. أقيم علي مساحة 2 فدان بعرض الشاطئ المخصص لفندق الفورسيزون الذي تملكه الأسرة وبلغ عدد المدعوين ما يقرب من ألفي مدعو سواء من فلول الحزب الوطني من أعضاء المجلس المحلي السابق ومن أعضاء الجهاز التنفيذي بالمحافظة أو المسئولين السابقين علي رأسهم اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية السابق ومحافظ قنا حالياً واللواء خيري حماد السكرتير العام للمحافظة وغيرهم. العرس الباذخ الثراء تم إقامته علي مسرح خشبي بطول الشاطئ حتي لا يجلس الضيوف علي الرمال وتغطيته بالسجاد الفاخر بعد الاستعانة بكبار مهندسي الديكور بتكلفة تصل إلي 5 ملايين جنيه وتم استيراد ورد الأوركيد من هولندا بواسطة طائرة بألوانه المختلفة الأحمر والأصفر والبرتقالي والأسود والكحلي بتكلفة تصل إلي 005 ألف دولار تقريبا حيث يبلغ ثمن فرع الورد الواحد مايقرب من 006 جنيه لندرته ورائحته النفاذة كما تم بناء شبكة اعلي منطقة العرس تطل منها مجموعات من الزهور وكان المدعوون يجلسون في خيمة من الزهور بعد وضع ستائر شفافة لاخفاء معالم العرس عن المواطنين. استعانت اسرة العروس التي قامت بتنظيم الحفل ب 0051 بودي جارد من الاحجام الضخمة بالبدل السوداء لتأمين العرس من الشاطيء ومن الكورنيش خوفا من الثوار الذين لم يعلموا بالحفل وموعده لتظاهرهم بوسط الاسكندرية. كما تم توريع اضاءة الليزر بألوان مختلفة طوال الحفل من خلال مهندس اضاءة واجهزة خاصة تم استيرادها من فرنسا بالاضاة الي الصواريخ التي بلغت تكلفتها 2 مليون جنيه والتي انطلقت طوال حفل العرس الذي استمر حتي الصباح بأشكال لم تظهر بمصر حتي الآن ولأن »العريس« أجنبي فقد تم الاستعانة بأربع فرق اوروبية شهيرة قامت بإحياء الحفل وظل العريس يرقص طوال الوقت وكان لظهور العروس مفاجأة في نفوس الحضور حيث حضرت بلانش »خاص من البحر لتستقل« »اسانسير« ثم بناؤه علي ارتفاع 53 مترا تقريبا من خلال برج أقيم بوسط القاعة تنزل منه العروس قبل ان تحيي الحضور من اعلي ويتردد ان تكلفة البرح بلغت مليون جنيه ونصف المليون تقريبا حيث تصعد العروس بأسانسير من الخلف وتنزل بسلم من الامام. ولعل الاغرب كان مع وجود مجموعات متدينة من افراد الاسرة بملابسهم الفضفاضة وذقونهم الطويلة حيث من المعروف ان خال العروس هاني طلعت مصطفي من الاعضاء المؤسسين لحزب الحرية والعدالة بالاسكندرية واكبر المتبرعين للحزب تم توزيع شمعة طولها 51 سم تقريبا في علبة انيقة وضع عليها اسم العروسين كهدية لكل مدعو. واللافت للنظر بخلاف عدم ارتداء العروس للطرحة البيضاء المعهودة هي استعانة الاسرة بمصورين من لبنان وخبراء تجميل لبنانيين بخلاف مصممي الازياء العالميين. أما حديث الحضور فكان بوفيه العرس الذي أقيم بطول الشاطيء وضم جميع انواع اللحوم والخراف المعلقة وجميع انواع الاسماك واشجار للجمبري وتم استيراد اسماء التونة والسلامون من النرويج والتورتات والحلويات والشيكولاتة المختلفة الانواع من فرنسا بخلاف الآيس كريم المستورد المتعدد الأنواع والأغرب هو الاستعانة »بشيفات« من جميع انحاء العالم لتقديم بوفيه خاص بهم ويقف كل »شيف« بجوار مأكولاته سواء من صيني او ايطالي او فرنسي بخلاف الطعام المصري وغيره. وفي الوقت الذي يطالب اعضاء حزب الحرية والعدالة بإعادة محاكمة مبارك رغم ان ذلك غير قانوني ويعلمون هذا جيدا ولكنهم يعزفون علي اوتار الشعب الغلبان من اجل كسب تعاطفه في الانتخابات الرئاسية بدليل قيام وفد من البرلمان من 091 شخصاً للسفر للسعودية