جلال عارف عندما يفقد الداعية أو المفكر عفة اللسان ورجاحة العقل، وينسي الأمر الإلهي »وجادلهم بالتي هي أحسن«.. فإنه يتحول فورا إلي مجرد »بلطجي«.. ولا أعرف لماذا نشهد في هذه الأيام هذا الزحف غير المقدس وغير المحترم من منابر الدعوة.. إلي عالم البلطجة!! الموضة الآن.. إظهر علي شاشات التليفزيون وقل ما شئت من كلمات وقحة، أو اغتصب منبرا في أحد بيوت الله وقل ما لا يرضي عنه الله ورسوله، فإذا جاءت لحظة المساءلة أمام القانون انقلبت الشجاعة إلي جبن، وأصبح الإعلام هو المسئول عن غياب العقل أو غياب الضمير. بعض الاحترام لأنفسكم وللحقيقة أيها السادة!! الحوار السياسي وغير السياسي يتدني يوما بعد يوم، والمناخ العام سيئ، ولكن هذا لا يبرر مطلقا لنائب برلماني أن يصف الشعب الذي جاء به إلي موقعه بأنه »شعب قليل الأدب«!! صحيح أن الرجل اعتذر علي الفور، وانسحب من البرنامج التليفزيوني الذي شهد الواقعة. لكن تبقي الواقعة في حد ذاتها ودلالاتها الخطيرة علي حالة الانفلات التي نعيشها!! قال الشيخ القرضاوي إنه لم يدل بتصريحات صحفية يصف فيها من يعارض »الإخوان المسلمين« بأنهم شواذ من قوم لوط!! ولكن هذا منقول من كتاب صدر له قبل سنوات!! لذا لزم التوضيح! صعبان علي البلكيمي. كان غشيما لدرجة لا تصدق! لو صبر قليلا مثل غيره، لعرف كيف يكذب وكيف يتجمل.. ثم يظهر علي شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد ليلقي المحاضرات في الثورة والديمقراطية ومكارم الأخلاق!! من حق الناس أن تطلق صيحات التحذير مما يحدث أمامها. فقد علمتنا الأيام أن ما يبدأ بأكاذيب أمثال أبوإسماعيل كثيرا ما ينتهي عند الظواهري، وأن ما يبدأ بالرايات السوداء سينتهي حتما برصاص الإرهاب في صدور الأبرياء!! هل كان الأمر يستحق كل هذه الشهور من الحرب الضروس التي أوقفت حال البلد، واربكت عمل الحكومة، وأغلقت أبواب البرلمان، لكي ينتهي الأمر بتغيير ثلاثة أو أربعة وزراء لا علاقة لهم بصراع الإخوة الأعداء!! أي مأساة أن يصبح »حفظ ماء الوجه«، أهم من حفظ مصالح الوطن!!