كنا نفخر حتي الأمس القريب بأن ثورة 25 يناير تختلف عن غيرها من الثورات في التاريخ الحديث.. ثورة قامت ترفع شعار "سلمية.. سلمية" لتجنب كافة أشكال العنف. شباب كان يرفعون ايديهم البيضاء ناصعة ليس بها أسلحة بيضاء أو حتي حجارة ملساء وانتصرت الثورة واحتضنها الجيش وتنفس الناس الصعداء عندما اجبر رأس النظام علي الرحيل والقبض علي بعض رموزه والتحقيق معهم وتقديمهم للمحاكمة. نعم هناك تباطؤ في التعامل مع القضايا شعر به القاصي والداني ورغم ذلك استمرت المظاهرات والاحتجاجات بنفس السمة الأولي "سلمية.. سلمية" وتطورت الأمور ومضي ما يقرب علي خمسة شهور منذ يناير استطاع خلالها من كانوا من رموز النظام السابق ولم يسمهم تحقيق ولم تأت ارجلهم في تحقيقات ان ينظموا صفوفهم وكانت البجاحة في اشدها عندما أعلن بعض رموز العهد السابق انها ليست بثورة واطلقوا عليها بدلا من ثورة 25 يناير. 25 خساير وفتحت شاشات التليفزيونات لهم ليقولوا ما لا يقال. كانت اشادة العالم بهذه الثورة أكثر ما يؤلمهم. المحاكمات لاتثير قلقهم. الإشادة بالثورة والمطالبة بالتطهير والاسراع في محاكمة الفسدة والمتربحين والمتلونين كانت أكثر ايلاما لهم. سلمية الثورة اغضبتهم وكأن دماء ما يقرب من تسعمائة شهيد وأكثر من ستة آلاف مصاب لا تكفيهم.. حاولوا ان يتلفوا سلمية هذه الثورة. خطة محكمة باستدراج بعض اسر الشهداء لتكريمهم في مسرح البالون. نقلوهم حسب شهود العيان من أمام ماسبيرو إلي الجيزة في اتوبيسات بلا أرقام. هناك انتظرهم البلطجية. ادعو انهم من اقرباء الشهداء ولماذا لا يكرمون مثل غيرهم. دخلوا المسرح بالعصي والشوم والأسلحة البيضاء.. معركة ومنها إلي مبني وزارة الداخلية حيث تكمن لهم مجموعة أخري من البلطجية وحرب ضروس حجارة ومولوتوف وشرطة تحاول الدفاع عن مبني الوزارة ويندفع بعض شباب الثورة لمتابعة ما يحدث.. تجمعوا في التحرير ومعركة أخري مع الشرطة. لم يكن بينهم ثوار 25 يناير ولا شرطة موجودة لكل من يهمه الأمر والحل معروف. كشوف باسماء وعناوين البلطجية يقدمها رؤساء المباحث الجنائية إلي القوات المسلحة وعملية القبض علي جميع بلطجية مصر لن تستغرق ليلة واحدة. هذا إذا كان هناك من يرغب بصدق أن تكون ليالي مصر هادئة مستقرة.