من اجل الدفاع عن الجيزاوي المتهم في الاتجار بالمخدرات ولانهم علي ثقة من ادانته فقد طلبوا العفو من الملك حتي يحللوا الهدايا التي حصلوا عليها خلال الرحلة التي اساءت لمصر كلها! اضافة صحفية في الوقت الذي تواجه فيه الصحافة المكتوبة من التحديات التي تهدد مستقبلها والمتمثلة في الصحافة الالكترونية والفضائيات والإذاعات والأزمات المالية والتقدم التكنولوجي تصدر صحيفة الوطن لتؤكد علي قدرة الصحافة المكتوبة علي مواجهة كل وسائل الاعلام وأنه مازال أمام الصحافة الورقية سنوات طوال قبل أن تستطيع أي وسيلة إعلامية جديدة أن تحسم السباق لصالحها. جريدة الوطن إضافة صحفية جديدة بمضمونها التحريري وانفراداتها المتميزة وشكلها الجذاب المختلف.. تهنئة قلبية للزميل مجدي الجلاد رئيس التحرير وفريق العمل المتميز الذي يشاركه العمل والنجاح في نافذة واسعة يطل منها القارئ علي كل الآراء والأخبار والموضوعات الصحفية الجريئة. قرد.. وليس قرضاً! حكاية غريبة سمعتها من صديق أثق فيه قال لي: تقدم أحد الشباب إلي إحدي المؤسسات التي تقدم قروضاً للشباب وهو من خريجي الجامعات كتب يقول: أطلب »قرد« قيمته عشرون ألف جنيه ثم ذكر أسباب »القرد« (لإقامة المشروع) استدعاه مدير المؤسسة وطلب منه أن يكتب دراسة جدوي اقتصادية في صفحة واحدة للمشروع المقترح حتي يمكن تقديمها ضمن الأوراق المطلوبة. وكانت الصاعقة عندما كرر خريج الجامعة كلمة »قرد« وليس قرضاً أكثر من مرة في صفحة واحدة. بلاش.. سمعت أحد المذيعين يسأل شاباً صغيراً حاصلاً علي الثانوية العامة.. ما هو حاصل ضرب 2*03 رد الشاب الحاصل علي الثانوية العامة تساوي 23 كرر المذيع المذهول السؤال وكان الجواب 2*03=23 في كل مرة!! العيب ليس في خريج الجامعة والطالب الحاصل علي الثانوية العامة.. العيب كل العيب في نظام التعليم في مصر والذين صدعونا من تطوير التعليم سنوات طوال ولكن لم يتطور شيء إلا إلغاء نظام الثانوية العامة ثم إعادته بنظام العامين ثم عام واحد وقبل ذلك إلغاء العام السادس في المرحلة الابتدائية ثم إعادته وهكذا وكأننا نلعب استغماية وفي النهاية يقدم لنا نظام تعليمي مشوه لا يفي باحتياجات البلد ولا يساهم في التقدم العلمي الذي نحلم به دون أن نقدم له أية استحقاقات! لوجه الله والوطن! لمن يبحثون عن القدوة، القدوة موجودة ولها بصمات واضحة في العمل التطوعي لمن يبتغون وجه الله والوطن، ولكني أخشي من البعض الذي امتهن مهنة العمل التطوعي المريح.. نفسي أشوف جمعيات تقف خلف أعمال ضخمة مثل جمعية رسالة التي تقدم عملاً تطوعياً مهولاً يجري منذ عدة سنوات بلا دعاية ولا طنطنة ولا هم من المتزمتين ولا من فئات المتشنجين ولا رافعي الشعارات ولا وراءهم سياسة وسرقة ولا أمامهم أهداف مخطوطة وإنما استطاعوا خلال هذه المدة القياسية أن يحققوا ما يشبه المعجزة.. هي جمعية أهلية نستطيع أن نباهي بها العالم، يقوم علي العمل بها شباب نقي صادق، شباب غير أي شباب يقومون علي خدمة أضعف فئات المجتمع. الكثير من الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني والتي يفوق عددها عشرات الآلاف، أكثرها أسماء فقط مثل الكثير من الأحزاب السياسية تتمتع بتسهيلات وتيسيرات لا تعد لكنها لا تقدم شيئاً، وتحصل علي حصص من تأشيرات الحج والعمرة وتصاريح إقامة أكشاك وإعفاءات ضريبية علي الحفلات والسهرات وإصدار الصحف والنشرات وجميع التبرعات والمساعدات وإعفاء الإعلانات من الضرائب والمبيعات والحصول علي الأراضي المجانية