غريب وعجيب أمر البلطجية في بلادي.. يحاولون تخريب كل شيء, وفق منهج شديد الانضباط.. يتحركون بتعليمات.. ينكمشون بتعليمات.. يتمددون بتعليمات.. ينفذون المطلوب منهم بالتزام وانضباط شديدين!! البلطجية في بلادي يبدو أنهم تتجاوز قدراتهم العقلية والفكرية, إمكانات وقدرات من يحركونهم.. فهم أذكياء.. لا ينفلتون إطلاقا.. إذا شاء من يحركهم أن يكونوا في ماسبيرو.. تراهم يمارسون عملهم بأمانة وإخلاص, طمعا في الفوز بتقدير امتياز.. وعند صدور الأوامر بتبخرهم, لا تشم حتي رائحتهم.. وفي شارع' عيون الحرية' كانوا شديدو الحيوية شارع عيون الحرية كان اسمه محمد محمود وعندما صدرت إليهم الأوامر لم يتركوا خلفهم حتي البصمات.. ثم ظهروا علي مسرح الأحداث وقت اندلاع نار مجلس الوزراء.. هذا ما نتذكره.. ولو أنني شئت استدعاء أساليب السينما.. ساعود بك إلي حيث ما بعد ذهاب' المخلوع'.. أبدع البلطجية في إمبابة.. وتألقوا في أطفيح.. بل أنهم ذهبوا بخفة إلي أقصي الجنوب إلي قرية الماريناب.. ثم يتلقون التعليمات بالتزام بيوتهم أو جحورهم.. يختفون تماما خلال مراحل الانتخابات.. يتركون الشرطة والجيش يمارسون عملهم في تأمين اللجان دون أي ضغوط.. ومسموح لهم بالخروج عن النص علي الطرق السريعة وفي الأحياء الشعبية, لسرقة وترويع آمنين ومواطنين بسطاء مقصودين بالضرورة!! البلطجية في بلادي كانوا الأكثر التزاما علي مدي عام كامل شهدته مصر منذ اندلاع شرارة ثورتها.. فهم يشتبكون دون أن تراهم.. يقتلون برصاص حي من مسدسات كاتمة للصوت.. يحرقون المنشآت, ويمنعون محاولات إطفائها.. ثم يذهبون إلي حيث معسكراتهم وأوكارهم!!.. وذاك يجعلهم مبتغي الدارسين والباحثين في العلوم الجنائية والاجتماعية.. بل والعسكرية.. فهذا الآداء المتناغم والمتناسق, يفقدنا صوابنا.. فكيف لنا أن نعجز عن ضبط البلطجية.. بل تخطيء الرصاصات عقول وقلوب البلطجية.. وللحقيقة حتي عيون العسكر لا تراهم, إلا علي سبيل استعراض العضلات السينمائية.. فإن شاءت أجهزة الأمن طمأنة الناس, نطالع عبر شاشات التليفزيون حملة درامية تفجر الضحكات وتنتهي إلي ضبط هذا المجرم الخطير أو ذاك.. ثم لا نسمع عن محاكمته أو الحكم الصادر ضده.. في صورة أقرب إلي السريالية!! البلطجية في بلادي تفوقوا في تنفيذ الجرائم.. انتصروا في علم الاستسلام للضباط إن شاءوا ضبطهم.. صوتهم خافت طالما أن هذا مطلوب منهم.. زئيرهم يصيب الناس بالرعب والخوف, لو كانت التعليمات قد صدرت بأن يفعلوا ذلك.. وفي أوقات الاستراحة تراهم علي المقاهي يضحكون.. للغيظ في نفوس الناس هم مفجرون.. ويبثون الطمأنينة والأمان عند الذي يحركهم ب'الريموت كنترول'!! البلطجية في بلادي صادقون.. مخلصون.. يعلمون أن الذي يحركهم سيردعهم وقتما شاء.. لذلك لم يتحركوا في ذكري ثورة25 يناير.. إلتزموا بتعليمات قادتهم.. ودون تلك التعليمات, أدركوا أن الملايين في الشوارع التي هرب منها أولئك القادة.. لا يمكن لهم أن يواجهونها.. وهم ينتظرون هذه الأيام عملية التسليم والتسلم.. فمن كان يملك شفرتهم, يستعد لتسليمها إلي صاحب الحق في تلك الشفرة هذه الأيام.. لكن البلطجية في بلادي خائفون.. مرعوبون.. لأنهم قد يحالوا إلي السجون.. لأنهم سمعوا أن بلطجية آخرين يحملون الرايات العليا يستعدون لتسلم الراية باسم الدفاع عن ماضي قديم وحاضر يصعب استيعابه ومستقبل لا يمكن التنازل عنه!! البلطجية في بلادي يدللونهم باسم..' اللهو الخفي'.. ويسعدهم صرف الأنظار عنهم بإشهار سيناريو المؤامرة عن الوطن.. لكنهم في الأيام القليلة القادمة.. سيذهبون وراء الشمس.. فقد جاء وقت من كانوا وراء الشمس, ووجودهم يستوجب تقديم بدائل عنهم الفوارغ هل عرفت من هم البلطجية ومن الذي يحركهم.. ومن الذي سيقضي عليهم؟.. ظني أن الإجابة الصحيحة تستحق جائزة كبيرة أقدمها.. المفاجأة أنها كيس' بونبوني'.. سأقدمه مبتسما مرتديا' بلوفر'!! المزيد من أعمدة نصر القفاص