هنيئا بالعيد لكل من صام رمضان إيمانا واحتسابا. وهنيئا لكل من قام لياليه واقفا متعبدا بين يدي الله.. وهنيئا لكل من اطعم فقيرا أو زار مريضا أو مد يد العون لمسكين وهنيئا لكل من استقبل ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان وهو معتكف في بيت من بيوت الله.. حيث كان حقا علي المزور ان يكرم زائره.. وهنيئا لكل من دعا الله وقرأ القرآن وانشغل بالذكر والتسبيح عن اللغو والمشاكسة.. وهنيئا لكل من اصلح من شأنه وأعلن التوبة لربه وصالح خصومه وعاهد الله ألا يعود بعد رمضان إلي ذنب ابدا.. من حق كل هؤلاء ان يهنأوا بالعيد، يوم الجائزة الأولي في الدنيا. حيث يفرح بفطره. بخلاف الجائزة الكبري عندما يفرح بلقاء ربه فيحسن اليه برحمته ويجازيه خيرا عن طاعته وحسن طويته.. وكم انا حزين علي من ضاع منهم رمضان في متابعة 07 مسلسلا علي الشاشات الفضائية وقضي النهار نائما والليل في الخيام الرمضانية والكافيهات الساهرة حتي الفجر.. تري علي ماذا يفرح هؤلاء في العيد بعد ان اطاعوا النفس الامارة بالسوء والتي آثرت النوم والدعه علي البذل والتضحية.. هؤلاء يجب ان يندموا ويحزنوا علي ما ضاع منهم وما فرطوا فيه ولكن المدهش انك تجدهم لاهين غافلين غير مدركين لحجم الخسارة.. وتراهم يأملون في رمضان القادم، لعلهم يحققون فيه ما لم يتمكنوا من تحقيقه في رمضان هذا العام.. ومن يدري فلعل الله الذي يفتح ابواب رحمته للمذنبين والعصاة يأذن لهم بتوبة مقبولة تصح بعدها أعمالهم. ولعل ما نجحنا فيه من التزام في رمضان يرافقنا بعده إلي شوال وسائر الشهور.. فرمضان مثله مثل سائر شهور العام وكلما الزم الانسان نفسه بالطاعات نفسها كان عبدا نورانيا ربانيا تصافحه الملائكة في الطرقات وقبل ان يطلب الشيء من ربه يكون قد حضر له.. نسأل الله القبول.. وامامنا الآن صيام ستة أيام هي بمثابة صيام شهرين مثل رمضان ليكتمل به العام.. فما أكرمك يا رب.. والحمد لله أنك أنت ربنا.