والتعاونية والمقابر!! وبلاش الجمعيات الحكومية الرسمية التي تنشأ إكراماً لشخصيات معينة من المسئولين أصحاب المناصب والتي بمجرد اختفائهم تختفي الجمعية الديكورية وتظهر المخالفات! عبقريات السابقين! لا أدري السبب في ظهور عبقرية بعض المسئولين بعد أن يتركوا مناصبهم! فهناك مسئولون عرفناهم أثناء وجودهم في مواقعهم يعجزون أمام أتفه المشاكل، يعتبرون الممكن مستحيلاً ويصورون إنجازات الذين سبقوهم علي أنها خطايا وكوارث، وإخفاقاتهم علي أنها منجزات غير مسبوقة، ويركزون في كل أحاديثهم علي أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان.. ثم يتركون مناصبهم، وتمر الأيام ويراهنون علي أن ذاكرة الناس ضعيفة ويرتدون رداء الخبراء ويأخذون في إطلاق التصريحات عن الحلول العبقرية لمشاكل تفاقمت في عودهم، وعن كيفية تحقيق أفكار وضعوها عندما كانوا في مواقعهم كانت غير واقعية ومستحيلة التنفيذ. أتمني أن يكف الذين فشلوا في مواقعهم عن صرف روشتات النجاح و»يخلوا الطابق مستور«! مع بداية شهر يونيو من كل عام تنتابني حالة من الحزن تصل الي الاكتئاب احيانا، اما شهر يونيو الحالي فان حالة الاكتئاب زادت بشكل يفوق كل عام، فالحزن فوق الاحتمال الانساني، ففي هذا الشهر استشهد شقيقي الاكبر الشهيد رؤوف الشماع عام 7691 علي ارض سيناء الطاهرة، اتذكر تلك الايام السوداء وبعد مرور كل هذه السنوات وعلي الرغم من انني شخصيا استراح قلبي وهدأت نفسي بعد ان حققنا القصاص لارواح كل شهدائنا يوم 6 اكتوبر 37. لكن ما زاد ألمي شخصيا شعوري بما يعانيه امهات واسر شهداء 52 يناير بعد صدمة الحكم بالادانة وعدم امكانية تحقيق القصاص وحق الدم علي الرغم من الاختلاف الكبير في الاستشهاد، فشقيقي وزملاؤه استشهدوا في سبيل الدفاع عن ارض الوطن ضد العدو الصهيوني، اما شهداء ثورة 52 يناير فكانوا يطالبون بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية من نظام فاسد وظالم عشنا تحت وطأته سنوات سوداء سوداء سوداء وكان افراد هذا النظام للاسف مصريون بالبطاقة فقط، قتلوا ابناءنا واشقاءنا بهدف حرمان هذا الشعب من حياة ادمية كريمة، وتركوا امهات ثكالي واطفالا ايتام وارامل في زهرة الشباب ينتظرون مستقبلا مجهولا. يونيو شهر زلزال النكسة الجرح لاتزال تداعياته مستمرة، وفي هذه الايام من كل عام نعيش ونتنسم الذكري العطرة للشهداء الابرار طوال الشهر لانه اذا انتصرت مصر ينتصر الجميع، واذا انهزمت تصل الهزيمة الي ابعد بقعة في الوطن العربي.. الهزيمة الجماعية شيء والهزيمة الخاصة في البيوت التي فقدت ابناءها شيء اخر حيث الهزيمة مضاعفة والجراح اكثر ايلاما واشد نزفا. واسرتي من تلك الاسر التي اصبحت علاقتها مع هذا الشهر الحزين علاقة ألم لازلت اتذكر تلك الايام السوداء الثقيلة علي القلب والوجدان وانا اتامل ما حدث، اذكر ذلك اليوم جيدا وكنت علي وشك الانتهاء من امتحانات نهاية العام في المرحلة الاعدادية وقد ودعنا شقيقي الاكبر رؤوف لاخر مرة يوم الاول من يونيو 7691. كان متوجها الي سيناء ضمن رجال قوات الصاعقة استيقظنا معه في ذلك الصباح الباكر، قبلنا جميعا وحاولت امي رحمها الله منعه من ايقاظ شقيقتي الطفلة الصغيرة عند الفجر لكنه اصر علي توديعها! وكأنه كان يعرف انه لن يراها مرة اخري. خرج شقيقي دون ان ينظر خلفه ووقفت امي رحمها الله عند الباب تدعو له بالسلامة، ولم يمض سوي اربعة ايام حتي انطلقت الحرب وقبل الظهر بدأت انباء المعارك تتوالي والبيانات العسكرية الشهيرة