لايوجد مبرر إطلاقا لتصرفات المرشح المستبعد من انتخابات رئاسة الجمهورية ، الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل أوممارسات أنصاره ، بعد أن رفضت اللجنة القضائية العليا المشرفة على انتخابات الرئاسة تظلمه ، بعد ثبوت حصول والدته على الجنسية الأمريكية ، وتلك الممارسات الخاطئة وردود الفعل غير الواعية ، قد تصل بنا – إذا نفذ " الشيخ " تهديداته – إلى فتنة داخلية ، وقد تؤدى إلى تقويض الإستقرار السياسى فى وطن مهتز سياسيا ويعانى من انفلات أمنى ، وتدهور اقتصادى وانشقاق اجتماعى ، وقد يؤدى ذلك فى النهاية إلى حرب أهلية داخلية . فمن الخطأ أن يكون هناك اعتراضات غير مبررة على نصوص قانونية صريحة ، أى غير مقبول ان يكون الرد على المواقف القانونية ، بمواقف سياسية ، أو تنتهك نصوص القانون ، من خلال الإعتصامات وقطع الطرق والتشكيك والتخوين ، وتطبيق نظرية المؤامرة بدلا من تطبيق مواد القانون . فقد أثبتت اللجنة القضائية العليا المشرفة على الإنتخابات ، وفقا لمستندات داخلية وخارجية أن والدة المرشح السابق حازم صلاح أبو إسماعيل ، قد حصلت على الجنسية الامريكية ، وقد تم رفض الطعن الذى قدمه أبو إسماعيل ضد هذا القرار ، بإجماع الأراء ، وبالتالى لايجب أن تخرج القضية من إطارها القانونى إلى إطار سياسى ، أو من الالتزام بمواد الإعلان الدستورى ، إلى تحريض المؤيدين والمناصرين للمرشح ، ويتم تطبيق نظرية المؤامرة بدلا من تطبيق القانون ، واتهام امريكا والغرب واليهود والصليبين والصهاينة بأنهم تكاتفوا لإسقاط المرشح المنتظر حازم صلاح ، والذى كان" قاب قوسين أو ادنى " من الوصول إلى كرسى الرئاسة ، لولا المؤامرة الكبرى من الغرب الكافر والملحد والصهيونية العالمية ، التى أقلق مضاجعها تولى " الشيخ " حازم الرئاسة ، لأنه كان سيطبق شرع الله ، وينشر العدل ويرفع الظلم ويحارب الفساد والمفسدين ، ويرجع للإسلام مجده ويجعل المصريين " يحيوا كراما " . وبسبب عدم اقتناع الشيخ حازم أن والدته حصلت على الجنسية الأمريكية ، وبالتالى لايحق له الترشح للرئاسة ، وبسبب يقينه أن هناك مؤامرات تحاك ضده فى الداخل والخارج ، وإقتناعه إن عدم خوضه الإنتخابات مخطط له حتى لايطبق الشريعة الإسلامية فى مصر ، قام بتحريض أنصاره ، بشكل مباشر وغير مباشر للاعتصام أمام مبنى اللجنة العليا للإنتخابات ، وقطع طريق سالم " الحيوى " مؤقتا ، ثم الذهاب إلى ميدان التحرير والإشتراك فى مليونية 20 إبريل من خلال منصة خاصة ، كانت أمام مجمع التحرير ، وانصبت الخطب التى ألقيت خلالها على التنديد باللجنة القضائية والطعن فى نزاهتها ، والتشهير بالمجلس العسكرى وبعض القوى السياسية العلمانية الممولة من الخارج ، وتبارى المشاركون فى إلقاء الخطب النارية التى تكشف وتفضح المؤامرة الكبرى ضد " الشيخ " حازم ، ولم تكن هناك خطبة واحدة تؤكد على وحدة المليونية والإتفاق على أهدافها فى منع ترشيح الفلول والتوافق حول إعداد الدستور، وبقاء الثورة مستمرة . وطافت حول منصة الشيخ حازم مظاهرات متحركة يحمل بعض أفرادها رايات سوداء مكتوب عليها " لا إله إلا الله محمد رسول الله " واخرى بيضاء ، وثالثة مكتوب عليها عبارات تنديد ووعيد وإصرار على فضح المؤامرة ، وضرورة عودة الشيخ إلى سباق الرئاسة ، وقد قرر بعض أنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل البقاء فى الميدان والاعتصام فيه ، ومازالوا هناك حتى مساء أمس الأحد ، معلنين أنهم لن يفضوا اعتصامهم حتى تعلن اللجنة القضائية عودة الشيخ للمنافسة على كرسى الرئاسة ، والاعتذار عن الكذب ! . أنا أتفهم لماذا يتمسك قطاع عريض من السلفيين بضرورة ترشح الشيخ حازم للرئاسة ؟ لأنهم من ناحية أغراهم الفوز الكبير فى الانتخابات التشريعية وطمعوا وحلموا واقتنعوا بضرورة وجود من يمثلهم فى رئاسة الدولة ، أوالأقرب إلى أفكارهم وتوجهاتهم ، وبالطبع الشيخ حازم هو الأقرب من بين المرشحين للرئاسة إليهم ، كما أن شهادة والد الشيخ حازم ، وهو المرحوم صلاح أبو إسماعيل ، التى أدلى بها أثناء نظر إحدى قضايا التطرف المختلفة الكبرى ، والتى أتهم فيها بعض أعضاء جماعات الإسلام السياسى ، كانت فى صالحهم ، وذلك جعلهم الان يردون الجميل لابنه الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ، ويقف معه الأن معظم أعضاء الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد ، رغم انه كان عضوا فى جماعة الإخوان فى الاساس ، وليس سلفيا . وأقول للشيخ حازم صلاح أبو إسماعسل المحامى ، اتق الله فى مصر وشعبها ، ولاتسع إلى كرسى الرئاسة على انقاض وطن غير مستقر ، لانك لاتحمل أى خبرات سياسية أو برلمانية ، كما أنك لست وجها مقبولا خارجيا وستجلب لنا المشاكل مع معظم دول العالم ، وبرنامجك السياسى غامض ، كما أن ممارساتك غير المقبولة بعد رفض ترشيحك ، تسىء إلى الإسلام ، كما أنها مؤشر سلبى يدل على عدم قدرتك على تحملك مسؤلية وطن ، لانه لايجوز الاعتراض على قرارات قضائية ، بمظاهرات سياسية واعتصامات ، لاننا فى دولة يسعى الحميع من اجل أن تكون دولة " سيادة القانون " ، وأيضا تصرفات بعض أنصارك ، أقلقت قطاعا عريضا من المصريين ، مثلما أقلقنا تكالبك على كرسى الرئاسة ، وإنفاقك ببذخ على حملتك الإعلانية التى لم تكن قد بدأت بعد قانونيا ، كما إن " طالب الولاية لايولى " وأيضا " جلب المنافع مقدم على درء المفاسد "، فلاتجعل الوطن يشتعل بالفتن ، كما إن أحداث الفتن بين المصريين ، ليس من الإسلام الذى تسعى إلى تطبيقه على الأرض . [email protected]