بعد ماشاهدته وسمعته في مؤتمر الإعلام الأفريقي التركي الذي نظمته باقتدار مديرية الإعلام في أنقرة برئاسة مراد كاراكايا وبرعاية بولانت أرينج نائب رئيس الوزراء التركي، أصبحت علي يقين بأن القضية بيننا وبين الأخوة الأفارقة تتجاوز بكثير المشاكل التي تطفو علي السطح بين الحين والآخر حول مياه النيل والسدود. ما سمعته من الزملاء الإعلاميين الأفارقة سواء في جلسات المؤتمر أو عبر الاتصال الشخصي يؤكد أنه حتي لو بدأت مصر من الآن التحرك الجاد نحو استعادة مكانتها في أفريقيا كما كان الأمر في عهد الرئيس عبد الناصر فإن الأمر يحتاج إلي جهد جهيد ليس فقط من وزارة الخارجية المصرية ولا من وزارة الموارد المائية، بل إن الأمر يتطلب وضع استراتيجية جديدة تماما للتعامل مع الأخوة الأفارقة، إذا كنا جادين فعلا في أن نجنب الأجيال القادمة مشقة البحث عن نقطة المياه ، أو أن نجنبهم الدخول في معارك للحفاظ علي حصة مصر من النيل خاصة وأن اللعب الإسرائيلي والصيني في عمق أفريقيا أصبح علي المكشوف ونحن مازلنا نائمين في العسل . العالم يتكالب علي الدخول إلي أفريقيا للاستفادة بثرواتها، ومن أجل بلوغ هذا الهدف فإن الغرب يقدم للأفارقة فروض الطاعة والولاء، وبعد أن كان ينظر إليهم باستعلاء أصبح يتودد إليهم بالمعونات وبرامج التدريب والمنح والبعثات.. لذلك فإنني لا أعيب علي تركيا اهتمامها باستضافة الإعلاميين الأفارقة، الذين وجدوا فيها ضالتهم فانطلقوا يبثون همومهم للمسئولين الأتراك الذين كانوا يستمعون لهم بكل اهتمام ويعدونهم بأن تركيا ستكون عند حسن الظن بها وتقف إلي جوارهم وتدعمهم. ومادمنا نحن نائمين غافلين غائبين يكون من العبث أن نتهم تركيا بأنها تسعي إلي تهميش الدور المصري.. وعلي رأي الأستاذ فهمي هويدي لأن تتمدد تركيا في أفريقيا أرحم كثيرا من أن تبرطع فيها إسرائيل !