باسقاط طائرات العدو وتقدم قواتنا باتجاه تل ابيب!. التففنا حول الراديو مثل كل الاسر المصرية واخذتنا فرحة الانتصار من مشاعر الخوف علي الشقيق الموجود علي خط النار وكنت اجلس مع زملائي علي الرصيف نحصي اعداد طائرات العدو التي اسقطها المذيع احمد سعيد في الاذاعة بصوته المجلجل، ولم ينته اليوم حتي بدأت لهجة البيانات العسكرية تتغير وبدأ الخوف والقلق يغزو القلوب والنفوس. توقفت الامتحانات واضطربت الحياة.. ولم نعد نعرف الحقيقة فيما يجري، حتي ظهر الرئيس جمال عبدالناصر في يوم التاسع من يونيو يعلن الهزيمة ويعلن أنه يتحمل نتائجها وقرر التنحي، ونزلت جموع المواطنين الي الشارع تطالبه بالعدول عن الاستقالة!. وكان قرار التنحي بالنسبة للجميع تأكيداً للهزيمة وترك احساسا عميقا كأننا اصبحنا بلا اب فلم يكن احد يتصور اننا يمكن ان نعيش بدون عبدالناصر!. كانت المظاهرات حقيقية وليست مدبرة، كما حاول البعض ان يقول فلم يكن هناك اي تنظيم وراء نزول المصريين الي الشارع رجالا ونساء واطفالا انطلق الجميع بدافع الخوف وليس بأي دافع اخر، وقد سرت في هذه المظاهرات من حي شبرا حتي كوبري القبة كانت اول مرة اغادر فيها حي شبرا الحي الذي ولدت فيه سيرا علي الاقدام ولم اكن اعرف الي اين اسير، فقط امشي واهتف وسط الزحام. وقد عاد الرئيس الي موقعه نزولا علي رغبة الجماهير وبدأ سريعا في جهود اعادة بناء الجيش وبدأت حرب الاستنزاف التي حقق فيها ابطال مصر ضربات قوية ضد العدو أعادت الثقة للمصريين في امكانية النصر الذي اكتمل بالعبور في اكتوبر 3791 رغم تعزيزات اسرائيل واخطرها كان خط بارليف الجبل الذي اقامته اسرائيل علي الضفة الشرقيةللقناة بامكانات دفاعية رهيبة جعلت خبراء العسكرية في العالم يعتقدون استحالة عبوره لكننا حققنا المستحيل وعبرناه!.
كان هذا هو جرح الوطن الذي استطعنا بالاصرار والعرق مداواته ولكن الجراح الخاصة بالاسر التي فقدت ابناءها لم تندمل ولم تعد الحياة في بيوت الشهداء كما كانت ابدا. اتذكر بعد ان اعلنت النكسة ولم يعد شقيقي، كانت المرة الاولي التي اري فيها والدي يبكي، وهو الرجل القوي الذي يحمل داخله كبرياء وكرامة وعزة نفس رأيته رغم حرصه الشديد.. فقد كان يغلق حجرته علي نفسه بالساعات ولكنه عندما يخرج اري اثر الدموع في عينيه، كانت المرة الاولي في حياتي التي اعرف فيها ان الرجال يمكن ان يبكوا.. كانت الدموع تهزم ابي القوي، بينما يحاول ان يتماسك ليهديء والدتي التي اصيبت بالشلل ظللت تعالج منه لسنوات طويلة ولم يعش ابي سوي عام واحد بعد اختفاء ابنه الاكبر الذي كان يبدو شقيقا له. قضي ابي عامه الحزين بين فراش المرض وبين التردد علي اقسام الشرطة ومؤسسات الدولة واجهزتها لمعرفة مصير الابن المفقود وبعد ان اعياه البحث استقر علي فراش المرض.. وبدأت رحلة التردد علي العرافين استجابة لنصائح الاقارب والاصدقاء والجيران وفي كل مرة يعودون الينا بنبوءة مختلفة وفي كل مرة يحيا الامل للحظات ثم يعود اليأس ليسيطر من جديد، مرة يقال لنا ان شقيقي حي ويعيش بين ابناء سيناء، ومرة يقال انه سار الي الاردن، ومرة يصل الينا زميل له عاد من الجبهة ليؤكد ان رؤوف شوهد حيا عندما تفرقوا في جبال سيناء. وكان جرس باب الشقة مصدر امل وخوف بل ورعب دائم، مازلت اذكر اللهفة التي كانت تنظر امي بها الي الباب كلما سمعت الجرس او اي طرقات!.
