محمد أبوذكرى محاكمة القرن.. قرن الفيل.. قرن الخرتيت.. قرن غزال رشق في قلب كل إنسان مصري.. إنسان بسيط.. كان يحلم بالعدل.. بالقصاص ممن ظلمه.. وسرقه. ونهبه.. وقتله.. وسحله.. وجرَّف ارضه وعقله! هذا الانسان.. جاءته الطعنة من منصة القضاء.. عين القضاء هذه المرة لم تكن عمياء.. عمياء فقط علي البسطاء.. أصابها الحول.. الخرس.. الصمم.. والنوم في بحر الظلمات - ظلمات فوق ظلمات. الكل كان ينتظر قولة الحق.. القول الفصل.. كلام الله الجاد.. الصادق.. تحول الي باطل.. تبدل من الجد الي الهزل.. ومن الصدق.. الي الكذب.. ومن الصفاء والنقاء.. الي سواد القلوب.. وعمي الابصار.. والبصيرة!!. جاءتنا الحرية.. بثمن غال نفيس.. جاءتنا بدماء شهداء مصر.. إلا أن أنياب شياطين الانس.. ظهرت.. لتعبث.. وتمرح.. وتستهزء بهم.. خليهم يتسلوا.. لعبوا من خلف الستار.. لعبوا بالنار.. يريدون الحفاظ علي ولي النعم وأعوانه.. يريدون الفرار.. ولكن تبقي عين الله العزيز الجبار.. القهار.. تعلم خائنة اعين الشياطين من البشر.. وما تخفي صدورهم من اسرار.. وفور صدور الحكم.. وصدور القرار.. هامت وجوه المصريين.. هاجت.. ماجت.. صدور المصريين اصبحت تغلي في القدور.. تغلي بلا ماء.. تسكن أرضا ظالمة بلا سماء.. تدعو من قلوبها علي الشياطين والظالمين.. ولكن هيهات.. قلوب الشياطين لا تعرف الموت ولا الحساب ولا العقاب.. مازالوا يمكرون.. يخططون.. ينفذون المؤامرة.. بكل دقة وحرفنة.. يحسدهم عليها ابالسة الجن.. وتجعل العاقل يجن.. الايام تمر.. والقادم أدهي وامر!!. ويا سبحان الله.. في نفس توقيت المحاكمة بالضبط.. جاءت اشارة صغيرة من السماء.. السماء غاضبة.. تغلي هي الاخري.. تعلن عن زالزال.. تغضب لدم الانسان.. دم الشهداء.. تقول لا لإراقة الدماء.. ففي الوقت الذي كان يتلو فيه المستشار الحكم.. بكل ثقة واقتدار.. يأتينا الخبر الخطير.. الصغير.. المنزوي في صفحات الجرائد والعقل والضمير.. هزة ارضية في رأس محمد.. قرب شرم الشيخ.. تم الاعلان عنه في نفس توقيت الحكم علي آخر فراعين مصر.. شرم الشيخ تئن.. صاحب العرش كان يهرب اليها دائما.،. كانت جنته علي الارض.. كان قبلته.. قلعته المحصنة.. بروجها مشيدة.. حراستها مشددة. اشارة السماء جاءت من قلبها.. الفرعون.. صاحب محاكمة القرن.. وضعه الله ذات يوم في اختبار.. اخذ من احضانه حفيده. أعز الولد.. براءة طفل.. البراءة دائما تهرب من وحوش الغابة.. تذهب الي بارئها.. تذهب راضية مرضية.. الاختبار كان قاسيا.. مميتا.. مؤلما.. ابكي أهل مصر الطيبين.. عاطفة جياشة.. قلوب حساسة.. تعرف قدسية الموت.. رهبة الموت.. عظمة الموت.. وعندما جاء الاختبار الأعظم.. ليحمي نفسه وأعونه.. أراق بيديه دماء الشهداء.. لم يرمش له جفن.. لم تسقط من عينيه دمعة.. لم يعترف بالخطأ في حق من وضعوه علي العرش. . مازال يحمل مفاتيح براءته.. براءته الكاذبة.. صبغة شعره الاسود.. وقلبه الاسود. ومكياجه في أرزل العمر.. قلبه قاسي.. عاصي.. بل أشد قسوة من الحجر!. البراءة للجميع.. والقراءة كانت ايضا للجميع. الرغيف قبل القراءة احيانا- صاحبة العصمة.. الكلمة.. العزبة.. اخذتنا الي التيه والتوهان.. لترتقي علي اجسادنا- لتنال جائزة السلام. حمامة السلام.. الجمل برك من زمان. من عشرين سنة بالتمام والكمال..، وزوجة الجمل. عايزة الولد. أنا أم الولد.. فليعبد الشياطين الولد.. جمال من الجمل. جمال حبيب الملايين.. ملايين رجال المال والاعمال.. كانوا يريدون عودتنا الي حظيرة اللطافة.. الهيافة.. عملوا للشعب كباري. ومع الكباري مصر اصبحت تشرب من ماء المجاري. تسكن الحواري.. مصر عطشانه لشربة ماء.. شرقانة والنيل سراب.. شعب مصر عطشان.. ماشي يقول ماء.. ماء.. ماء!. واليكم هذا البيان الهام.. النائب الهمام.. رأي في المنام.. انه واجب عليه ان يأخذ طعنة قرن الغزال من صدور الشعب الغلبان.. ليطعن بها علي الحكم.. يردها إليهم.. بكل شجاعة.. دون تقصير أو لكاعة..، الدفاتر دفاترنا.. والعزبة عزبتنا.. والعمدة عمدتنا. وولي نعمتنا.. وكله تمام.. وسمعني احلي سلام.. أفوتكم في غفله!.