أنا لا أستسيغ أن يرشح رئيس المخابرات فى عهد مبارك نفسه فى الانتخابات الرئاسية، وبالطبع لن أعطيه صوتى كما أننى لن أقف ضده إذا أراد الترشيح، لكننى أقف أمام نقطة هامة، وهى لماذا قامت الدنيا ولم تقعد عندما أعلن سليمان ترشحه ولم يحدث مع شخص مثل أحمد شفيق؟ ولماذا تعامل الإخوان مع ترشيح سليمان بكل هذا الذعر، وكأن الرجل سيحسم المعركة من الجولة الأولى ويفوز بالانتخابات الرئاسية وينهى سيطرة الإخوان على الشارع؟ ولماذا قانون تفصيل له وحده وبهذه السرعة؟ هل أيقن الإخوان أن شعبيتهم فى الشارع قد تراجعت وأن المتعاطفين معهم قد انفضوا من حولهم؟ خاصة بعد سياسة التكويش على السلطة وديكتاتورية الأغلبية التى يتبعها الإخوان؟ أعتقد أن هذا هو السبب الرئيسى، وكما انفض البسطاء من حول ما يطلقون على أنفسهم الثوار بسبب بذاءة لسانهم وتعاليهم على الناس انفضوا أيضًا عن الإخوان. والسؤال فى حالة استبعاد سليمان بسبب القانون السريع، الذى استحدثه البرلمان لمنع ترشيح الفلول هل يعتقد الإخوان أن الشعب المصرى مثل القطيع ينتظر على ناصية الشارع من يمسك بأذنه ليذهب للتصويت لخيرت الشاطر أو(استبنه) محمد مرسى الذى لا يعرفهما رجل الشارع العادى مثل معرفته بشخص عصام العريان مثلا؟ أعتقد أن فقدان المصداقية الذى يعانى منه الإخوان فى الشارع لن يسمح لمرشحهم بالفوز لأن من سيصوتون له هم الإخوان فقط وهم منقسمون بينه وبين عبد المنعم أبو الفتوح (المرشح غير الرسمى للإخوان) والذى أراه أحق من خيرت ومن محمد مرسى لأنه أكثر شعبية وجاذبية. على جانب آخر حالة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ومهرجان استعراض القوة من جانب أنصاره سواء داخل قاعة المحكمة التى أصدرت الحكم أو حول اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية هذا الاستعراض يؤدى إلى خوف قطاع كبير من الناس من هذا التيار والانتخابات لن تحسم بالهتافات، بل بالصناديق المغلقة وكل شخص فيما اعتقد حر فى صوته. وحالة الفزع التى يثيرها أنصار حازم ستؤثر بالسلب عليه أمام الصندوق خاصة أن البعض يقول إذا كان أنصاره يمارسون هذا القمع على القضاه واللجنة العليا وعلى الناس، وهو مجرد مرشح فماذا سيفعلون إذا أصبح رئيسًا؟ كما أن قطاعا كبيرا مقتنع بأن أم حازم أمريكية فعلا خاصة بعد تصريحات زوج أخته بأن أم الشيخ أمريكية، وأيضًا تصريح المستشار بجاتو بأن لجنة الانتخابات اطلعت حازم أبو إسماعيل على أصول الأوراق الأمريكية، التى تؤكد جنسية والدته وبعدها خرج الشيخ ليقول إنه يشعر أنهم يجهزون أوراق مزورة لإقصائه عن الانتخابات، أيضًا البعض يرى أن الشيخ استغل الثغرات القانونية ليحصل على شهادة من الداخلية بأن السيدة والدته غير أمريكية وعموما حازم بعد قضية الجنسية أضعف كثيرا من قبلها. مصر الآن فى مفترق طرق وهناك خياران إما أن تستمر لعبة الانتخابات أو يصدر حكم بعدم دستوريتها ونرجع إلى النقطة رقم صفر، وطالما كان الجميع يستميت للحصول على الكرسى دون أدنى اعتبار لمصلحة الوطن، فالكارثة قادمة لا محالة وأنا لا أستطيع أن أنصح أشخاصًا مثل عمر سليمان وأحمد شفيق وأبو إسماعيل والشاطر واستبنه، ولا أريد أن أنصحهم، لكننى أنصح من أعتقد أنهم الرهان الوطنى الرابح فى هذا الصراع. إن استمرار ترشيح حمدين صباحى وأيمن نور وعبد المنعم أبو الفتوح والعوا وعمرو موسى بدون تنسيق أو تخطيط بينهم سيصب فى صالح التيار الآخر، وإذا لم يحدث توافق بينهم أو بين معظمهم على اختيار رئيس توافقى من بينهم من أجل صالح مصر فلن نرى أيًا منهم رئيسًا. وقد يقول البعض وأين باقى الأسماء، وأقول بكل صدق لا وجود لها لأنها بلا أرضية شعبية بل إن بعضهم لو رشح نفسه داخل منزله قد لا يضمن النجاح، بقى أن أقول إن هذا رأى يحتمل الخطأ ويحتمل الصواب، وأتمنى أن يتم التعليق عليه بعيدا عن التشنجات والاتهمات والسب والقذف لأن مشكلة المصريين الآن أنهم يعتنقون مبدأ التخوين، ومن ليس معى فهو ضدى وهذه قمة الدكتاتورية والغباء السياسى.