لم تكتف النكسة بأخذ شقيقي الاكبر بل امتد تأثيرها الي شقيقي الثاني! فقد كان يشغل وظيفة مهمة وقت الحرب وفجأة امتنع عن الذهاب الي عمله وهو علي قناعة بعدم جدوي اي عمل.. كان ينام طوال النهار ويسهر طوال الليل ويرفض توسلات والدتي لكي يذهب الي عمله.. واستمر الحال هكذا حتي عام 47 بعد نصر اكتوبر حيث سافر للخارج وعاد بعد فترة التحق بعدها بوظيفة وصل فيها الي درجة المدير العام الي ان توفاه الله. ولم اسلم انا الاخر من تداعيات النكسة ايضا فقد كنت خلال هذه الفترة قد تحملت مسئولية اسرتي بالكامل والدتي وشقيقتي مما اثر علي دراستي وتأخر التحاقي بالجامعة!. هذه التفاصيل الحزينة عشناها وعاشتها كل اسر الشهداء باختلاف طفيف في التفاصيل، وربما يكون ما عايشناه اخف كثيرا من مئات بل الالاف من اسر الشهدء.. في بيتنا وفي كل بيوت الشهداء التي فقدت ابناءها في هذا الكابوس.. كان المعني الحقيقي للحرب التي يتحدث عنها الخبراء كأنها مباراة خسرناها، ولا يعني هذا ان الذين لم يستشهد لهم عزيز في الحرب لا يعرفون حجم الخسارة التي تكبدناها في تلك الحرب ولكن ان يعرف الانسان شيء وان يحس ويعيش الالم لحظة بلحظة شيء اخر. ذلك ما قصدته من اعادة ذكر ما تعانيه اسر الشهداء من معاناة وألم صعب نسيانه مهما طال الزمن، ولكن شهداءنا في الحروب اخذنا بثأرهم وحققنا القصاص من اعدائنا بانتصارنا عليهم.. اما شهداء ثورة 52 يناير فقد حققوا لنا الحرية والكرامة.. لشعب مصر ولكن لم يتحقق لهم القصاص من القتلة حتي تستريح قلوبهم وتستقر وتهدأ نفوسهم وصدموا بما صدر من احكام علي من اتهموا بقتل ابناءهم!.. اما من يتاجرون بدماء الشهداء ويزايدون عليهم من القوي السياسية والمؤسسات بهدف كسب شعبية لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية خلال هذه الفترة اقول لهم ارفعوا ايديكم عن الشهداء الابرار الاطهار وكفاكم مزايدة بهم وبالثورة واعملوا خيرا او اصمتوا اعتقد ان الوضع الحالي اسوأ من وضعنا عليه عام 76 الذي وحدنا جميعا ضد العدو الاسرائيلي وحققنا القصاص بعد 6 سنوات فقط، اما ما نحن فيه فهو شيء محزن بسبب تطاحن القوي السياسية والتيارات والمرشحين الثوار الذين بممارساتهم بعد الثورة ابعدونا عن تحقيق اهداف الثورة!. عن نفسي لا احب ان اتذكر هذه الايام واظن ان كل من فقد عزيزا في الحرب لديه نفس الشعور، ولكننا يجب ان نتذكرها رغما عنا نتذكرها بغضب لا لكي نبكي دائما بل لكي نتخذ من هذه الذكري دافعا للحفاظ علي ما حققه لنا شهداء ثورة 52 يناير. السعادة للجميع وسط الاحداث والتظاهرات والازمات السياسية التي تعيشها مصر في هذه المرحلة والبرامج السياسية والمؤتمرات والشد والجذب في برامج الاذاعة والتليفزيون والفضائيات وصدي الاحكام القضائية علي قتلة المتظاهرين، اذا باعلان في الاذاعة بصوت قوي ومميز وكأنك تسمع بيانا سياسيا مهما جدا تكرر عدة مرات وجاء فيه: قررت شركة فايزر للادوية انها تعلن تخفيض سعر قرص الفياجرا من 72 جنيها الي عشرة جنيهات فقط تنفيذا لقرارات وزارة الصحة وحذر الاعلان من اي عمليات غش مؤكدا علي ضرورة وجود العلامة المائية علي علبة الفياجرا الاصلية!!. وتكرر هذا الاعلان عدة مرات وسط موجة البرامج ونشرات الاخبار ويبدو ان ذلك قد تم بجهود من وزارة الصحة دعما للجهود المبذولة لرأب الصدع والتوافق العاطفي بين عنصري المجتمع. وقد قطع المعلن بث موجات الاذاعة المصرية ليزف الي شعبنا الوفي الآبي الخالد هذه البشري التي من شأنها ان ترفع رؤوسا وان تحافظ علي شوارب، وان تنقذ كرامة بعض الطوائف التي جاء هذا الاكتشاف الدوائي لكي يبعث فيها روح الامل.. وبهذه البشري