صبرى غنىم خيرت الشاطر ليس بالسذاجة في أن يدعو إلي الكفاح المسلح لمجرد أنه استبعد من سباق الترشيح للانتخابات الرئاسية لأنه يعرف جيدا ان مصر هي امه فكيف يقبل ان يشهر السلاح في وجه اخ مصري له. لقد اعجبني تصريحه بالنفي وهذا هو المطلوب وكونه انه يؤكد ان الكفاح المسلح مع كل من يعتدي من الخارج علي مصر او هيبه مصر فهذا هو المقصود لانه لا يعقل مهما كانت حرارة الترشيحات او التطلع إلي كرسي الرئاسه ان تتحول الساحه إلي برك دم لان الاخوان لا يعرفون هذا الاسلوب ولم يسبق لهم ان لوحوا به حتي يفهموهم الناس بالخطأ.. علي اي حال النفي جاء قي وقته . والتأكيد علي انه لم يحدث كان مطلوبا لان الشارع المصري مش ناقص توتر واثارة وغليان وخاصه اننا في مرحله هامه من تاريخنا وهي مرحله اعادة بناء مصر سياسيا واقتصاديا والبناء لا ياتي بالدم.. الشاطر اذكي من ان يكون لقمه طريه بين الانياب مع انه قد اخطأ عندما شرع في نزوله الانتخابات لانه يعرف انه غير مرغوب وليست له شعبيه الا عند الاخوان ومصر ليست الاخوان واذا كان هو احمد عز الاخوان.. فلن يعود احمد عز الي الساحه من جديد لان البلد لن تقع مرة اخري في مصيدة الاحتكار للتجار .. أنا شخصيا لم اتصور أن كرسي الرئاسة يسبب هذا " الهوس " عند الاسلاميين سواء كانوا من الاخوان المسلمين او السلفيين.. لقد كانت تصرفاتهم واعتراضاتهم علي قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية سببا في كراهية الشارع المصري لهم.. يكفي أن شيخ الشيوخ الذي نصب نفسه رئيسا للبلاد قبل أن يبت في اوراق ترشيحه، حتي وصلت تهديداته الي حد المطالبة بالثأر في حالة إذا ما اعترضت اللجنة علي قبول أوراقه، وكأنه كان متخوفا من قرار استبعاده لأن ماقدمه من بيانات لم تكن صحيحة ومع ذلك كان مصرا علي صحتها.. ألم يفهم معني " اللي اختشوا ماتوا .." الكلام عن صاحبنا لايحتاج الي توضيح من هو.. فقد عرفه رجل الشارع المصري " بالنبي المختار " كما وصفه اتباعه.. فقد روي أحد السادة قصة عن الشيخ حازم ابو اسماعيل قائلا، أن أحد الصالحين المقيمين داخل مكة منذ ربع قرن، جاءه الرسول علية الصلاة والسلام في المنام ليخبره أن الشيخ حازم ابو اسماعيل سيكون له شأن كبير في مصر.. وتبني اتباع ابو اسماعيل هذه الرؤية وأصروا علي تحقيقها بالدراع.. وهم لا يعلمون أن التهديدات التي اطلقوها قلبت " الترابيزة " علي رؤوسهم وأصبح الشارع بالقوي الشعبية التي في الأزقة والحارات تكره سيرة الذي يعلن الجهاد حتي ولو باستخدام السلاح للوصول الي كرسي الرئاسة.. تصوروا مثلا هذا الرجل لو قدر له أن يحكمنا.. ماذا كان مصيرنا..؟ لقد اعجبني أن اسمع ان المحامي السكندري طارق محمود تقدم ببلاغ الي المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام ضد حازم ابو اسماعيل بعد تصاعد تهديداته لعدم قبول اوراق ترشيحه وتحريض اتباعه علي عمليات استشهادية " وإن كنت اختلف في هذه الجزئية لأن التحريض لم يكن صريحا أو واضحا علي مثل هذه العمليات ".. لكن الفوضي والفتنة كانت هي مخاوفنا وهو ما تبناه هذا المحامي المصري الاصيل في بلاغه وهو يطالب بضرورة تطبيق القانون علي المرشح المتسبعد لارتكابه جريمة التحريض علي اشعال الفتنة والاضطرابات في البلاد.. عجبي أن يكون " كرسي الرئاسة " سببا في هذا الانفلات والذي يؤسف له أن يصدر من بعض المرشحين فقد كان من المفترض ان يكون احدهم رئيسا للبلاد، فتخيلوا أن رئيس مصر " فتوة " امام عيون العالم عندما يصل الي كرسي الرئاسة فوق جثث المصريين بالجهاد أو الكفاح المسلح .. هل هذه هي الديمقراطية التي يتحدثون عنها.. ثم لماذا يتخوفون من الفلول.. هل لأنهم احسوا أن الثورة فقدت أهدافها بسبب الانشقاقات بين الائتلافات.. والتيار الاسلامي.. فأصبحت المخاوف من " تشعبط " الشارع المصري بأحد الفلول لإنقاذ البلد من الفوضي.. الفزع والهلع الذي اصاب النواب بعد اعلان عمر سليمان للترشيح يؤكد عدم ثقتهم في أنفسهم واستشعارهم بغضب القوي الشعبية التي اعلنت تمردها عليهم بعد أن اصيبوا بخيبة الأمل والندم علي اعطائهم اصواتهم في الانتخابات البرلمانية.. هؤلاء النواب الذين شمروا عن أذرعتهم في " سلق " قانون لعزل من عمل مع النظام اكثر عشر سنوات كان مقصودا به عمر سليمان بعد الشعبية الجارفة التي حصل عليها مجرد اعلانه عن العدول عن قرار عدم الترشح، وارتفع حجم التأييدات التي حصل عليها علي " الفيس بوك " مع ان البرلمان في بداية الترشيحات لم يعترض علي ترشيح شفيق او عمرو موسي قبل الاعلان عن نزول عمر سليمان.. فقد كان يري أن السيناريو الذي حدث مع الاسلاميين في الانتخابات البرلمانية فيه الكفاية.. لكن أن يصابوا بالفزع بنزول " الوحش " عمر سليمان هذه هي المفاجأة لأنهم يعرفون أنه رجل عسكري قادر علي ضبط ايقاع الشارع المصري ومع ذلك فهم لايريدون اي رئيس سبق له أن ارتدي البدلة العسكرية.. وهذه وجهة نظر.. مع ان الشارع المصري اتجه بعد الفوضي التي تعيش فيها البلاد منذ قيام الثورة .. والمخاوف من المجاعة التي علي الابواب يري أنه سيختار من هو قادر علي انقاذ البلد من الفوضي بالقانون وليس بديكتاتورية الفرعون السابق.. لقد سبق للاحزاب والقوي السياسية ان شرعت في مثل هذا القانون قبل الانتخابات البرلمانية.. وصدرت احكام من بعض دوائر القضاء الاداري تعطي للفلول حق الترشح في الانتخابات، ولأن معظم الاحزاب السياسية قد أخذت علي نفسها تبني الدماء الجديدة التي ليست لها علاقة بالحزب المنحل.. ألا تكفي هذه التجربة بدلا من تمزيق البلد وكأن كل منهم كان يغني علي ليلاه ..