كرم سنارة أيام قليلة ويتحدد مصير الوطن.. لنرسم بأصواتنا وارادتنا ملامح المستقبل.. فنحن علي موعد مع يوم الاربعاء القادم لاختيار رئيسنا.. وهو اختيار يمثل في نفس الوقت الاختبار الحقيقي للوطنية ومدي تحمل المسئولية بهدف الانتقال بمصر من حالة الفوضي التي ارادها لها الانتهازيون وجماعات الثورة المضادة إلي الاستقرار وبر الأمان. اختيار رئيس مصر القادم يعكس أيضا الاختبار لمدي قدرتنا علي استدعاء المخزون الثقافي والحضاري لنتعامل به مع الانتخابات الرئاسية.. خاصة انها أول انتخابات تقررها الارادة الشعبية التي اشعلت ثورة 52 يناير.. وأول انتخابات تجعل الرئيس من اختيار الشعب لا مفروضاً عليه بعصا الديكتاتورية وسياط الاستبداد.. فهل سيكتب لنا النجاح في الاختبار؟ هل سنكون علي مستوي الحدث الاهم في حياة مصر أم سنظل أسري قوة وارادة انصار النظام السابق؟! يخطئ من يتصور ان ثورة 52 يناير تمثل -حتي الآن - نهاية عهد وبداية عهد جديد.. فالحقيقة التي يجب ادراكها أنها خلعت رأس النظام فقط.. بينما جسم النظام- بأطرافه - مازال موجودا ويحيا بيننا.. كل التغيير الذي طرأ عليه أنه انتقل من حالة الحركة الي حالة السكون!.. اما الانتخابات الرئاسية - حال نجاحها - ستكون الثمرة الحقيقية للثورة.. والبداية لعهد جديد.. عهد يحصل فيه الرئيس القادم علي اذن من المصريين بأن يحكمهم لا يتحكم فيهم.. يرعاهم ويعبر عنهم ويأخذ بهم من الشقاء إلي الرخاء ولا يتركهم فريسة لولده وعصابته ليسرقهم ويخطف اللقمة من افواه الفقراء فيزيد عدد الصوص المحظوظين علي حساب البائسين . ان يختار المصري رئيسه لأول مرة فهذا حدث القرن.. حدث تاريخي يجب ان نكون عل مستواه.. ونعي معناه ومغزاه.. ولاشك ان موقفنا من الانتخابات الرئاسية سيحمل الاجابة عن السؤال المطروح منذ بداية الثورة وحتي الآن: نكون.. او لا نكون؟ فنزاهتها وشفافيتها وانضباطها مسئولية كل المصريين وليس مسئولية الجهات الرسمية فقط.. لأن الناخب هو وحده القادر علي اختيار الاصلح.. وعلي الانتباه لمحاولات الخداع.. وهو أيضا من يملك رفض تأثير المال السياسي عليه.. لان بيعه لصوته اليوم يعني انه باع مستقبله.. هذا الناخب الذي انضم للجان الشعبية لحماية اهله ضد البلطجة والسرقة، مطالب الآن بالتصدي لأي محاولات بلطجة تسعي الي افساد عرس الانتخابات الرئاسية. ليست مبالغة ان الانتخابات الرئاسية لا تقل في اهميتها وخطورتها عن حرب أكتوبر 3791 فحرب اكتوبر حررت الارض.. ونجاح الانتخابات في اختيار أفضل المرشحين رئيسا لمصر يعني تحرير مصر من الفساد والفاسدين.. وهي مهمة يجب ان ننفذها وننجزها بكل اخلاص وهمة.. لأن »عواجيز الفرح« ارادوها فوضي طالما لم تتحقق كل مصالحهم الشخصية قبل مصلحة الوطن.. تعاملوا علي طريقة »فيها.. او نخفيها« إذا لم يسيطروا علي كل سلطات الدولة.. بل صاحوا وهتفوا قبل الاوان: »يسقط الرئيس القادم«! أقول لهم.. الرئيس السابق »بلاش تزعل من اللي خلعوك.. فكر في اللي بفسادهم ونفاقهم خدعوك«! جمال مبارك »الانتخابات الرئاسية تؤكد ان إعلام الوراثة الذي تحتفظ به مزور«! سوزان ثابت »زوجك مخلوع.. واللقب أيضا مخلوع.. لن توجد سيدة أولي في مصر بعدك«!