- آلمني جدا أن يحدث اشتباك بين صديقين يتمتعان بالخلق الطيب ، ولا أعرف كيف تخرج منهما هذه الاتهامات مع أن الاثنين كانت تجمعهما مظلة واحدة وهي مظلة الحاكم السابق.. وكون أن يفاجئنا الرجل الخلوق عمرو موسي بالتهكمات علي صديق عمره أحمد شفيق في جلسة انتخابية بغرض الفرقعة السياسية معترضا علي ترشيحه في الانتخابات الرئاسية ، هذا هواللامقبول.. لأننا نعرف عن عمرو موسي أنه يتمتع بالحنكة السياسية الي جانب انه رجل يتمتع بالذكاء ولا يمكن ان تنزلق قدمه في مثل هذه الحوارات ويعترض علي ترشيح شفيق كواحد كان من رجال حسني مبارك ، مع أن عمرو موسي سبق احمد شفيق في العمل مع مبارك عندما كان وزيرا للخارجية ثم جاء بعده شفيق ليحمل حقيبة الطيران المدني.. والمعروف أن وزير الخارجية هو أقرب الوزراء الي الحاكم لأنه يضع معه السياسة الخارجية وعادة تكون الكلمة للرئيس.. مع أن عمرو موسي لم يستمر طويلا بعد أن أخذ " إسفين " عند مبارك وأفهموه أن شعبية موسي تفوقت علي شعبيته كرئيس للجمهورية فأبعده الي جامعة الدول العربية.. - ولا أعرف هل مبارك الآن أصبح سّبة لمن كان يعمل تحت نظامه حتي يحاول كل من كان يعمل معه أن يغسل تاريخه معه ويرتدي ثوب الثوار.. - لقد أعجبني رد أحمد شفيق فقد أثبت أنه فعلا الاخ والصديق لعمروموسي ولأنه شخص مهذب جدا وراق في اسلوبه فقد رد في نطاق التهكمات وأعلن رسميا أمام جميع الفضائيات انه يتشرف أن مبارك كان رئيسا له.. فليس من العيب أن يعمل الانسان مع رئيس ديكتاتور ولكن العيب أن يكون إمعة لهذا الديكتاتور، والشهادة لله أن شفيق لم يكن هذا الرجل بل كان يتمتع بشخصية ويكفي أنه خلع " طيار " الرئيس من رئاسة مصر للطيران مع أن " طيار" الرئيس كان يتمتع بمنزلة خاصة عند الرئيس لأنه كان في خدمة الهانم والنجل الوريث.. ومع ذلك أصر شفيق علي استبعاده ولايتخذ هذا القرار إلا رجل جريء يستطيع أن يواجه الرئيس.. وبعد الثورة كان شفيق مقتنعا أن مبارك استحق جزاءه عن أخطائه بأن اسقطه شعبه.. شفيق لا يدافع عن مبارك لأنه يري أن مبارك استحق جزاءه بسبب استعلائه وتكبره وتهميشه لشعبه.. لكن علينا ألا نعاير بعضنا بأن فلان كان يعمل مع مبارك.. لأننا كلنا كنا نعيش مع نظام مبارك.. فالإخوان المسلمون كانوا أعضاء في برلمان مبارك وقد كانوا يصفقون له في الاجتماعات التي كان يخطب فيها.. هل نقول إن هؤلاء كانوا رجال مبارك.. أو نفهم بأنهم كانوا من برلمان النظام.. - علي أي حال.. ارجو أن يكون الذي حدث بين الرجل المحترم عمرو موسي صاحب التاريخ المشرف والمواقف الوطنية.. وصديق عمره احمد شفيق الذي عرفته جميع الاوساط السياسية والشعبية بالرجل المؤدب والذي لاتخرج منه العيبة وأن يكون الذي حدث هوسحابة صيف جاءت قبل موعدها.. ثم تعالوا نستعرض ماذا كان موقف احمد شفيق.. وموقف عمرو موسي من النظام أيام النظام فالاثنان كانا "قرفانين من النظام" فقد كانت تجمعنا السهرات وكثيرا ما كنت اسمعهما وهما يلطشان في النظام.. ومن لايصدقني يسأل أعضاء نادي " صفصافه " الذي كان رسام الكاريكاتير المعروف مصطفي حسين قد أسسه منذ ثلاثة أعوام وكان يستقبل أعضاءه حتي شهور قليلة قبل الثورة.. - وكان من أعضاء نادي " صفصافة " الكاتب الكبير أنيس منصور والسيد عمرو موسي والفريق احمد شفيق والدكتور ابراهيم فوزي والمستشار عدلي حسين والمرحوم اللواء اسماعيل ثابت والمرحوم الكاتب الساخر سامي هاشم والعبدلله.. وكنا نجتمع كل خميس في صالون بنت السلطان وكثيرا ماينضم الي اجتماعاتنا الفنان الكبير عادل امام علي اعتبار أن مكتبه في نفس العمارة وتربطه صداقات مع اعضاء النادي ورئيسه.. وكانت هناك قواعد واشتراطات في طلب العضوية فلا ينضم العضو إلي النادي إلا بموافقة كل الاعضاء حيث يشترط في العضوعدم الحديث في السياسة أوالقضايا التي تصيب الاكتئاب.. يعني لايمنع من الحديث في الهيافات وتبادل النكات وبمناسبة اليهافات كان صديقنا المرحوم سامي هشام يقوم بتأسيس حزب " للهيافة " للقضاء علي ظاهرة " التبويز".. وقد كان سامي معروفا عنه أنه بن نكتة ولذلك كان كاتبنا الكبير أنيس منصور يصر علي وجوده في الجلسة وكثيرا.. ماكان عمرو موسي يسأل عنه أيضا قبل انضمامه الي السهرة ، حيث كان مصطفي حسين يشترط علي الاعضاء الحضور كاجوال ، وكنا نتبادل النكات والحوارات وأحيانا يتطرق احمد شفيق الي جلسات مجلس الوزراء ويفضفض عن فشل حكومة نظيف، وأذكر أنه حضر إلينا وكان هذا اليوم مشاركا في إحدي جلسات مجلس الوزراء وكان مهموما ثائرا وفهمنا منه أنه أفرغ شحنة غضبه علي الحكومة عندما عرض وزير الاستثمار فكرة " الصكوك " فانهال عليه شفيق بالتريقة قائلا لهم ، كفاية الضحك علي المواطنين الغلابة وقال لنا إن المشير طنطاوي اعترض علي هذا المشروع ووصفه بأحد المشروعات الوهمية التي تتناولها الحكومة لامتصاص غضب الشارع المصري.. - وكلمة حق لوكان أستاذنا المرحوم أنيس منصور بيننا الآن لكان شاهدا علي جلسات النم والتريقة ونكات المرحوم سامي هاشم علي النظام ورموز النظام في حضور شفيق وموسي.