موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    السيسي يوجه بزيادة الإنفاق على الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم    سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري بعد هبوطه عالميًا    وزير الإسكان يتفقد مشروع "سكن لكل المصريين" و"كوبري C3" بالعلمين الجديدة    خالد الغندور يكشف ردًا مفاجئًا من ناصر ماهر بشأن مركزه في الزمالك    100 عام على ميلاد هدى سلطان ست الحسن    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    7 شهداء فى غارة على ساحة المستشفى المعمدانى بمدينة غزة    وزير خارجية روسيا يبحث مع نظيريه التركي والمجري نتائج قمة ألاسكا    بدء تحرك شاحنات المساعدات لمعبر كرم أبو سالم تمهيدًا لدخولها إلى غزة    صربيا تشتعل، متظاهرون يشعلون النار بالمباني الحكومية ومقر الحزب الحاكم في فالييفو (فيديو)    سعر الذهب في مصر اليوم الأحد 17-8-2025 مع بداية التعاملات    الأهلي يعلن تفاصيل إصابة محمد علي بن رمضان لاعب الفريق    10 صور لتصرف غريب من حسام عبد المجيد في مباراة الزمالك والمقاولون العرب    خروج يانيك فيريرا من مستشفى الدفاع الجوى بعد إجرائه بعض الفحوصات الطبية    تامر عبد الحميد يوجه انتقادات قوية للزمالك بعد التعادل مع المقاولون العرب    مصرع سيدة وإصابة 9 آخرين فى حادث مرورى بين سيارة أجرة وتروسيكل بالإسكندرية    فرح يتحوّل إلى جنازة.. مصرع 4 شباب وإصابة آخرين خلال زفة عروسين بالأقصر    كانوا في زفة عريس.. مصرع وإصابة 6 أشخاص إثر حادث مروع بالأقصر    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 17 أغسطس 2025    "على نفقة المتعدي".. إزالة تعديات على شوارع مدينة الخارجة بالوادي الجديد- صور    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    أحمد الشرع: تقسيم سوريا مستحيل.. ومن يطالب به حالم وجاهل    رويترز: المقترح الروسي يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ويشترط اعتراف أمريكا بالسيادة على القرم    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث انقلاب دراجة بخارية بأسوان    أبطال واقعة "الليلة بكام"، قرار جديد ضد المتهمين بمطاردة طبيبة وأسرتها بالشرقية    موعد ومكان تشييع جنازة مدير التصوير تيمور تيمور ويسرا تعتذر عن عدم الحضور    تدق ناقوس الخطر، دراسة تكشف تأثير تناول الباراسيتامول أثناء الحمل على الخلايا العصبية للأطفال    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    منافسة بنكية ساخنة على رسوم تقسيط المشتريات تزامنًا مع فصل الصيف    في تبادل إطلاق النيران.. مصرع تاجر مخدرات بقنا    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    ملف يلا كورة.. تعثر الزمالك.. قرار فيفا ضد الأهلي.. وإصابة بن رمضان    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    لأول مرة بجامعة المنيا.. إصدار 20 شهادة معايرة للأجهزة الطبية بمستشفى الكبد والجهاز الهضمي    رئيس الأوبرا: واجهنا انتقادات لتقليص أيام مهرجان القلعة.. مش بأيدينا وسامحونا عن أي تقصير    توقعات الأبراج حظك اليوم الأحد 17 أغسطس 2025.. مفاجآت الحب والمال والعمل لكل برج    شهداء ومصابون في غارة للاحتلال وسط قطاع غزة    تعليق مثير فليك بعد فوز برشلونة على مايوركا    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    أول يوم «ملاحق الثانوية»: تداول امتحانات «العربي» و«الدين» على «جروبات الغش الإلكتروني»    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    مي عمر على البحر ونسرين طافش بفستان قصير.