علي رصيف المحطة, وقفت ورد لتودع حبيبها حسن قبل الرحيل. وقفت هناك.. ولم تتحرك بعد ذلك ثانية. وقفتها المتسمرة تلك دفعت ببطل الرواية في رحلة من مدينته الصغيرة إلي القاهرة التي تغلي من شدة القهر. ورغما عنه يهجر براءته ويدخل إلي عالمها المليء بالقسوة والصراع لحافة الموت, ينتقل من الأحياء العشوائية إلي ضواحي القاهرة الفخمة التي يحتمي سكانها خلف الأسوار, من الجامعة حتي السجون المكتظة بكل أنواع البشر كبطن الحوت, يشاهد كيف تموت البراءة ويسحق الإنسان ويظهر أسوأ ما فيه من خصال, هل يستطيع علي أن يبقي متمسكا برمق الصدق الأخير؟ وكعادته, يبرع محمد المنسي قنديل هنا في تصوير أدق خلجات النفس, وأكثرها شفافية وتعقيدا, بلغة شاعرية تزاوج بين الواقع والحلم, فيقدم لنا مدينة حبلي بكل عوامل الثورة وتوشك علي الانفجار بينما ينتظر أناسها البعث الجديد. محمد المنسي قنديل, روائي مصري, ولد في المحلة الكبري عام.1949 تخرج في كلية طب المنصورة عام1975, ولكنه انشغل بإعادة كتابة التراث فاعتزل الطب وتفرغ للكتابة. صدرت له عدة روايات ومجموعات قصصية فضلا عن بعض الكتب, ومن أعماله قمر علي سمرقند, يوم غائم في البر الغربي, عشاء برفقة عائشة, انكسار الروح, تفاصيل الشجن في وقائع الزمن. صدرت عن دار الشروق