مصر العظيمة منذ فجر التاريخ وعلي مرّ آلاف السنوات، ستظل عظيمة دائما بفضل شعبها الحر وشبابها الطاهر الثائر الي آخر الزمان. مصر العظيمة التي فجرت الضمير للإنسانية وقدمت العلوم والفنون والفلك والطب والكيمياء قديما ستظل عظيمة بأبنائها المعاصرين مثل الدكتور احمد زويل، والدكتور مجدي يعقوب والاديب نجيب محفوظ وغيرهم.. مصر العظيمة التي قام شبابها بثورة شاملة علي الفساد والديكاتناتورية العنيدة في الخامس والعشرين من يناير 1102، ستظل عظيمة بثورة شبابها الذي لن يهدأ إلا إذا تحققت اهداف ثورته وأقام الدولة الديمقراطية والمجتمع المدني الحقيقي الذي يعرف حق المواطنة، ولا يفرق بين ابنائه ويؤمن ان الدين لله والوطن للجميع. مصر العظيمة الذي زارها في الماضي، منذ آلاف السنوات الفيلسوف أفلاطون صاحب نظرية المثل والمدينة الفاضلة والاكاديمية المعروفة، ودرس فيها وتعلم منها الكثير، وزارها أيضا هيرودوت أبوالتاريخ واعجبه خروج المرأة المصرية منذ القرن الخامس قبل الميلاد للعمل مع زوجها في الحقل، وكتب كتابا عبر فيه عن إعجابه بالمصريين ومجتمعهم بل ومزروعاتهم وفي هذا قال: »عجبت للمصريين كيف يمرضون ولديهم الخس والبصل والليمون« وزارها ايضا عالم الرياضيات فيثاغورث صاحب النظرية المعروفة واعترفوا جميعا بدراستهم وتعلمهم في مصر، مصر التي علمت هؤلاء منذ القدم وهم علماء وفلاسفة ومفكرين يونانيون معروفون ستظل عظيمة بأبنائها ورثة هذه الحضارة العريقة وحاملي الشعلة التي ستعيد حضارة مصر إلي سابق عهدها، ان شاء الله، لتبقي مصر عظيمة دائما. مصر العظيمة المتحضرة التي عرفت خلال تاريخها القديم خروج المرأة وعملها ومساواتها بالرجل تماما، بل وتفوقها في عملها كطبيبة فأصبحت رئيسة الاطباء »بيشيشت« أول طبيبة في التاريخ المدون في عهد الاسرة الخامسة واصبحت مستشارة للفرعون وكبيرة الكاهنات، بل ان مجرد إظهار عدم الاحترام للمرأة منذ آلاف السنوات في عصر الدولة المصرية القديمة يعني معارضة أسس ومعتقدات الدولة والوجود المطلق. مصر العظيمة هذه ستظل عظيمة بنسائها الفضليات ورائداتها في جميع المجالات مثل نبوبة موسي وهدي شعراوي وسيزا نبراوي وسميرة موسي أو أمينة السعيد وغيرهن.. ولن تفكر في العودة الي البيت والغاء عقلها وشخصيتها وانسانيتها لتكون مجرد جزء من أثاث البيت. مصر العظيمة بقادة فكرها المستنيرين.. الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي صاحب كتابي: »تخليص الابريز في تلخيص باريز« و»المرشد الامين للبنات والبنين« والشيخ الامام محمد عبده الذي نادي بتأويل النص حتي نصل إلي جوهر الدين، ومفكر الجيل أحمد لطفي السيد الذي ترجم لنا روائع الفكر اليوناني ومنها كتاب الفيلسوف أرسطو: السياسة وغيره ومحمد حسين هيكل أول من كتب القصة في مصر »زينب« وعميد الادب العربي الدكتور طه حسين صاحب الايام وفي الشعر الجاهلي، وسلامة موسي مفكر الشباب والقبطي الذي نادي بالاحتفال بألفية الازهر، وعباس محمود العقاد صاحب سلسلة العبقريات والمواقف السياسية الرائعة من اجل الديمقراطية، وعبدالقادر المازني المؤلف والمترجم الملتزم. وغير هؤلاء ممن تعتز وتتعظم بهم مصر. مصر العظيمة بفنانيها العمالقة يوسف وهبي، نجيب الريحاني وفاتن حمامة وكمال الشناوي وماجدة، وعبدالوارث عسر وسميحة أيوب وأم كلثوم والسيد درويش ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالمطلب ومحمد قنديل وغيرهم ستظل عظيمة بفنانيها الشباب الذين يعرفون أهمية الفن ودوره الكبير في بناء الانسان.