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    كيف تتعاملين مع الصحة النفسية للطفل ومواجهة مشكلاتها ؟    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    بريطانيا تحاكم عشرات الأشخاص لدعمهم حركة «فلسطين أكشن»    "عربي مكسر".. بودكاست على تليفزيون اليوم السابع مع باسم فؤاد.. فيديو    «زي النهارده».. وفاة العالم والمفكر أحمد مستجير 17 أغسطس 2006    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    حزن ودعوات| المئات يشيعون جثمان «شهيد العلم» في قنا    القائد العام للقوات المسلحة: المقاتل المصري أثبت جدارته لصون مقدرات الوطن وحماية حدوده    وزير الأوقاف: مسابقة "دولة التلاوة" لاكتشاف أصوات ذهبية تبهر العالم بتلاوة القرآن الكريم    الشيخ خالد الجندي: الإسلام دين شامل ينظم شؤون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى    الإصلاح والنهضة يواصل تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب عبر استمارة إلكترونية    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفقيه القانوني الدكتور حسام عيسي ..وقراءة في المشهد المصري:
عندما نضع مبارك وعصابته علي »البُرش« ستعود أموالنا المنهوبة والمُهربة
نشر في الأخبار يوم 13 - 05 - 2012


د. حسام عىسى أثناء حواره مع » الأخبار «
سأنتخب حمدين صباحي لأن برنامجه هو الأقرب للعدل الإجتماعي وأهداف ثورة يناير
أخطاء الإخوان تَجُبُ أخطاء المجلس العسكري ..وآداؤهم الحالي گارثي ومروع
نعيش ظاهرة
تحلل الدولة
علي گل الأصعدة.. والمجتمع يعيش
في فوضي عارمة
المشهد المصري ضبابي ومرتبك الي أبعد الحدود..ثورة تقاوم بشق الأنفس محاولات الإنقضاض عليها ..وشعب يكتم أنفاسه إنتظارا لأول إنتخابات تنافسية لإختيار رئيس للجمهورية من بين 13 مرشحا منهم مَن ينتمي للثورة ومنهم مَن يُحسَبُ علي نظام مبارك وعصره..هذه الإنتخابات هي الإستحقاق الأبرز بعد ولادة برلمان يري الكثيرون أنه لم يرتفع بعد الي اهداف ثورة 25 يناير أو يقترب منها..غير أن الإستحقاق الأهم يتمثل، دون أدني شك، في وضع دستور جديد يتوافق عليه الشعب ويتشارك في صياغته وتتجسد فيه روح الثورة ومبادؤها..فالبرلمان يتغير وكذلك الرئيس، اما الدستور فهو الثابت والدائم أو هكذا يجب أن يكون..ولأن تحديات المشهد ذات طبيعة سياسية وقانونية، سعينا الي أن يكون مَن نسعي إليه ونلتمس لديه الإجابات الشافية والإضاءات الكاشفة، هو الدكتور حسام عيسي استاذ القانون بجامعة عين شمس والمناضل الذي بشر بالثورة وحلم بها وشارك فيها ولا يزال يجاهد لإنقاذها من مخططات أعداء الداخل والخارج..
عندما وصلتُ الي باب شقة الدكتور حسام عيسي برفقة زميلي المصور، وجدناه واقفا علي الباب يودع مصورا تليفزيونيا، كان منهمكا في لملمة أدواته، وبادرني الدكتور حسام بإجابة سؤال يبدو أنه توقعه او استشفه من نظراتي المُستَفهمة .."سجلتُ للتو برنامجا تليفزيونيا أعلنتُ فيه لمن سأعطي صوتي في إنتخابات الرئاسة"..وهنا قلتُ له إن هذا السؤال بالذات لم يكن يراودني أنا فقط وكان من ابرز الاسئلة التي أعتزم طرحها عليك، ولكن جميع مَن عرفوا أنني سأقابلك طلبوا مني أن أطرحه عليك، وآخرهم زوجتي.. وها أنا استجيب لطلبها، ليس فقط لأن رغبات الزوجات أوامر، ولكن لأن جدي الكبير الشيخ رفاعة الطهطاوي، المحرر الحقيقي للمرأة في مصر بل وفي العالم كله، علمني كيف أحترم حقوق المرأة وكيانها.. وضحك مُضيفًي الكبير طويلا قبل أن أستأذنه في تأجيل سؤال اللحظة المُلح الي نهاية الحوار وقد وافقني علي ذلك بحماس..وهنا بادرته بأول أسئلتي..
كيف تقرأ المشهد المصري الحالي، وما الذي اوصلنا الي كل ما نشاهده من ضبابية وإرتباك؟..