تكتمل بعض جوانب المشهد العبثي، ولعل التخفيض الذي اصاب الفياجرا هو حيلة مبتكرة من وزارة الصحة لكي تعيد الرجال الي بيوتهم موفوري العافية، فلا سبيل الي اغرائهم بالعودة غير هذا الضمان وهو ان تظل الكرامة محفوظة والشوارب مشرعة وذلك مع احترامنا لكل الاطياف التي هجرت المنازل، لكن يبقي في النفس سؤال وهو: ما موقف التيار المتشدد بعد استخدام هذه الحبوب، التي وظيفتها الاصلية هي التشدد وعدم الارتخاء، وعدم قبول الحلول الوسط، وانما السير في الطريق الي نهايته!. تلك والله بعض من طرافة المشهد المصري الذي لم يفقد حسه الفكاهي طوال الفترة الماضية.. علي سبيل المثال ورغم الازمة السياسية الخانقة التي اصابت وجدان كل مصري الا ان احد الشباب كتب علي الفيس بوك.. لماذا انتخب الاخوان فأجلب النكد الي نفسي والي اهلي.. سوف انتخب شفيق فأجلب النكد الي نفسي والي اهلي والي الاخوان!. مع كامل اعتذارنا واحترامنا لكل الاراء المتصارعة والمتشددة.. فما اردنا الا ان نهون علي انفسنا بهذا الحديث بعضا من متاعب الازمة السياسية التي تأخذ بخناقنا. حفظ الله الوطن وحفظ وزارة صحة الوطن التي تنظر بعين العطف والرعاية للباحثين عن السعادة، ونتمني ان تبذل نفس المجهود لخفض اسعار ادوية علاج امراض السرطان وفيروس سي والفشل الكلوي والضغط والسكر لان اغلب المرضي لا يجدون ما يشترون به هذه الادوية التي ارتفعت اسعارها بصورة غير محتملة وقانا الله شر المرض وان يدخل الرحمة في قلوب مسئولي وزارة الصحة. فرح أسطوري في ظل حالة الغضب السائدة في الشارع السكندري وسوء الأحوال الاقتصادية والمطالبة برفع الحد الأدني للأجور شهدت الاسكندرية حفل زفاف »اسطوري« يوم السبت الماضي لم تشهده من قبل، كان الحفل لابنة سحر طلعت مصطفي وتدعي »مولي« علي أحد الفرنسيين غير المعروفين للمجتمع السكندري والذي تعرفت عليه الفتاة في الخارج.. وبالرغم من ان خال العروس أحد أقطاب الحزب الوطني المنحل المهندس طارق طلعت مصطفي عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب لم يشارك في الحفل لسفره للخارج بينما يقضي خال العروس الثاني هشام طلعت مصطفي عقوبة السجن في قضية المطربة سوزان تميم إلا أن أسرة العروس أصرت علي الزفاف ليكون حديث الاسكندرية بتكاليفه التي اقتربت من 05 مليون جنيه. حفل زفاف »مولي 12 سنة« وهي نجلة سحر طلعت مصطفي عضو المجلس المحلي السابق عن الحزب الوطني المنحل من زوجها الأول الذي توفي في حادث.. أقيم علي مساحة 2 فدان بعرض الشاطئ المخصص لفندق الفورسيزون الذي تملكه الأسرة وبلغ عدد المدعوين ما يقرب من ألفي مدعو سواء من فلول الحزب الوطني من أعضاء المجلس المحلي السابق ومن أعضاء الجهاز التنفيذي بالمحافظة أو المسئولين السابقين علي رأسهم اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية السابق ومحافظ قنا حالياً واللواء خيري حماد السكرتير العام للمحافظة وغيرهم. العرس الباذخ الثراء تم إقامته علي مسرح خشبي بطول الشاطئ حتي لا يجلس الضيوف علي الرمال وتغطيته بالسجاد الفاخر بعد الاستعانة بكبار مهندسي الديكور بتكلفة تصل إلي 5 ملايين جنيه وتم استيراد ورد الأوركيد من هولندا بواسطة طائرة بألوانه المختلفة الأحمر والأصفر والبرتقالي والأسود والكحلي بتكلفة تصل إلي 005 ألف دولار تقريبا حيث يبلغ ثمن فرع الورد الواحد مايقرب من 006 جنيه لندرته ورائحته النفاذة كما تم بناء شبكة اعلي منطقة العرس تطل منها مجموعات من الزهور وكان المدعوون يجلسون في خيمة