لن احدثكم اليوم عن " ب . ب.. " لأن المشهد قبيح جدا، لا اقصد تلال الزبالة والقمامة ومخلفات الحفر والهدم، لا اقصد البلطجة التي حولت الشوارع وممرات المترو لأسواق عشوائية، لا اقصد ميادين القاهرة التي سكنتها عربات »الكارو« التي تجرها الحمير والبغال، وما تخلفه وراءها من روث وروائح كريهة، اقصد الكذب القبيح والنفاق الممجوج الذي يخرج به علينا من يدعون الثورية، ومن نفترض فيهم التقوي بحكم اللحية والمظهر! عندما تنشر احدي الصحف انه تم القاء القبض علي 8 من الاخوان يحملون السلاح في العباسية وجار التحقيق معهم، أتفهم الاسباب التي دفعت بالنائب الاخواني محمد البلتاجي لفتح النار علي المجلس العسكري لتحميله مسئولية ما يصفه بموقعة الجمل الثامنة، أتفهم ايضا عملية تقسيم الادوار في تلك المعزوفة المكشوفة داخل وخارج البرلمان، لكني لا اتفهم ان يشارك في نفس المعزوفة بعض المرشحين لمنصب الرئيس لتبرير الاعتصام وحصار وزارة الدفاع، والتمادي في وصف الدفاع عن الوزارة التي تمثل رمز الشموخ الوطني بأنه افراط في القوة وعمل وحشي، لم اسمع من واحد منهم جملة استنكار واحدة لعبارات التحريض المباشر التي تفوه بها المدعو ابو الاشبال الذي طالب المتظاهرين باقتحام الوزارة والقبض علي اعضاء المجلس الاعلي للقوات المسلحة، ومحاكمتهم في ميدان العباسية، واصدر الحكم بذبحهم جميعا ! لم اسمع من احد منهم عبارة استنكار واحدة للرد علي الكذابين والأفاقين الذين ادعوا اقتحام جنود الجيش لمسجد النور لتدنيسه باحذيتهم العسكرية، بينما مقاطع الفيديو المنتشرة علي شبكة الانترنت تظهر الجنود وهم يخلعون احذيتهم علي باب المسجد قبل دخولهم للقبض علي العناصر المسلحة التي شاهدناها وهي تطلق الرصاص علي الجنود من شرفات المئذنة، كل ما سمعته هو مطالبة هؤلاء المرشحين للإفراج الفوري عن المقبوض عليهم ! لم افهم الاسباب التي دعت اغلب الصحف الورقية، سواء كانت قومية أو خاصة، واغلب المحطات الفضائية، لتجاهل نشر الصور التي تبرئ ساحة جنود الجيش من اقتحام المسجد بأحذيتهم العسكرية، لتخرس الشيخ حافظ سلامة الذي كان اول من اطلق تلك الفرية بعد ان اكرمته القوات المسلحة بسيارة خاصة نقلته إلي السويس. اسباب الحرب المعلنة من كل موتور، واسباب التحرش وافتعال الصدام مع القوات المسلحة لكسر هيبة العمود الاساسي في الدولة، اسباب معروفة وواضحة جعلت د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع يشن هجوما حادا علي جماعة الاخوان مؤكدا انهم يلعبون بالنار وهم مستعدون لأن يحرقوا الوطن بأكمله ليحموا أنفسهم من فشل ذريع ينتظرهم في الانتخابات القادمة دفاعا عن مصالح حزبية ضيقة حتي ولو تناقضت مع مصالح الوطن والشعب . تحية للنائب هاني اباظة الذي قال في البرلمان انه مستعد ان يلبس " الافرول " ليدافع عن وزارة الدفاع، تحية للنائب طارق سباق الذي قدم التحية للجيش والمجلس العسكري الذي حمي الثورة التي يتشدق بها كل من هم تحت القبة ولم تعجبهم التحية فارتفعت صيحات بعضهم بقيادة النائب سعد عبود لإسكات النائب المحترم، تحية للنائب ياسر القاضي الذي كشف حكاية البيان الذي اعد في البرلمان لتحميل المجلس العسكري كل ما جري بالعباسية، تحية لكل شيخ جليل استنكر مؤامرة اهانة جيش مصر الباسل، تحية لكل مصري وطني شريف يقف وراء قواته المسلحة، التحية غير واجبة لكل سياسي أو مرشح يقدم للناس وعودا ليس لها رصيد !