سأتحدث عن المشهد عموما وهو مقلق للغاية وعلي جميع المستويات ولا ينبيء بخير .. وعندما تري المشهد العام للمجتمع المصري فإنه يهزك بشدة.. عندما تنزل الي الشارع أو تذهب الي اي مكان فإنك تري الدولة تتحلل.. إننا نعيش ظاهرة تحلل الدولة علي جميع الاصعدة.. وأعتقد أن ما يحدث علي مستوي السياسة هو مظهر من مظاهر تحلل الدولة.. فمفهوم الدولة ضائع والمجتمع يعيش في فوضي عارمة وهناك فوضي علي مستوي الحياة اليومية..تحلل الدولة يسقط مفهوم الدولة..الفوضي الضاربة بأطنابها في الشارع تعني أن الدولة تتحلل ..عندما يسير سائق بسيارته في الإتجاه المعاكس فهذا سلوك خطير معناه أنه لا يعبأ بالدولة أو بقوانينها..هذا العبث بالقانون والعدوان عليه معناه أنه لا توجد دولة ..وعندما لا يعجبك قرار ما، حتي ولو كان حكما قضائيا، هو عنوان الحقيقة كما نقول، فتحتج لدرجة الإقدام علي تدمير منشآت الوطن والعدوان علي مؤسساته ..فهذا أمر في غاية الخطورة لأن معناه أن الناس أخذت القانون في يديها، وهذا هو أخطر ما يواجه مصر حاليا..
علي فكرة ..بعض الدول تعاقب مَن يرتكب مخالفة السير في الإتجاه المعاكس بنفس عقوبة الشروع في القتل..
طبعا لأنه عندما يتخذ شخص ما قرارا بقيادة سيارته عكس الإتجاه المحدد والمألوف لعامة الناس، فإنما يكون قد شرع في قتل ليس شخصا واحدا، وإنما في قتل أشخاص كثيرين ..هذه من تجليات الفوضي التي أتحدث عنها والفوضي عائق أمام أي إدارة أو حكومة ..فما بالك إذا كنتَ تريد الدفع بالبلاد الي الأمام؟!..الدولة تخلت عن مسئوليتها ..وهناك أخطاء تصل الي حد الخطايا إرتُكبَت من جانب المسئولين عن إدارة المرحلة الإنتقالية عندما لجأوا الي رجال دين لحل بعض المشاكل..
هل تقصد اللجوء لأحد رجال الدين المعروفين لكي يتفاوض مع متطرفين تورطوا في جريمة إحراق كنيسة أطفيح بالجيزة؟..
نعم ..هذه وغيرها كثير ..هذا معناه ان الدولة تُركت في يد رجال الدين وهم الذين يحلون المشاكل..وهذه كارثة ..هل رأيت (الرئيس الفرنسي السابق) ساركوزي مثلا يلجأ الي قس أو كاهن لكي يحل له مشكلة حادث القتل العنصري الذي وقع في مدينة تولوز؟!!..هذا معناه أنه ليس هناك معرفة بمفهوم الدولة ..بل إن الاخطر من ذلك أن الدولة إهتمت بالقضاء علي الثوار عن إبتداع سياسات إجتماعية جديدة تسحب بها الفقراء بعيدا عن إمكانية اللجوء الي البلطجة في العيش والحياة وتقنعهم بالإلتفاف حول الدولة..ولا تنس أن اللجان الشعبية كانت تجربة رائعة ورائدة وشكلها الناس لحماية الامن بعد انهيار الشرطة لأن الشعب كان لديه أمل في الثورة..يجب البدء فورا في وضع سياسات اجتماعية لصالح المهمشين الذين يحسون بان الثورة لم تنصفهم..فبرامج الاسلاميين مثلا لا علاقة لها بالثورة ..إنهم منشغلون باشياء غريبة مثل حرمان المرأة من حقوقها..
هل هذا هو سيناريو الفوضي الذي بشرنا به حسني مبارك ..ومن المسئول عن هذه الفوضي في رأيك؟!
المسئول عن هذه الفوضي ليس مبارك وإنما المسئول عنها هو أولا المجلس العسكري لان ادارته لم تكن ادارة فيها مبادرة ..كان دائما يتصور أنه يستطيع ان يقف "محلك سر"..مجرد أن يباشر رد الفعل لمواقف الثوار والطبقة السياسية والبرلمان الي آخره..فلا يوجد مبادرة..الحكم هو أن تأخذ المبادرة ..والمبادرة رسالة مهمة جدا جدا..وعندما لا تأخذ المبادرة تعطي الإحساس بأنك غير ممسك بزمام الامور أو انك ضعيف، حتي لو كان هذا الاحساس غير صحيح أو مبنيا علي حقائق..وفي الغالب هو ليس صحيحا ..بمعني أنك قادر ولكن المشكلة أنك لا تبادر..فإما أنك غير راغب أو أن الامر ملتبس عليك..فمثلا لم يكن المجلس العسكري راغبا في محاكمة حسني مبارك ولكنه فعل ذلك تحت ضغط الشعب..