من الزهور بعد وضع ستائر شفافة لاخفاء معالم العرس عن المواطنين. استعانت اسرة العروس التي قامت بتنظيم الحفل ب 0051 بودي جارد من الاحجام الضخمة بالبدل السوداء لتأمين العرس من الشاطيء ومن الكورنيش خوفا من الثوار الذين لم يعلموا بالحفل وموعده لتظاهرهم بوسط الاسكندرية. كما تم توريع اضاءة الليزر بألوان مختلفة طوال الحفل من خلال مهندس اضاءة واجهزة خاصة تم استيرادها من فرنسا بالاضاة الي الصواريخ التي بلغت تكلفتها 2 مليون جنيه والتي انطلقت طوال حفل العرس الذي استمر حتي الصباح بأشكال لم تظهر بمصر حتي الآن ولأن »العريس« أجنبي فقد تم الاستعانة بأربع فرق اوروبية شهيرة قامت بإحياء الحفل وظل العريس يرقص طوال الوقت وكان لظهور العروس مفاجأة في نفوس الحضور حيث حضرت بلانش »خاص من البحر لتستقل« »اسانسير« ثم بناؤه علي ارتفاع 53 مترا تقريبا من خلال برج أقيم بوسط القاعة تنزل منه العروس قبل ان تحيي الحضور من اعلي ويتردد ان تكلفة البرح بلغت مليون جنيه ونصف المليون تقريبا حيث تصعد العروس بأسانسير من الخلف وتنزل بسلم من الامام. ولعل الاغرب كان مع وجود مجموعات متدينة من افراد الاسرة بملابسهم الفضفاضة وذقونهم الطويلة حيث من المعروف ان خال العروس هاني طلعت مصطفي من الاعضاء المؤسسين لحزب الحرية والعدالة بالاسكندرية واكبر المتبرعين للحزب تم توزيع شمعة طولها 51 سم تقريبا في علبة انيقة وضع عليها اسم العروسين كهدية لكل مدعو. واللافت للنظر بخلاف عدم ارتداء العروس للطرحة البيضاء المعهودة هي استعانة الاسرة بمصورين من لبنان وخبراء تجميل لبنانيين بخلاف مصممي الازياء العالميين. أما حديث الحضور فكان بوفيه العرس الذي أقيم بطول الشاطيء وضم جميع انواع اللحوم والخراف المعلقة وجميع انواع الاسماك واشجار للجمبري وتم استيراد اسماء التونة والسلامون من النرويج والتورتات والحلويات والشيكولاتة المختلفة الانواع من فرنسا بخلاف الآيس كريم المستورد المتعدد الأنواع والأغرب هو الاستعانة »بشيفات« من جميع انحاء العالم لتقديم بوفيه خاص بهم ويقف كل »شيف« بجوار مأكولاته سواء من صيني او ايطالي او فرنسي بخلاف الطعام المصري وغيره. وفي الوقت الذي يطالب اعضاء حزب الحرية والعدالة بإعادة محاكمة مبارك رغم ان ذلك غير قانوني ويعلمون هذا جيدا ولكنهم يعزفون علي اوتار الشعب الغلبان من اجل كسب تعاطفه في الانتخابات الرئاسية بدليل قيام وفد من البرلمان من 091 شخصاً للسفر للسعودية من اجل الدفاع عن الجيزاوي المتهم في الاتجار بالمخدرات ولانهم علي ثقة من ادانته فقد طلبوا العفو من الملك حتي يحللوا الهدايا التي حصلوا عليها خلال الرحلة التي اساءت لمصر كلها! اضافة صحفية في الوقت الذي تواجه فيه الصحافة المكتوبة من التحديات التي تهدد مستقبلها والمتمثلة في الصحافة الالكترونية والفضائيات والإذاعات والأزمات المالية والتقدم التكنولوجي تصدر صحيفة الوطن لتؤكد علي قدرة الصحافة المكتوبة علي مواجهة كل وسائل الاعلام وأنه مازال أمام الصحافة الورقية سنوات طوال قبل أن تستطيع أي وسيلة إعلامية جديدة أن تحسم السباق لصالحها. جريدة الوطن إضافة صحفية جديدة بمضمونها التحريري وانفراداتها المتميزة وشكلها الجذاب المختلف.. تهنئة قلبية للزميل مجدي الجلاد رئيس التحرير وفريق العمل المتميز الذي يشاركه العمل والنجاح في نافذة واسعة يطل منها القارئ علي كل الآراء والأخبار والموضوعات الصحفية الجريئة. قرد.. وليس قرضاً! حكاية غريبة سمعتها من صديق أثق فيه قال