فتحت الفضائيات أبوابها علي مصراعيها لأستقبال المرشحين لرئاسة الجمهورية من خلال أجراء المناظرات بينهم.. وهي تجربة اعلامية فريدة من نوعها تحدث علي أرض مصر عقب ثورة 52 يناير.. أختلفت بشأنها الاراء وتباينت.. بعضها يري أنها ملمح ايجابي حيث تتصارع فيه الاراء والاتجاهات بشكل ديمقراطي.. والبعض الآخر يعتبرها توجيها غير مباشر للرأي العام وتدخل في نطاق الاعلان وليس الاعلام .. هذه التجربة كيف ينظر اليها أساتذة الاعلام؟! يؤكد د. محمود علم الدين استاذ الاعلام بجامعة القاهرة أن ما يقدم علي المحطات الفضائية من برامج الرئاسة لاشك يؤثر علي اتجاهات النأخبين من خلال الاجابات التي يقدمها المرشح ومدي تفاعله مع الاسئلة وقدرته علي تقديم اجابات واضحة ولكن ما يثير دهشته -كما يقول هو حضور المرشح ومعه جمهوره الذي يحرص علي الهتاف والتصفيق له طوال الحلقة وهذا في رأي محاولة لاختراع أشكال اعلامية غريبة فهل هذه القنوات دفعت للمرشحين أم أن هذه البرامج جزء من الحملة الدعائية للمرشح؟ في الحقيقة لا أعرف ولكن يجب أن تخرج هذه القنوات ببيان توضح فيه أي الطرفين دفع للآخر؟! ويواصل د. علم الدين: للأسف هذه برامج تهدف الي قيادة الرأي العام، كما أنها تنطوي علي اسلوب غير منهجي للمناظرات اذ كيف اختار »س وص« مثلا ولدي 11 مرشحا آخرين وهذه المناظرات يجب ان تكون في التصفيات فقط، كما انه يفترض ان يكون للجنة الانتخابية دور فيها. اضافة لدورها الأساسي في مراقبة التجاوزات الدعائية ومراعاة التوازن والمساحات الممنوحة لكل مرشح بالنسبة للأجهزة الاعلامية الحكومية. وعن قدرة مثل هذه البرامج علي توجيه الرأي العام يقول د. محمود علم الدين: مؤكدا أن ذلك يؤثر علي المشاهد سواء الاسئلة أو رد فعل جمهور الاستوديو وموقف المذيع نفسه من المرشح بما يعرف بالتأثير الوجداني، فيجب أن تكون وظيفة هذه البرامج فقط الكشف عن اتجاهات المرشح تحول قضايا اساسية مرتبطة ببرنامجه ويمكن عمل مداخلات علي الهواء مع الجمهور. ومن جانبه أوضح د. صفوت العالم رئيس لجنة تقييم الأداء الاعلامي لانتخابات الرئاسة أن اللجنة وضعت ضوابط لهذه البرامج بحيث يتسني تقييمها بعد عشر حلقات ليس حلقة واحدة فالأسلوب في حد ذاته ليس مشكلة وانما الثغرات تظهر في التحليل ونوعية الأسئلة وما اذا كانت فيها تحيز أو تجُنٍ، وفي هذه الحالة تقوم بإبلاغ لجنة الانتخابات وممثل القناة الذي يتواجد معنا، ولكن الملاحظات التي تم تدوينها لم تصل لحد الظاهرة حتي الآن ولا توجد أدلة أو شواهد تأكيد ما يقال عن كونها صفقة أو حلقات اعلانية باستثناء بعض الجمل من خلال التحليل وعن الجمهور المصاحب لكل مرشح يقول العالم: طالما تتاح لكل المرشحين في تدعيم وجوده ببعض الجماهير فليس هناك مشكلة خاصة انه يعطي شكلا من الحماس للقاء الا اذا حدث من جانبه نوعا من الشطط، وعلي من يتكهن يكون هذه اللقاءات اعلانية عليه ان يأتي بدليل ولكن ليس هناك شك ان هناك ملاحظات علي ممارسات بعض الفضائيات كان للوكالات الاعلانية دور فيها وهو ما قمنا برصده ولكن بشكل عام ليس لدينا نية ولا استعداد للتربص بالاعلاميين بقدر حرصنا علي كشف كل من يطوع المسألة لصالحه، ويحولها لنوع من »البيزنس«. وعن احتمال ان تكون مثل هذه البرامج تحمل توجيها للرأي العام أوضح د. صفوت العالم: اعتقد ذلك خاصة انه يتم مع كل المرشحين، ولكن الحلقات الأخيرة جديرة بالكشف عنها، وفي رأيي هذا الجهد كان الأجدي بالتليفزيون الرسمي أن يقوم به بينما يري د. ايمان صبري استاذ علم النفس والاجتماع أي هذه النوعية من البرامج تؤثر بلا شك في توجيه الرأي العام ولكنها رغم ذلك تفيد المشاهد في رسم صورة شبه متكاملة عن المرشح ورفع الوعي السياسي عند الجمهور، وان كان هذا الشكل الجديد من البرامج والتحليل يحمل اتجاهات ايجابية وسلبية معا.