وبعد الانتخابات فإن الذي دعم تحلل الدولة هو آداء التيار الاسلامي ..وأنا أري أن أخطاء الاخوان في الفترة الاخيرة تجب كل أخطاء المجلس العسكري، وذلك لأنهم شاركوا في الثورة ..ولكن آداءهم الحالي غير مفهوم بالمرة..وهو آداء أناس هواة يدخلون السياسة لأول مرة..ويتصف بأنه سيء وفيه الكثير من سوء الإدارة..آداء الاخوان كارثي ومروع ..وهذا واضح جدا في خلافهم مع الحكومة..إذ ثبت أن مفهوم الدولة غير واضح لديهم..كما إنهم لم يربوا كادرا إداريا أو حكوميا.. فقد خدعوا الناس بقولهم في البداية إنهم سينافسون علي 25 ٪ فقط من مقاعد البرلمان..وتعهدوا بالدولة المدنية ..ولكنهم تخلوا عن ذلك في تشكيل اللجنة التأسيسة الخاصة بوضع مشروع الدستور الجديد..وثبت أنهم يسعون "للتكويش" علي الدولة ..وإلا فلماذا الإستئثار بتشكيل اللجنة إذا كنتَ ملتزما بالدولة المدنية؟!!.. وأنا سبق أن قلتُ إنه لن يحكم مصر فصيل واحد ابدا..وكان أمام الاخوان فرصة تاريخية لإكتساب شرعية تاريخية وليس شرعية برلمانية قانونية، بأن يكونوا قيادة لمجموع قوي الثورة بكل ما فيها من اطياف المجتمع بكل ما فيه من ليبراليين واشتراكيين وحزب الوسط ..هم أحسوا بقوتهم وقرروا التكويش دون أن تكون لديهم القدرة علي إدارة المرحلة الإنتقالية..وهذا واضح من آدائهم في مجلس الشعب..فمثلا إصرارهم علي السيطرة علي أغلبية اللجنة التأسيسية المعنية بوضع مشروع الدستور الجديد، معناه أنهم يسعون للسيطرة علي الدستور بعد البرلمان ..ولم يكتفوا بكل ذلك بل قرروا التقدم بمرشح أصلي واحتياطي لإنتخابات الرئاسة..
عموما محكمة القضاء الإداري أبطلت تشكيل اللجنة التأسيسية الذي قرره مجلسا البرلمان..ولكن ما هو تصورك للطريقة الملائمة لتشكيل هذه اللجنة ؟..
التشكيل الأمثل هو ما حدده حكم القضاء الإداري الذي يقضي بأن تُشكل اللجنة من خارج البرلمان..وأن تتمثل فيها كافة قوي ومكونات المجتمع ..وأن تكون قرارات اللجنة فيما يخص إقرار مواد الدستور الجديد باغلبية الثلثين أو بالتوافق.. وانا هنا أسأل الإخوان والسلفيين "أين اصحاب الثورة الذين كانوا في الميدان من تشكيل هذه اللجنة..هؤلاء هم مَن يجب أن يضع الدستور ..لقد دفعوا ثمنا غاليا وضحوا بدمائهم ولولا هذه التضحيات الغالية لما كان هؤلاء يحلمون مجرد الحلم بالوصول الي مقاعد البرلمان..ومع ذلك يجب أن أعترف بأن بعض شباب التيار الإسلامي كانوا في الميدان وهم مخلصون للثورة ومنتمون لها..
قبل أن أترك الميدان، ولأنني في حضرة قطب ناصري بارز، لا يمكن أن أفوت هذه الفرصة دون أن أطرح سؤالا يُلح عليً دائما وزاد الإلحاح بعد الثورة.. كيف مُني الناصريون بهذا الفشل الذريع في الانتخابات البرلمانية رغم أن عبد الناصر كان هو الزعيم التاريخي الوحيد تقريبا الذي رُفعت صوره بشكل دائم في الميدان وفي المظاهرات المليونية؟.
