المستشار:- محمود العطار - نائب رئيس مجلس الدولة تعتبر ظاهرة البلطجة إحدي الظواهر التي تقصم ظهر الشعب المصري حالياً.. بل هي تهدد وجود الدولة المصرية ذاتها، لما لها من تداعيات خطيرة علي مختلف مناحي الحياة في مصر، وبخاصة علي العملية الانتاجية، وعلي الحالة الاقتصادية، ومع ما يمكن أن تسببه من ازدياد حالة الفقر ومع ما يترتب علي ذلك من فوضي ومن اضطرابات اجتماعية خطيرة. - وحسناً فعلت الدولة حينما قامت بتشديد العقوبات علي مرتكبي جرائم البلطجة وإن كنا نري أن هذا التشديد غير كاف، ولم يحقق الهدف منه، بل إن الأمر يحتاج الي حلول أعمق.. نكتفي منها في هذا المقال بالمطالبة بتطبيق عقوبة الإعدام الفوري والعلني علي مرتكبي جرائم البلطجة وترويع الآمنين وقطاع الطرق. - وقد علمتنا دروس التاريخ، وتجاربنا السابقة، وتجارب الآخرين، أن المسئولين عليهم أن يتخذوا القرارات الشجاعة الحاسمة في أوقات الخطر، وإلا وجهت اليهم الاتهامات بالضعف وعدم الصلاحية. - نبدأ أولاً بتجربة القائد الاسطورة نابليون بونابرت، الذي قاد الحملة الفرنسية علي مصر عام 9871.. فوجد الشعب المصري في حالة رعب من البلطجة، الذين قطعوا الطرق ونهبوا الممتلكات واغتصبوا النساء لكن نابليون كشر لهم عن أنيابه، واستخدم معهم لغة الاسود، ومن يطلع علي منشورات نابليون يجد أنه قد أمر بالإعدام الفوري والعلني للأوباش الذين يروعون الشعب المصري. - ومن يطلع علي رسالة الجنرال مينو الذي خلف نابليون، والتي وجهها الي الديوان العمومي في آخر جلسة لهذا الديوان قبل مغادرة الحملة الفرنسية لمصر - وكانت حكومة الدركتوار في باريس قد استدعت الجنرال العبقري من مصر لينقذ الثورة الفرنسية من الفشل - نجد أن مينو يذكر المصريين بالاصلاحات التي كان قد قام بها سلفه نابليون فيقول »ولو لم يكن له من الحسن إلا إغاثة الناس، لكان ذلك كافيا (عجائب الاثر 3 - 851) فيرد قادة مصر في ذلك الوقت وهم المشايخ البكري والشرقاوي والعطار وعبد الرحمن الجبرتي.. بأن نابليون هو سيف الله المسلول!! وسوف نترك الآن نابليون ونتساءل عن مصير من يروع الشعب الأمريكي؟ والرد أن الكرسي الكهربائي أو غرف الغاز هما في انتظاره لاستئصاله وفوراً. - ونحن لا نكاد نعرف دولة من دول العالم تتراخي أمام هذا الشر المستطير. - اما عن الشريعة الإسلامية فإن جريمة قطع الطريق وممارسة البلطجة فهي من جرائم الإفساد في الأرض ويطلق عليها اسم جرائم الحرابة، والعقوبة المقررة لهذه الجريمة وفقاً لصريح احكام القرآن الكريم هي إما قتل البلطجي أو صلبه أو قطع يده اليمني مع رجله اليسري. (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا).. المائدة. لكل ما تقدم فإنه يمكننا القول بأننا امام مأساة انسانية من طراز فظيع، تهدد أموال الشعب المصري ونفسه وعرضه وحرثه ونسله وحرياته، الامر الذي يجعلنا نطالب بتطبيق عقوبة الإعدام الفوري في جرائم البلطجة وقطع الطريق وترويع الشعب المصري ودفعه الي التهلكة. علي أن يتم هذا علانية حتي يشهد عذابهم غيرهم من المجرمين. وأخيراً فإنه وليس لأصحاب القلوب الرءوفة أن يعترضوا علي هذه العلانية، فشعب مصر أدري بالمأساة التي يعيشها، وقيادته ليست مهزوزة، بل هي تعرف كيف تعاقب من يروع شعبها - وقد فات زمن اللجوء إلي حلولهم الخائبة.