يا سبحان الله اما آن لهذا الوطن أن يلتئم شمله وتزول عتمة الليل الطويل الكامنة فوق صدره من الفوضي والفرقة بين ابنائه وقد تعشمنا خيرا في انتخابات الرئاسة لتكون آخر مشوار المعاناة لتتحد الأمة وراء رئيس يبدأ معه الشعب مهمة انقاذ الوطن وبناء الدولة الجديدة ولكن للأسف جاءت نتيجة المرحلة من انتخابات الرئاسة لتحدث زلزالا في جذور وحدة الشعب المصري، فالنتيجة لم تلق رضا من أغلبية واضحة، فئة راضية بالدكتور محمد مرسي واخري بأحمد شفيق وبينهما تيار اكبر غير راض عن الاثنين وهناك تيار رابع وهو الاكبر والاهم من اعضاء حزب الكنبة والرافضين المشاركة في العملية السياسية حتي الآن ويبلغ تعدادهم ما يقرب من 52 مليون نسمة، ودخلنا في مشاحنات ومهاترات ومقايضات وبعض اعمال العنف والمواقف متباعدة اكثر بين كل الاطراف والقوي التي تطلق علي نفسها ثورية تمارس جميع الضغوط علي معسكري الاخوان وشفيق لنيل اكبر المكاسب منهما مقابل الدخول في تحالف لمنح الاصوات وقد زادت هذه الدوامة من المواقف الضبابية من حالة الاحباط لدي قطاع كبير من الناخبين كما بدأت تزداد الدعاوي لمقاطعة الانتخابات للخوف من وصول احد المرشحين لمنصب الرئاسة والي ان تفصل المحكمة الدستورية في دستورية قانون العزل، فالأجواء مهيئة لمزيد من المشاحنات لا يعلم احد الي اي مدي يمكن ان تصل بالبلاد لطريق مجهول وفي ظل كل هذه المتناقضات والآراء المضادة فقد تأكدت حقيقة واحدة وهي ان الرئيس القادم ايا كان هو فسيأتي الي منصبه وليس وراءه اجماع او اقتناع من غالبية المصريين وبالتالي ضاعت نصف جهوده ونصف تركيزه علي الاقل لمواجهة ما سيثيره معارضوه من مشاكل وازمات بدلا من ان يتفرغ كاملا للمهمة الصعبة في بناء الدولة والخاسر في هذه الحالة طبعا مصر التي طال ليلها ولا يعرف احد متي تشرق شمسها!.