صبرى غنىم كون أن يدخل مرشح الاخوان الدكتور محمد مرسي انتخابات الاعادة، معناه أن الشارع المصري لم يحقق أحلامهم ليفوز بكرسي الرئاسة من الجولة الاولي .. وكون أن يحدث الفريق احمد شفيق المفاجأة ويحقق هذه الأصوات الهائلة ، معناه أن الأغلبية الصامتة خرجت عن صمتها وأعطت أصواتها لمن رأته الأصلح كرجل دولة .. .. وعلي الرغم من أن المعركة لم تكن متكافئة بين مرسي وبين شفيق علي إعتبار أن الأول خاض الانتخابات مدعوما بأصوات الاخوان والسلفيين والجماعة الاسلامية.. والثاني خاضها بمفرده علي اعتبار أنه مستقل لا تسانده جماعة ولايسانده حزب لأنه لم يكن في يوم ما عضوا لا في الحزب الوطني المنحل .. ولا في حزب من أحزاب المعارضة.. ومع ذلك استطاع أن ينزع هذه الاصوات من الاغلبية الصامتة التي كان لها موقف من فوضي مليونيات التحرير رغم تأييد هذه الأغلبية للثورة وللثوار.. - هم يرون أن تأييدهم " لشفيق " ليس ضد الثورة. ولكنه للاستقرار والأمن.. وكما أيدوا " شفيق " أيدوا حمدين صباحي علي اعتبار أنه صاحب تاريخ ويسبق " شفيق " في العمل الوطني مع أن مواقفه الثورية ضد نظام مبارك كانت تؤهله للدخول في المنافسة.. وكون أن الحظ لم يحالفه فلن يتخلوا عن مساندة شفيق .. .. وأنا معهم في هذا الرأي .. لأن الشهادة لله أن " حمدين صباحي " كان المرشح الوحيد بين المرشحين الذي قال لمبارك " يا ديكتاتور .." وهو الوحيد الذي قاد أكثر من مظاهرة ضد نظام مبارك . .. من حق الأغلبية الصامتة أن تعطي " شفيق " .. كما أعطت حمدين .. وكون أن حمدين تعرض لتكتيكات من التيارات الاسلامية حقدا منهم علي التفاف الثوار حوله .. فهو نفس الحقد الذي يتعرض له " شفيق " بسبب محبة الشارع المصري له ، رغم أن الشرفاء الذين التفوا حوله لم يعرفهم بالاسم ولم يلتق معهم إلا من خلال الصندوق الانتخابي يوم أن أعطوه أصواتهم بواقع من ضمائرهم.. - وإذا كان لنا أن نفخر بالمناضل حمدين صباحي علي اعتبار أنه كان في الصدارة .. فيكفي أنه يعتبر نفسه جند وأن الشعب هو قائده .. هذا المفهوم لم يكن وليد الثورة .. ولكنه كان هو مفهومه في ثورته علي النظام وهو في أوج عظمته وغرور حاكمه .. فالمصريون علي علم بتاريخ المناضل حمدين صباحي ضد نظام مبارك .. وقد تحضرني الذاكرة بالمظاهرة التي قادها الي مجلس الدولة في أعقاب تزوير الانتخابات البرلمانية أيام النظام وكان يطالب ببطلان برلمان احمد عز .. لم يسلم من تكتيكات الأمن .. ومؤامرات الظلام يوم أن حاولوا قتله بإطلاق سيارة مجهولة عليه .. ولم يهتز إيمانه .. وظل يناضل حتي سقط النظام .. ويبقي حمدين عنوانا للنضال ضد الظلم .. مع أنني كنت أتمني أن يكون في دائرة المنافسين .. - أعتقد بعد نضال حمدين .. من حقنا أن نفخر بالمقاتل احمد شفيق وهو أحد أبطالنا في النسور الجوية التي خاضت حرب اكتوبر وكانت صواريخه نارا علي إسرائيل .. لقد رأي الموت بعينه في أكثر من عملية إنتحارية فدائية لاستعادة الأرض التي كانت لنا مثل العرض .. ألا يحق له بعد هذا أن يكون منافسا علي قيادة هذا البلد.. لماذا نتعامل معه علي أنه من بقايا نظام مبارك مع أنه كان موظفا بدرجة وزير.. وضعه هو وضع الدكتور عصام شرف الذي كان وزيرا في عصر مبارك.. ثم عضوا في أمانة السياسات .. ومع ذلك اختاره الثوار ليرأس أول حكومة ثورة .. لم يحاسبوه عن عمله كوزير سابق في نظام مبارك لأن عمله كوزير لم يسقط عنه وطنيته أو إنتماءه للوطن .. فلماذا لا يكون تعاملنا مع " شفيق " بتاريخه كأحد مقاتلي حرب اكتوبر الذين دافعوا عن كرامة هذا البلد.. فكونه أن يخوض المعركة بلا حزب أو جماعة تسانده .. فأعتقد أن أصوات الشرفاء هي التي سوف تسانده .. فقد تكون نفس الاصوات التي وقفت بشرف مع المناضل الثوري حمدين صباحي .. وقد تكون الأصوات التي خرجت وهي تؤيد عمرو موسي تطالب بمدنية الدولة.. فقد كان عمرو حلما لكثيرين.. وكان من حق مؤيديه أن يفخروا به كرجل وطني تعرض لغيرة المغرور.. يوم أن زادت شعبيته أيام النظام وغني له شعبان عبدالرحيم .. فغار منه الديكتاتور .. وكان من نصيبه أن يترك كرسي الوزارة ليصبح أمينا عاما لجامعة الدول العربية .. وإذا كان الحظ لم يحالفه.. فيكفي أن يجد من يحقق للمصريين أحلامهم في أن يكون الحكم في مصر مدنيا وليس اسلاميا عند مساندتهم لشفيق.. - علي أي حال.. لم يعد أحد وصيا علي أحد .. فاتركونا من نغمة الأحزاب والائتلافات والتيارات التي تعطي أوامرها.. فلن تكون هناك توجيهات بعدم التصويت لفلان.. أو إعطاء فلان.. فالشعب أذكي من أن يكون ولاؤه لرئيس حزب أو جماعة أو ائتلاف.. وقد كشفت الانتخابات بالمفاجآت التي أعلنتها صناديق الانتخابات .. صحيح لم يتوقع أحد الاكتساح الذي حققه " شفيق " رغم أنه لا يتبع حزبا من الاحزاب وأن جميع الائتلافات كانت ضده.. ومع ذلك رأينا النتيجة.. - وإذا كان الاخوان قد كانوا يتوقعون فوز مرشحهم من الجولة الاولي.. ظنا منهم أنهم قادرون علي السيطرة علي ارادة الجماهير.. فقد خاب ظنهم.. بعد أن أدرك الشعب نيتهم في التكويش علي الحكم.. فلو أن الاخوان لم يتعجلوا واكتفوا بالبرلمان فقد كان أفضل لهم لأن الذي سيأتي رئيسا لن يخلد في منصبه.. فالأشخاص زائلون ولن يأتي إلا الأصلح.. ويكفي أن الشعب حدد مدة الرئاسة بعد أن كانت ممتدة الي الابد .. لذلك أدعو الشرفاء بأن يحتكموا الي صوت العقل ودعونا من التعصبات التي تعيدنا الي الخلف دور.