أصبح واضحا الآن أن عصابة بشار الأسد التي تحكم سوريا بالحديد والنار، ليست القوة الوحيدة التي تسيطر علي القري والمدن السورية بالدبابات، والمدرعات، والمدافع الثقيلة، وقاذفات الصواريخ، وتقوم بهدم وحرق البيوت علي رءوس من فيها، وتطلق الرصاص العشوائي ليسقط الشهداء والجرحي من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، وتقوم بإلقاء القبض علي الشبان العزل وتنقلهم إلي المعتقلات التي ضاقت بمئات الألوف منهم. روسيا هي القوة الثانية التي تشارك في هذه الحرب الشرسة ضد الشعب السوري، وتساند بشار الأسد بما ترسله إليه من أسلحة متطورة فتاكة وذخائر متنوعة، وبما تبذله من جهود ومساندة سياسية في مجلس الأمن والأمم المتحدة، لتحول دون سقوط نظامه، لأنها تعتبره الحارس الأمين لقواعدها العسكرية في ميناي اللاذقية وطرطوس، وسقوطه قد يؤدي إلي القضاء علي تواجدها علي شاطيء البحر المتوسط!! القوة الثالثة هي الجمهورية الإيرانية الشيعية، التي دفعت مليارات الدولارات لدعم ومساندة الأسرة الأسدية والطائفة التي تنتمي إليها في معركتها ضد الشعب السوري للقضاء علي ثورته، لأنها تعتبر سوريا قاعدة ثانية، بعد العراق، تنطلق منها للسيطرة علي الأردن، وكل لبنان، وغزة، لتصبح علي تماس مع الحدود الشرقية لمصر، التي تتصور أن فرض سيطرتها عليها سيتيح لها احياء أمجاد الامبراطورية الفارسية الشيعية! القضية في منتهي التعقيد، واعلان الأسد قبوله وقف إطلاق النار، واعلان موسكو في مجلس الأمن الموافقة علي ارسال ثلاثين مراقبا دوليا لمراقبة وقف إطلاق النار ليس سوي نكتة سخيفة وساذجة.. إذا كيف يستطيع ثلاثون مراقبا ضبط فرق وقف إطلاق النار في كل انحاء سوريا علي حدود تركيا شمالا، إلي الحدود الأردنية واللبنانية جنوبا.. ومن حدود العراق شرقا إلي البحر المتوسط غربا؟! المجزرة مستمرة، والرجل الطيب »الدوغري«، كوفي عنان أعلن أنه فقد الأمل.. وفي تقديري أنه أخطأ خطأ جسيما عندما غامر بماضيه السياسي المشرف ليقع في هذا الفخ العلوي، الإيراني، الروسي، الذي سقط فيه كل من تقدموا لايجاد حل يؤدي إلي وقف تلك المجزرة، التي لا يريد الشرق، والغرب، والأمجاد العرب وضع حد لها!!