لم أكن أود الحديث في هذا الموضوع..ولكن يجب أن يعلم الجميع أنه لا علاقة بين الاحزاب الناصرية الموجودة علي الساحة وبين جمال عبد الناصر وثورته وفكره..وهناك قيادات بارزة في الحزب الناصري كانت تعمل بشكل مباشر مع مباحث أمن دولة مبارك ..وهؤلاء سبة في جبين الناصرية..عبد الناصر يمثل العزة الوطنية والعدل الإجتماعي ..وهذا ليس بعيدا عن شعارات الكرامة والعدالة الإجتماعية التي رفعتها ثورة 25 يناير..اسئلة عبد الناصر ما زالت هي المطروحة حتي اليوم في الشئون الداخلية والخارجية..عبد الناصر أحب الفقراء فأحبوه وعاش من أجلهم ومات مثلهم فقيرا إذ لم يكن يمتلك سوي نحو 500 جنيه في حسابه عند وفاته.. والآن عندما يتردد أن حسني مبارك لديه 30 مليار دولار بينما نصف الشعب تحت خط الفقر، ندرك قيمة الزعيم المرتبط بالشعب وهمومه..ولذلك فإن من الطبيعي أن ترفع الجماهير صور عبد الناصر كلما أحست بالمذلة وألم الفقر وقد حدث ذلك كثيرا في عهد حسني مبارك الذي استسلم وانبطح امام الهيمنة الاسرائيلية والامريكية..هذه العلاقة الفريدة بين الزعيم والغلابة مرجعها إنتماء عبد الناصر للفقراء وهنا أتذكر واقعة حدثت بين عبد الناصر ووزيره الدكتور مصطفي الجبلي الذي حدث الزعيم عن رفع متوقع في اسعار السلع ومنها الفول، فما كان من عبد الناصر إلا ان يبادره بالسؤال "يعني يادكتور الراجل الغلبان اللي بيشتري العشر طعميات بقرش هيشتريها بكام بعد كده"؟!!..لقد اخرج عبد الناصر الفقراء من العمال والفلاحين من هامش المجتمع الي قلبه..وهذا هو جوهر الديمقراطية..وأنا أعترف بأن نظام عبد الناصر السياسي كان سيئا ولكنه هو الذي بني مصر واخرجها من الهامش الي قلب المجتمع الدولي..ولم يتورط في نهب مصر كما فعل من جاء بعده..
بمناسبة نهب الاموال ..أنت احد المسئولين عن اللجنة الشعبية المعنية بإستردادأموالنا المنهوبة التي هُربت الي الخارج ..فما الذي حدث في هذا الملف؟..
اموال مصر المنهوبة سر كبير..وهذه الاموال لن تُسترد إلا بإرادة سياسية وضغط شعبي..وانا أري أنه لا توجد إرادة سياسية لإسترداد هذه الاموال ..وإذا اردنا إعادة هذه الاموال حقا وفعلا فلنطبق تجربة استرداد الاموال من عبد الوهاب الحباك..وهنا اتذكر دور المهندس عصام عبد الهادي والرقابة الإدارية في هذا الشأن ..فعندما وضعنا الحبك علي "البُرش" في السجن عادت الاموال واستردت الخزانة نحو عشرين مليون جنيه..استرداد الاموال أمر ميسور إذا توافرت الإرادة السياسية ..فالذين سرقوا هذه الاموال وهربوها هم تحت ايدينا وهم في السجن حاليا وعندما نضع مبارك وأبناءه ورجاله وأركان حكمه علي "البُرش" مثل الحباك ستعود أموالنا من الخارج..أما عندما نضعهم في سجن "خمس نجوم" و"نطبطب" عليهم وندللهم فلن تعود الاموال..هذا هو الطريق الامثل والمضمون لإعادة اموالنا المنهوبة..وللاسف الشديد لم تتحرك اي من حكومات ما بعد الثورة بجدية في هذا الملف..
وماذا عن حزب الدستور الجديد الذي شاركتَ في تأسيسه مؤخرا، وما علاقته بالجمعية الوطنية للتغيير؟
هذا الحزب تم إنشاؤه لوضع حد لتشتت القوي الثورية..وهو ائتلاف سياسي بين قوي متنوعة مختلفة في الافكار والايديولوجيات ولكن يجمعها الحد الادني المقبول لتحقيق اهداف الثورة ومواصلة مسيرتها..ومثل هذا الإئتلاف بين قوي يجمعها اتفاق علي حد أدني من الاهداف حدث في دول كثيرة بعد الثورات والاحداث العظام..فالحزب قام لإعادة التوازن ..ولكننا لم نتخذ حتي الآن إجراءات عملية لبناء الحزب وإنما سيبدأ ذلك بعد الإعلان رسميا عن قيام الحزب يوم 25 مايو الجاري..أما عن علاقة الحزب بالجمعية الوطنية للتغيير فهذا حزب سياسي والجمعية مظلة لاحزاب متعددة والتعاون والتنسيق قائم وموصول بين كل القوي الوطنية وخاصة المنتمية للثورة..وهذا أمر متروك للحوار بين الاطراف المعنية..
