الروائى يوسف القعيد يرى أن مراكز البحث هى وحدها التى يمكن أن تحدد تأثير برامج التوك شو على اختيارات الجمهور ويقول: رغم أنى لست من المؤمنين بمراكز البحث فى مصر التى أرى أنها تعمل بطريقة غير علمية إلا أن الجواب على سؤال ما إذا كانت هذه البرامج يمكن أن تؤثر على رأى الناخب أم لا فهو بيد مراكز البحث وعلى المستوى الشخصى أعتقد أن هناك فئة يمكن أن تستمد آراءها من خلال متابعتها لأحاديث الرئيس التليفزيونية وأعتقد أنها الفئة التى لم تستقر على مرشح لها من بين المرشحين للرئاسة وهناك فئة أخرى وغالبا هى التى فى الأرياف المصرية لها رأى قررته وفقا لانتماءاتها الحزبية أو التوصيات العائلية ووقتها لن تكون لبرامج التليفزيون والفضائيات أى ضرورة عليهم. يوسف القعيد يرى أن التأثير سوف يكون كبيرا بحجم الضغط الإعلامى ويقول: عشرات البرامج التى تلتقى بمرشحين الرئاسة كل يوم هى فرصة ذهبية لهؤلاء المرشحين خاصة أن أغلب البرامج التليفزيونية تسير وفقا لأهواء المرشح وتشعر أن هذه البرامج لا تحرجه ولا تسأله فى الأسئلة المهمة وتشعر أن الأسئلة معدة مسبقا ووافق عليها المرشح ولهذا فهم أكثر الناس استفادة من التكثيف الإعلامى لهذه البرامج فشئنا أم أبينا انتخاب رئيس جديد حدث مهم ينقل مصر من مرحلة الاستفتاء إلى مرحلة الانتخاب الحقيقى الذى نتمنى أن يكون نزيها وشريفا. الناشط الحقوقى نجاد البرعى يرى أن برامج التوك شو سوف تكون رقما مهما فى انتخابات الرئاسة ويقول: من المؤكد أن الشعب المصرى ليس كله مسيّس ولديه انتماء حزبى وسياسى ولهذا فالفرصة متساوية أمام الجميع لاختيار مرشحيهم من خلال الحكم عليهم وهم يتحدثون فى كل الموضوعات المهمة التى تخص البلد فمن الممكن أن تنبهر بشخص ما وهو يتحدث فتنجذب إليه وتعطيه صوتك وهو لم يكن فى الحسبان أن يكون هو مرشحك حتى لو تجمّل كل المرشحين وهم يتحدثون فى هذه البرامج فسوف تجد نفسك تميل إلى مرشح ما أعجبك فى حديثه شىء ما.
نجاد البرعى يرى أن البرامج التليفزيونية كما هى فرصة للناخب هى أيضا فرصة للمرشحين ويقول: المعرفة حق أصيل لكل إنسان وكما أن من حق الناخب أن يعرف أكثر عن المرشحين الذين سوف يصبح أحدهما رئيسا للجمهورية فمن حق المرشح أن يقدم نفسه بصورة كاملة للناس ليتعرفوا عنه وعن برنامجه ومشروعه كرئيس لذلك هذه البرامج تفيد الناخب والمرشح على حد سواء وهى فرصة طيبة للجميع تؤكد أهمية الإعلام ودوره فى خدمة المجتمع. الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسى بكلية الإعلام جامعة القاهرة، يرى أن هناك ثلاثة أنواع من تأثير برامج الفضائيات على الناخب يقول عنها: هناك تأثير يهدف إلى التنشيط بمعنى أن هذه البرامج تقدم خدمة تنشيطية للتعريف بالمرشحين وأنشطتهم وأسمائهم وسماتهم وتاريخهم السياسى وغيرها وهذه البرامج تقدم خدمة للناخب فى أن يتحقق من مرشحيه خاصة هؤلاء الذين ليس لديهم تاريخ سياسى معروف، أما النوع الثانى من تأثير هذه البرامج فهو المعروف بالتدعيم وهو الشىء الذى يعنى بهؤلاء الذين اختاروا بالفعل مرشحهم لكن فى نفس الوقت تراهم يبحثون عن وسيلة لدعمهم وهو ما تقوم به هذه البرامج فتجد مثلا الذين ينتمون إلى التيار الناصرى واليسارى يبحثون عن برامج لمرشحيهم ليدعموا اختياراتهم وتجدهم متأثرين جدا بما يقوله المرشح اليسارى ونفس الشىء مع المرشح الإسلامى الذى تجد ناخبيه يتداولون البرامج التليفزيونية التى يظهر بها على صفحات شبكات التواصل، أما النوع الثالث من التأثير وهو المهم والخطير هو الذى يستهدف الفئة الكبيرة التى لم تختر بعدها المرشح الذى سوف تعطيه صوتها، وهؤلاء وفقا للاحصائيات تخطو نسبة 40 % من الشعب المصرى وهم فئة كبيرة وبرامج التوك شو والبرامج الفضائية التى تستضيف المرشحين سوف تكون فرصتهم وهم يشاهدونها ليتعرفوا على أفكار مرشحهم ولهذا فالبرامج تلعب دورا مهما فى الحياة السياسية الآن.