رجاء النمر لأنني أعلم أنه لا تعليق علي أحكام القضاء فلن أتحدث عن الاحكام الصادرة من المستشار الجليل أحمد رفعت في قضية القرن.. إلا انني استطيع ان اقول اشياء لا تتعلق بالحكم ذاته. اشفقت كثيرا علي هيئة المحكمة برئاسة المستشار رفعت وتصورت ان الاسبوع الأخير قبل النطق بالحكم كان اصعب أيام مرت عليهم جميعا.. فمشاعر المصريين وقلوبهم وعقولهم وعلومهم.. المواطن العادي والمثقف، والأمي.. الفلاح وساكن المدينة، والصحراء، حتي الأطفال، تعلقت أعينهم بفم المستشار رفعت حتي نطق الحكم وأغلق أوراقه وترك القاعة. كل من ثكلت ابنها أو استشهد أخ لها أو سقط صديق له بين يديه، أو ترملت وأصبحت في الدنيا وحيدة تصارع الحياة وتواجهها بدون زوج.. كل هؤلاء وغيرهم يسألون من اذن قتل الأبناء؟ من صوب فوهة آلته الي صدور الشهداء، أو ضرب بعصاه رأس الصبي أو دهس بعجلات سيارته المصفحة الأولاد؟ تذكروا معي الضغط الشعبي والخُطب الصماء للقوي السياسية والأحزاب مطالبين بسرعة احالة المتهمين للمحاكمة الجنائية.. تذكروا الأقوال التي كانت تؤكد ان البطء في احالة المتهمين يرجع إلي رغبة الدولة في تهريب المتهمين أو تهريب أموالهم، أو ترتيب الأوراق للحكم بالبراءة.. كل ما سمعناه كان صراخا بأن ابدأوا في المحاكمة فورا.. والنتيجة: نقص الادلة بسبب الاستعجال.. وأحكام غير مرضية. مثل هذه القضايا تحتاج متسعا من الوقت يسمح بترتيب الادلة والأوراق، حتي تتقدم النيابة بدلائل اتهام »ما تخرش الميه«. يا تري من سيستطيع من المرشحين »مرسي وشفيق« اللعب بورقة الحكم لاستقطاب أصوات الناخبين، خاصة بعد ان أعلن مرسي قبل صدور الحكم بأنه سيبقي مبارك في السجن مدي الحياة.. فهل يقصد مرسي انه باق في الحكم مدي الحياة؟ الحقيقة ان المصريين يأملون في بقاء أي رئيس جمهورية أربع سنوات فقط، فإن أفلح وأظهر براعته في الحكم تكون ثماني سنوات »فقط«. بعض الجماعات اياها تحذر من استخدام العنف المسلح للقصاص للشهداء.. والكلام معناه تحريض لا تحذير. وأخيرا اذكر نفسي واذكركم ان العدل أساس الملك، وان الملك لله وحده لا شريك له.