سائق ميكروباص يذبح موظفا في موقف سيارات.. وعامل يقتل صديقه في الشارع.. وام تقتل طفلها وتلقي به في حديقة.. واجهزة الامن تضبط سيدة اثناء بيعها طفلا مقابل40 الف جنيه وحوادث اخري اكثر بشاعة اصبحنا نسمع عنها ونطالعها كل يوم علي صفحات الصحف وتجعلنا نشعر بالخوف علي انفسنا وعلي ابنائنا، فماذا جري في الدنيا، الي هذا الحد اصبح القتل والذبح بهذه السهولة، واستطاعت الام ان تقدم علي بيع" ضناها" او ان تبيع طفل شقيقتها.. مثل هذه الحوادث ، كنا عندما نسمع عنها منذ سنوات نصاب بالفزع، ونعتبرها شاذة وغريبة علي مجتمعنا ولكنها اليوم اصبحت عادية ولايخلو يوم منها، والامر المخيف ان هذه الحوادث تتزايد مع تزايد العنف والبلطجة في الشارع المصري، ولا اعتقد ان الفقر بمفرده هو السبب في انتشار مثل هذه الحوادث، ولكنها اسباب عديدة تجمعت معا واصبحت تشكل العنصر الرئيسي لتفاقم هذه الظاهرة، وفي مقدمة هذه الاسباب ياتي المنزل وافتقاد دور الاسرة المتمثل في الاب والام ، فلم يعد هناك الاب الذي يرشد ولا الأم التي تغرس القيم النبيلة في نفوس الابناء، وهو ما ترتب عليه طفل عنيف في سنواته الاولي يسير في الشارع مخربا لممتلكات غيره، وساهم افتقاد دور المدرسة في تزايد هذا السلوك داخل نفوس الابناء، فلم يعد هناك المعلم او المعلمة الحريصين علي التنشئة الصحيحة للتلاميذ او التوجيه لاخلاقياتنا وللمبادئ والقيم الدينية، بسبب الانشغال بأمور اخري، واكمل افتقاد رسالة دور العبادة في اكتمال المنظومة المؤدية للعنف، حيث ساهم انعدام الخطاب الديني وسوؤه، في اختفاء الوازع الديني . اذا اردنا ان نقتلع العنف من مجتمعنا وان نبذر ثمرة الخير والسلام في نفوس ابنائنا، فعلينا ان نبدأ من هذه االركائز الثلاثة.. وبالاخص المنزل ثم المنزل ثم المنزل.