بحثت في الموسوعة العربية عن أصل عيد الربيع وشم النسيم وعلاقتهما بعيد الفصح المجيد عند إخواننا المسيحيين .. ووجدت من المناسب أن أسوق هذه المعلومات التي يجهلها الكثير منا في الكلمات الآتية.. كانت الفصول الأربعة عند إنسان ما قبل الميلاد محطات خصبة للتفكير في هذا التقلب المناخي .. ونسجوا حوله الأساطير والخرافات الكثيرة التي حاولوا من خلالها تفسير هذه الظواهر الطبيعية .. ومع مرور الزمن أصبح لكل فصل من الفصول احتفالاته الخاصة من خلال نظرة المجتمع إليه. في القرن الثالث قبل الميلاد بدأ الإنسان يحتفل بعيد الربيع .. بعد أن اتخذه رمزا للخصب والولادة واستمرت القبائل الجرمانية في الاحتفال بهذا العيد ضمن طقوس وممارسات وثنية حتي القرن الثاني للميلاد.. لم ترض الكنيسة عن هذه الممارسات ولم تحاول التدخل بالقوة لمنعها .. بل فكر آباء الكنيسة في تحويل هذه العادات الوثنية بهدوء إلي ممارسات تتناسب والديانة المسيحية .. مع الإبقاء علي فكرة عيد الربيع والاحتفال به ضمن طقوس ترضي عنها الكنسية.. بقيت الكنسية تراقب هذا الاحتفال الوثني وهي غير راضية عنه وتفكر في طريقة تنقذ رعاياها من هذه الطقوس .. إلي أن انتبه المبشرون إلي توافق التاريخ باحتفال الربيع الوثني .. مع الفترة التي يحتفل فيها المسيحيون بمعجزة قيامة السيد المسيح من الموت .. فأخذوا يمارسون شعائر القيامة في ظل الفصح الوثني إلي أن صدر قانون الفصح عن اجتماع نيكايا الذي دعا إلي عقده الإمبراطور قسطنطين عام م325 .. وتحدد زمن الاحتفال بالفصح المسيحي بحيث يكون في أول يوم أحد بعد الإعتدال الربيعي.. منذ عام 325م والكنيسة تحتفل بعيد الفصح ضمن طقوس دينية .. واعتاد الناس علي توزيع الحلوي في هذه المناسبة حتي القرن التاسع عشر حيث بدأوا بتبادل البيض الملون بأوراق ذهبية .. محيين بذلك عادة قديمة سبقت الفصح بعدة قرون.. فقد اتخذ المصريون البيض رمزا للولادة والخصب واستمرار الحياة .. وكانوا يتهادون البيض حتي وصل بهم الأمر إلي دفن البيض في قبور موتاهم .. وفعل الإغريق والرومان كذلك إيمانا منهم بالأسطورة التي تقول إن الحياة تأتي من البيضة .. يسبق عيد الفصح المجيد عند المسيحيين الصيام عن كل منتج حيواني .. لهذا يفسر البعض أن البيض هو أول منتج حيواني يتناوله الصائم .. إضافة إلي رمزه للميلاد توافقا مع قيامة السيد المسيح عليه السلام.. تفنن الناس في الرسم علي البيض أو تغليفه.. فقد قام الصائغ الشهير بيتر كارل بصناعه أثمن بيوض الفصح عام 1880م من الذهب .. وقد صنع ثلاثة وأربعين بيضة يقدر ثمنها بأربعة ملايين دولار .. وهي ما تزال محفوظة حتي اليوم في متاحف العالم .. وعيد ميلاد مجيد.