والآن جاء وقت سؤال اللحظة ..مَن هو المرشح الرئاسي الذي قرر الدكتور حسام عيسي إنتخابه ..ولماذا؟
كانت هناك جهود في الآونة الاخيرة لتوحيد صفوف المرشحين المنتمين للثورة وهم حمدين صباحي وعبد المُنعم ابو الفتوح والمستشار هشام البسطويسي والنائب أبو العز الحريري وخالد علي..ولكن هذه الجهود لم تكلل بالنجاح، ومن ثم قررت إعطاء صوتي لحمدين صباحي..وسبب ذلك ان برنامج حمدين هو الافضل والاقرب الي قناعاتي، الي جانب أنه الاكثر تعبيرا عن أهداف ثورة 25 يناير العظيمة، خاصة فيما يتعلق بالعدل الإجتماعي..وأيضا لأن حمدين شجاع جدا ويفخر بأنه ناصري..وهو يقول اليوم نفس الكلام الذي يقوله منذ 30 عاما..وليس معني ذلك أن حمدين يتبني مشروع عبد الناصر ولكنه يعتمد علي برنامجه هو ..وحمدين مدافع قوي عما تبقي من القطاع العام ويدافع بوعي عن دور الدولة في الاقتصاد والإنتاج مع ضرورة تشجيع القطاع الخاص .. حمدين يتطلع الي بناء دولة قوية مستلهما تجربة الزعيم اليساري لولا دا سيلفا في البرازيل والذي نجح في الصعود ببلاده الي مرتبة القوة الاقتصادية العاشرة في العالم..وبرنامجه يستهدف تحقيق العدالة الإجتماعية ..وهنا أود التأكيد علي أن العدالة الإجتماعية ليست "موائد الرحمن" أو توزيع الحسنات، ولكنها ضرورة إجتماعية ولكي نبني الامة لا بد أن نقضي علي الفقر والبؤس..بإختصار أقول إن حمدين لديه برنامج جيد وطموح يشبهه ويدافع عنه ويعرف كيف يموله ..وكلامه اقرب الي العقل..وليس معني ذلك أنني موافق علي كل كلمة فيه..برنامج حمدين ضروري في المرحلة القادمة وأي رئيس آخر يريد النهوض بمصر لابد أن يتبني برنامج حمدين صباحي..كذلك يعرف الجميع أن حمدين دفع ثمن مواقفه السياسية غاليا وتم إعتقاله 17 مرة..وهذا اكبر دليل علي تمسكه بمواقفه ومبادئه وافكاره مهما كان الثمن..وهذا يجعلني أكثر إطمئنانا الي أنه سيلتزم بكل تعهداته عندما يصبح رئيسا.. وهناك عامل إضافي ومهم يجعلني اتعاطف مع حمدين هو أن الإعلام بدأ يلعبُ دورا سيئا للغاية في مواجهته ..وآخر وأبلغ دليل علي ذلك هو إستبعاد حمدين من المناظرة التي جرت يوم الخميس الماضي بين المرشحين عمرو موسي وعبد المنعم ابو الفتوح، وذلك خطأ مهني واخلاقي جسيم من قبل منظمي المناظرة..كما إنه إنحياز صارخ وغير مقبول..خصوصا أنني سمعتُ أن أحد المتناظرين أو كليهما رفض بشدة مواجهة حمدين..نعم لقد استفزني جدا استبعاد حمدين وانا سوف اقاطع هذه المناظرة إحتجاجا علي ذلك..
أخيرا.. ماذا لو فاز أحد المحسوبين علي النظام السابق مثل احمد شفيق أو عمرو موسي؟
لا أعتقد أن المصريين يمكن أن يعطوا اصواتهم لأحمد شفيق لأنه صاحب موقعة الجمل ولا ينتمي للثورة كما إنه مرتبط بحسني مبارك.. واعتقد أن عمرو موسي يختلف عن أحمد شفيق..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.