لي: تقدم أحد الشباب إلي إحدي المؤسسات التي تقدم قروضاً للشباب وهو من خريجي الجامعات كتب يقول: أطلب »قرد« قيمته عشرون ألف جنيه ثم ذكر أسباب »القرد« (لإقامة المشروع) استدعاه مدير المؤسسة وطلب منه أن يكتب دراسة جدوي اقتصادية في صفحة واحدة للمشروع المقترح حتي يمكن تقديمها ضمن الأوراق المطلوبة. وكانت الصاعقة عندما كرر خريج الجامعة كلمة »قرد« وليس قرضاً أكثر من مرة في صفحة واحدة. بلاش.. سمعت أحد المذيعين يسأل شاباً صغيراً حاصلاً علي الثانوية العامة.. ما هو حاصل ضرب 2*03 رد الشاب الحاصل علي الثانوية العامة تساوي 23 كرر المذيع المذهول السؤال وكان الجواب 2*03=23 في كل مرة!! العيب ليس في خريج الجامعة والطالب الحاصل علي الثانوية العامة.. العيب كل العيب في نظام التعليم في مصر والذين صدعونا من تطوير التعليم سنوات طوال ولكن لم يتطور شيء إلا إلغاء نظام الثانوية العامة ثم إعادته بنظام العامين ثم عام واحد وقبل ذلك إلغاء العام السادس في المرحلة الابتدائية ثم إعادته وهكذا وكأننا نلعب استغماية وفي النهاية يقدم لنا نظام تعليمي مشوه لا يفي باحتياجات البلد ولا يساهم في التقدم العلمي الذي نحلم به دون أن نقدم له أية استحقاقات! لوجه الله والوطن! لمن يبحثون عن القدوة، القدوة موجودة ولها بصمات واضحة في العمل التطوعي لمن يبتغون وجه الله والوطن، ولكني أخشي من البعض الذي امتهن مهنة العمل التطوعي المريح.. نفسي أشوف جمعيات تقف خلف أعمال ضخمة مثل جمعية رسالة التي تقدم عملاً تطوعياً مهولاً يجري منذ عدة سنوات بلا دعاية ولا طنطنة ولا هم من المتزمتين ولا من فئات المتشنجين ولا رافعي الشعارات ولا وراءهم سياسة وسرقة ولا أمامهم أهداف مخطوطة وإنما استطاعوا خلال هذه المدة القياسية أن يحققوا ما يشبه المعجزة.. هي جمعية أهلية نستطيع أن نباهي بها العالم، يقوم علي العمل بها شباب نقي صادق، شباب غير أي شباب يقومون علي خدمة أضعف فئات المجتمع. الكثير من الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني والتي يفوق عددها عشرات الآلاف، أكثرها أسماء فقط مثل الكثير من الأحزاب السياسية تتمتع بتسهيلات وتيسيرات لا تعد لكنها لا تقدم شيئاً، وتحصل علي حصص من تأشيرات الحج والعمرة وتصاريح إقامة أكشاك وإعفاءات ضريبية علي الحفلات والسهرات وإصدار الصحف والنشرات وجميع التبرعات والمساعدات وإعفاء الإعلانات من الضرائب والمبيعات والحصول علي الأراضي المجانية والتعاونية والمقابر!! وبلاش الجمعيات الحكومية الرسمية التي تنشأ إكراماً لشخصيات معينة من المسئولين أصحاب المناصب والتي بمجرد اختفائهم تختفي الجمعية الديكورية وتظهر المخالفات! عبقريات السابقين! لا أدري السبب في ظهور عبقرية بعض المسئولين بعد أن يتركوا مناصبهم! فهناك مسئولون عرفناهم أثناء وجودهم في مواقعهم يعجزون أمام أتفه المشاكل، يعتبرون الممكن مستحيلاً ويصورون إنجازات الذين سبقوهم علي أنها خطايا وكوارث، وإخفاقاتهم علي أنها منجزات غير مسبوقة، ويركزون في كل أحاديثهم علي أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان.. ثم يتركون مناصبهم، وتمر الأيام ويراهنون علي أن ذاكرة الناس ضعيفة ويرتدون رداء الخبراء ويأخذون في إطلاق التصريحات عن الحلول العبقرية لمشاكل تفاقمت في عودهم، وعن كيفية تحقيق أفكار وضعوها عندما كانوا في مواقعهم كانت غير واقعية ومستحيلة التنفيذ. أتمني أن يكف الذين فشلوا في مواقعهم عن صرف روشتات النجاح و»يخلوا الطابق مستور«!